إضراب الأسرى يدخل شهره الثاني: إسرائيل تريد قتلهم

إضراب الأسرى يدخل شهره الثاني: إسرائيل تريد قتلهم

24 مايو 2014
إضراب الأسرى الإداريين في يومه الـ 31(أحمد غرابلي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
دخل الأسرى الإداريون، يوم السبت، شهرهم الثاني في الإضراب عن الطعام، في ظل رفض إدارة سجون الاحتلال الاستجابة لمطالبهم بإلغاء الاعتقال، وتهديدهم بتركهم يموتون، فيما تعرض الأسير داوود عيسى حمدان إلى جلطة جراء تدهور حالته الصحية.

وقالت عائلة حمدان، المضرب عن الطعام منذ 31 يوماً، في اتصال مع "العربي الجديد"، إنه "تم نقله من سجن النقب إلى مستشفى اسافا هروفيه الإسرائيلي، عصر يوم السبت، بعد إصابته ببداية جلطة، إذ بدأ يشعر بخدر في وجهه ويده اليسرى".

وأضافت العائلة "لم نعرف أية تفاصيل حول طبيعة الإصابة"، محملةً سلطات الاحتلال وإدارة السجون المسؤولية عن حياة نجلها، في ظل عدم استجابة إسرائيل لمطالب الأسرى المضربين، ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية ونقص أوزانهم وإصابة أجسادهم بالهزال ونقص في السكر وهبوط في الضغط.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت حمدان (من قرية الشواورة شرقي بيت لحم) في السادس عشر من شهر مار/آذار الماضي، وحولته إلى الاعتقال الإداري من دون تهمة. واعتقل سابقاً في سجون الاحتلال على خلفية انتمائه ونشاطه في صفوف حركة الجهاد الإسلامي.

في هذه الأثناء، أفاد ممثل الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، الأسير محمود شبانة، والذي يقبع في سجن "أيالون" الإسرائيلي، بأن "الشاباك الإسرائيلي (جهاز الأمن الداخلي) قد أبلغنا أنه يريد أن يموت أحد الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام"، وفق ما نقلت عنه وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينيين.

وقال شبانة إنهم "منذ 10 أيام قاطعوا الفيتامينات، وهذا قرار نهائي لا رجعة عنه ومستمرون به حتى النهاية، لأننا نشعر أن إدارة السجون والشاباك الإسرائيلي يستخدمون الفيتامينات لإطالة الإضراب". ولفت إلى أن "الأسرى يقاطعون الفحص الطبي أيضاً، لأن الأطباء يدوسون على مهنتهم الإنسانية ويقبلون أن يكونوا أدوات في يد الاستخبارات، وهم جزء من الإدارة وقد ظهر ذلك من خلال مساومة المرضى والحالات الصحية على تقديم العلاج مقابل فك الإضراب".
ووصف الأسرى المضربون عن الطعام في سجن أيالون في بيان صدر عنهم، وضعهم الصحي، قائلين "اليوم وقد تجاوزنا شهراً كاملاً من الإضراب، فقدنا فيه 15 إلى 20 كيلوغراما من أوزاننا، لا نستطيع الوقوف".

وأضافوا "يجروننا إلى المحاكم بالسلاسل، ويرفضون نقلنا بسيارات الإسعاف، وإنما بالمركبات العسكرية، وقبل يومين أغمي على أحد الأسرى خلال نقله إلى محكمة عوفر، ولم يستجيبوا لصراخ من كان معه في السجن، إلا بعد 45 دقيقة حين وصلت المركبة إلى السجن".

وناشد الأسرى في بيانهم القيادة الفلسطينية التدخل السريع لإنقاذ حياتهم، مؤكدين أنهم "مهددون من قبل إدارة السجون بالإهمال حتى الموت". وحذروا من أنه "في حال لم تبذل جهود حقيقية فعلاً، سوف يسقط منهم شهداء، خصوصاً أن عدداً كبيراً من المضربين تجاوز عمره الـ 45 عاماً، وهناك حالات مرضية عدة". كما ناشد الأسرى أعضاء الكنيست العرب والقيادات الفلسطينية بالداخل المحتل زيارتهم والعمل على إسنادهم ودعم قضيتهم أكثر خلال المرحلة المقبلة.

من جهته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"العربي الجديد"، إن "الأوضاع الصحية صعبة للغاية بالنسبة للأسرى، فهي في تدهور مستمر، خصوصاً بعدما نقصت أوزانهم. وما يزيد الأمر خطورة عدم تلقيهم أية مكملات غذائية أو فيتامينات. وبالرغم من كل هذا، تصرّ سلطات الاحتلال على كسر الإضراب من خلال مواجهة الأسرى وقمعهم وعزلهم بدلاً من تلبية مطالبهم".

وأكد فارس على أنه لا توجد حتى الآن أي مبادرات لحل قضية الأسرى المضربين، ونَفى وجود أي حوار مع إدارة السجون بقضية الأسرى الإداريين، مشددا على "إدارة الاحتلال اتخذت قراراً مسبقاً لكسر إضراب الأسرى منذ اليوم الأول، وهذا الأمر يزيد الأمور تعقيداً".
وفي السياق، اتهم مدير مركز "أحرار لدراسات الأسرى"، فؤاد الخفش، في حديث لـ"العربي الجديد"، المؤسسات الرسمية بالتقصير، والتعتيم على زيارة المحامين للأسرى، إذ لا توجد معلومات دقيقة عن أعداد الأسرى المضربين أو حالتهم الصحية.

ودعا الخفش السلطة الفلسطينية إلى ضرورة التحرك دولياً لإنهاء قضية الاعتقال الإداري وتجريمها، مضيفاً أن " قضية الأسرى بحاجة إلى جهد سياسي بالدرجة الأولى، ولكننا نعول أيضاً على حركة التضامن من بقية الأسرى في سجون الاحتلال، في ظل تعنت إدارة مصلحة السجون".

وتَدخل معركة الأمعاء الخاوية يومها الـ 31، ويخوضها 165 أسيراً فلسطينياً إدارياً، منهم 120 منذ 31 يوماً، و20 منذ مطلع الشهر الحالي، فيما انضم 25 آخرون إلى الإضراب عن الطعام الخميس قبل الماضي، إضافة إلى إضراب عدد آخر من الأسرى المحكومين لدعمهم، مطالبين بإلغاء قانون الاعتقال الإداري.

المساهمون