إسرائيل تُشعل معركة مع الصحافة الأردنية

إسرائيل تُشعل معركة مع الصحافة الأردنية

26 يونيو 2015
شعار صحيفة الدستور الأردنية
+ الخط -
أشعلت السفارة الإسرائيلية في عمّان، مساء الأربعاء، معركة مع الصحافة الأردنية عبر بوابة صحيفة الدستور اليومية، عندما وجّهت انتقاداً لاذعاً لمقال صحافي بعنوان "بطولات في الضفة والقدس يجب أن يبنى عليها" يشيد فيه الكاتب المختص بالشأن الفلسطيني ياسر الزعاترة بالعمليات الفدائية التي ينفذها الفلسطينيون ضد العدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

الكاتب وصف في مقاله المنشور في عدد الأربعاء، عملية الطعن التي شهدتها مدينة القدس مطلع الأسبوع، وقبلها عملية إطلاق النار قرب رام الله التي تبنتها كتائب القسام أعمالاً بطولية، معتبراً أن العمليات تمثل "المسار الأفضل، سواء نفذه أناس من المنتمين للفصائل، أم شبان مستقلون من الغيورين على دينهم ووطنهم". ودعا الزعاترة الفصائل الفلسطينية إلى بذل جهودٍ أكبر لتعزيز ثقافة المقاومة والانتفاضة في الضفة الغربية.

المقال أغضب السفارة الإسرائيلية، بشكلٍ واضح ودفعها إلى الاعتراض على المقال والصحيفة بشكلٍ يخالف الأعراف الدبلوماسية، فأعلنت عبر موقعها الرسمي رفضها المطلق لما ورد في المقال من "كلام شنيع يدعو للإساءة للمواطنين الأبرياء والذي يعتبر تحريضاً للقتل وللعنف بمعناه الكامل"، مطالبةً بأن يتم "وقف نشر مقالات همجية من هذا النوع، والتي من شأنها الأداء إلى الإضرار والمساس بالمواطنين وتزيد من التوتر بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".

ويعتبر هجوم السفارة الإسرائيلية هو الأعنف الذي يتعرض له الإعلام الأردني المعروف بموقفه المعادي لإسرائيل على الرغم من اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل منذ العام 1994 والمعروفة باسم (وادي عربة).

صحيفة "الدستور" ردت بدورها في عددها الصادر أمس الخميس، على بيان السفارة الإسرائيلية معلنة انحيازها لموقف الكاتب الذي يمثل موقف الصحيفة، وقالت إن "ما يقوم به الشعب الفلسطيني من عمليات استشهادية وبطولية دفاعاً عن الأرض والإنسان والعرض والدّين والمقدسات.. لهو فرض عين لا يسقط بالكفاية وإننا نتوجه إلى سفارة العدو في عمان باستهتارنا الشديد لما جاء في بيانها والذي يدل على استخفاف هذا العدو بهذه الأمة.. ونقول لهم مثلما أنكم ترفضون هذه العمليات، فنحن نرفض قتلكم للأبرياء العزل لأهلنا في فلسطين  وتشريدهم من أرضهم وتدنيس مقدساتهم أمام أعينهم".

إقرأ أيضاً: عدد الصحافيين في السجون المصرية هو الأعلى منذ 1990

ورأت الصحيفة في مقال كاتبها تعبيراً واضحاً عن "دور الصحافة الوطنية في هذا الزمن الرديء الذي اختلطت به الأمور"، رافضة ما أورده بيان السفارة من وصف للمقال بأنه "بشع وشائن".
بدورها، اعتبرت نقابة الصحافيين الأردنيين بيان السفارة الإسرائيلية بالاستفزازي وغير المقبول، وقالت النقابة "يكشف البيان زيف كل المحاولات الإسرائيلية المزيفة بأنها دولة لا تحترم حرية التعبير والرأي الآخر". وأشارت إلى أنّ الهمجية ليست في مقال يدافع عن حق شعب بالدفاع عن نفسه ووجوده، في ظل احتلال مغتصب بل الهمجية بالإصرار يومياً على ممارسة كل أصناف الاعتداء واغتصاب الأرض.
رئيس لجنة مقاومة التطبيع في نقابة الصحافيين الأردنيين، عصام مبيضين، هاجم محاولة السفارة الإسرائيلية للتدخل في الخط التحريري لوسائل الإعلام الأردنية، مؤكداً موقف النقابة المبدئي من العدو الإسرائيلي، والقائم على تعريته ومحاربة كل محاولاته لاختراق الجسم الصحافي الأردني، سواءً من خلال محاولات التواصل المباشر أو غير المباشر، ودعا مبيضين وزارة الخارجية الأردنية إلى توجيه احتجاج شديد اللهجة إلى السفارة الإسرائيلية في عمّان، لمنع تكرار مثل هذه الممارسات بحق الإعلام الأردني.

يُذكر أن لجنة مقاومة التطبيع في نقابة الصحافيين تقوم بمتابعة محاولات الاختراق التي تقوم بها إسرائيل للجسم الصحافي الأردني، والتشهير فيها، كما ترتب عقوبات على أعضاء النقابة المتورطين في نشاطات إعلامية تطبيعية مع العدو الإسرائيلي، كما يوجد للنقابة لجنة خاصة باسم لجنة فلسطين مهمتها توجيه الإعلام الأردني للدفاع عن القضية الفلسطينية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعترض فيها إسرائيل على مقال صحافي منشور في صحيفة أردنية، حيث سبق لها في مايو/أيار 2014 أن اعترضت على مقال نشره وزير الخارجية الأردني الأسبق كامل أبو جابر في صحيفة "جوردن تايمز" الأردنية الناطقة باللغة الانجليزية حمل عنوان "الكذبة الصهيونية الكبيرة والمهمة المقبلة".

حينها، رفضت الصحيفة مطالب السفارة بنشر اعتذار عن المقال، ما دفع السفارة للاحتجاج  لدى وزارة الخارجية الأردنية. كما قامت الخارجية الإسرائيلية باستدعاء السفير الأردني في تل أبيب وليد عبيدات، وتوجيه احتجاج رسمي له.

المساهمون