أُصيب خمسة من عناصر الأمن الفلسطيني، في وقت متأخر من الليلة الماضية، بجروح، خلال اشتباكات وقعت في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
في المقابل، أُصيب أحد الأشخاص بجروح جراء رصاص قوات الأمن الفلسطيني، فيما أصيب عدد من الأهالي بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ اشتباكاً مسلحاً وقع بين الأمن الفلسطيني وشبان مسلحين، استخدمت فيه الأسلحة النارية وعبوات متفجرة محلية الصنع "كوع"، فيما تتواجد قوات الأمن الفلسطيني بشكل مكثف على جميع مداخل المخيم، منذ الحادثة وحتى الآن.
وقال عضو لجنة الخدمات الشعبية في مخيم جنين منتصر أبو الهيجا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إطلاقاً للرصاص وقع في المخيم الليلة الماضية، احتفالاً بالإفراج عن أحد أسرى المخيم من سجون الاحتلال، وبعدها حضرت قوة من الأمن الفلسطيني إلى المخيم، فأطلق أحد الشبان الرصاص باتجاه دوريات الأمن، ما أوقع أربع إصابات إحداها بالرصاص والأخرى بشظايا لا نعلم إن كانت بسبب الرصاص أو بسبب إلقاء قنابل يدوية محلية الصنع (كوع)، فيما أصيب عنصر آخر من الأمن بحجر في عينه. ونقل جميع المصابين للمستشفى. كما أصيب أحد الشبان من المخيم بجروح".
واضاف أبو الهيجا أنّ "ما جرى هو امتداد للحملة التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية، قبل أيام، ضد المطلوبين والخارجين عن القانون، وحينما سمع الأمن إطلاق الرصاص اعتبر تحدياً للحملة الأمنية والأمن، فحضروا للمخيم من أجل السيطرة على الأوضاع. الكل يرفض إطلاق الرصاص حتى في الاحتفال بالإفراج عن أسير".
من جانبه، قال المواطن الفلسطيني محمود أبو ناعسة، وهو أحد سكان المنطقة التي وقعت فيها الأحداث وسط المخيم، إنّ "الأمن الفلسطيني أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع ما أوقع عدداً من الإصابات بحالات اختناق جرى نقل عدد منها للمستشفى"، مشيراً إلى وقوع مواجهات بين الشبان والأمن الفلسطيني بالحجارة.
وقال أبو ناعسة: "ما ذنب الناس والأطفال والمسنيين أن يستنشقوا الغاز المسيل للدموع أو أن تتعرض حياتهم للخطر بسبب إطلاق الرصاص، من هو مطلوب وخارج عن القانون يتم اعتقاله لكن دون إيذاء الناس".
من جانبها، ذكرت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة جنين، أنّ محافظ جنين أكرم الرجوب عاد، وعدد من قيادات الأمن الفلسطيني، المصابين من قوات الأمن الوطني الذين أصيبوا، الليلة الماضية، بجراح في الحادثة.
واستهجن الرجوب "هذا الفعل المشين الذي يتنافى مع عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني الوطنية، ومن جهات خارجة عن القانون تريد استمرار وضع الفوضى في المحافظة بغية تحقيق مآرب ذاتية ضيقة، ولتمويه العدالة وعرقلة الجهود المبذولة من قبل الأجهزة الأمنية لبسط الأمن وملاحقة الخارجين عن القانون والعابثين بأمن وسلامة مقدرات الشعب الفلسطيني".
وقال الرجوب: "إن هذا الفعل يتساوق مع سياسة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول ضرب الشعب الفلسطيني وقيادته في الصميم من خلال نشر الهلع وتوتير الأوضاع وبث صور من العنف والفوضى لإيهام المواطنين أنّ الوضع خارج عن السيطرة".
وأضاف الرجوب أنّ "الجهود الأمنية وموقف أبناء الشعب الفلسطيني الرافض لكل صور العبث والفوضى، يجعلنا أكثر إصراراً على العمل الدؤوب والمستمر لتحقيق الأمن الداخلي ومحاسبة كل الجناة ليكون القانون فوق الجميع والأمن حالة دائمة".