إسرائيل تستهدف زراعة غزة لتدمير اقتصادها

03 يوليو 2014
محاولة للملمة الخسائر (تصوير عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يحاول المزارع ماهر أبو حدايد، من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، استجماع قواه لحصر الأضرار التي تعرّضت لها أرضه الزراعية في منطقة المحررات (المستوطنات الإسرائيلية سابقاَ)، والبالغة مساحتها نحو ثمانين دونماً، جرّاء استهدافها بشكل مباشر في القصف الإسرائيلي، اليوم الخميس، بثلاثة صواريخ على الأقل.

يقدّر أبو حدايد خسائره بأكثر من مئة ألف دولار أميركي، غير أنه لا يزال يحصي المزيد من الخسائر والأضرار التي لحقت بالأرض ومخازن المعدات الزراعية.

يقول أبو حدايد لـ"العربي الجديد ": "أنا منكوب، فهذا المشروع قمت بإنشائه من خلال الاستدانة من البنوك، أما الآن فتوقف كل شيء بعد تدمير الأرض والمخازن والدفيئات الزراعية (أي الخيم البلاستيكية)، بالإضافة إلى توقف أكثر من عشرين مزارعاً عن العمل".

أبو حدايد، يختصر الأزمة التي لحقت بمزارعي غزة، بعد استهداف العدوان الإسرائيلي أرضهم ومحاصيلهم، في محاولة لتكبيد الاقتصاد الفلسطيني خسائر إضافية، وزيادة وجع الفلسطينيين على أرضهم المحروقة.

قصف الدفيئات

يشير أبو حدايد إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الأراضي الزراعية في عدوانه الأخير على القطاع لتدمير اقتصاد غزة المتعثر "فهذه أرض زراعية ليس فيها صواريخ وليست إلا مصدر رزق للمواطنين ولأصحابها".

أما المزارع جهاد زقماط، والذي قُصفت دفيئاته الزراعية ومخازنه التي تحتوي على معدات زراعية وأدوية وأشتال، فتفوق خسائره المباشرة وغير المباشرة، نصف مليون دولار أميركي، وفق تقديراته لـ"العربي الجديد".

ويوضح زقماط أن أرضه المستأجرة من الحكومة في منطقة المحررات، والبالغة مساحتها 600 دونم كان يجري تجهيزها لبدء الزراعة فيها، إلا أن القصف الإسرائيلي والدمار الكبير الذي أحدثته الغارات على الأرض سيعرقل العمل، بل سيوقفه.

استهداف منهجي

من جانبه، يقول مدير مديرية زراعة خان يونس المهندس كمال أبو شمالة، إن أضرار المزارعين التي حصرتها وزارة الزراعة تفوق المليونين ونصف المليون دولار، مشيراً إلى أن دفيئات بأكملها دُمّرت من جرّاء استهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر ومتعمد.

ويوضح أبو شمالة لـ"العربي الجديد": "تم تدمير 30 دفيئة زراعية تدميراً كاملاً، و40 بشكل جزئي، بالإضافة إلى تدمير حوالي 30 مخزناً بشكل كامل"، لافتاً إلى أن أحد المزارعين تعرّض لخسارة وتدمير مخازن له تحتوي على 20 طناً من المحاصيل المتنوعة والتي كانت جاهزة للبيع في الأسواق.

ويضيف أبو شمالة أن القصف طال أيضاً أكثر من 25 دونماً مزروعة بالعنب، إضافة إلى أكثر من عشرة دونمات مزروعة بالحمضيات المنوعة.

تدمير فوق الحصار

من جهته، يؤكد وكيل وزارة الزراعة في غزة محمد جاد الله إن استهداف الاحتلال للأراضي الزراعية يأتي في إطار السعي الاسرائيلي الحثيث لتدمير الاقتصاد الفلسطيني، ومحاولة لتكبيد المزارعين والمستثمرين أكبر خسارة ممكنة.

ويدعو جاد الله في بيان، صدر اليوم الخميس، المؤسسات الحقوقية والدولية لتوثيق جريمة الاحتلال الجديدة بحق القطاع الزراعي والاقتصادي في غزة، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، بفعل الحصار.  

يذكر أن وزارة الزراعة في قطاع غزة عمدت إلى الاستفادة من المحررات عقب الانسحاب الإسرائيلي منها في العام 2005، وذلك ضمن خطة لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني ومحاولة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية المختلفة.

وقصفت إسرائيل الأراضي الزراعية في القطاع أكثر من مرة في الأيام الماضية بالصواريخ، مما تسبب في أضرار فادحة وزاد من معاناة المزارعين الذين يعانون أصلاً من ظروف قاهرة نتيجة مجمل الوضع الاقتصادي الصعب في غزة.

 

دلالات
المساهمون