إسرائيل تحرم يامن من عيد ميلاده الخامس

17 يوليو 2014
+ الخط -

ثماني ساعات فقط فصلت بين ما كان يترقّبه الطفل يامن الحميدي بحماسة وبين إصابته بشظايا في الدماغ. فقد طلب الصغير من أمه أن تجهّز له قالب حلوى للاحتفال بعيد ميلاده الخامس. كأنه كان يعرف أن شيئاً ما يخبَّأ له.

اليوم، استشهد يامن في غرفة العناية المركزة في مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزّة، بعد أن أصيب بشظايا في الدماغ من جرّاء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي أرضاً مجاورة لمنزله في المحافظات الوسطى في القطاع.

وكان الطبيب أحمد جعرور، وهو أحد أطباء قسم العناية المركّزة في المستشفى، وصف حالة الطفل بالحرجة جداً. فيامن كان في غيبوبة تامة. وأشار إلى أن "ابن السنوات الخمس أصيب بشظايا تسبّبت في نزيف في الدماغ وكسور في الجمجمة".

وروت الوالدة المكلومة بابنها، الساعات التي سبقت الحادثة لـ"العربي الجديد"، فقالت "جمعت أطفالي في إحدى غرف المنزل ليناموا إلى جانب بعضهم البعض خشية عليهم من أصوات القصف والانفجارات التي تربكهم".

وأضافت "وعدته قبل النوم، وبعد أن ألح عليّ، بأن أجهّز له حفلة عيد ميلاد صغيرة في المنزل وأن أعدّ له قالب الحلوى بنفسي". وتابعت أم يزن وهي تبكي بحرقة على صغيرها "على غير العادة، أيقظني في الفجر ابني آدم. كان جائعاً، فاصطحبته إلى المطبخ. وفجأة شاهدت كتلة لهب حمراء تبعها انفجار ضخم قذفني وآدم على بعد مترَين تقريباً".

وسقط الركام على جسد يامن، فيما وجدت بعض شظايا صواريخ الاحتلال في جسده النحيل طريقاً سهلا للاستقرار فيه، وقد تركّزت في الجزء العلوي.

وقالت أم يزن "ضاع كل شيء والحمد الله... أصيب يزن (ابنها البكر) ببعض الكسور في جسده، وهو ما زال مفجوعاً من هول القصف الهمجي ومن اللحظة التي تحوّل فيها السرير الأبيض إلى بقعة كبيرة من الدماء". ووصفت لحظة القصف بأنها "قطار سريع نقلنا إلى القبر ثم عاد بي وبأولادي الثلاثة إلى الحياة".

من جهته، قال الوالد رياض الحميدي لـ"العربي الجديد" إن "عناية الرحمن تدخّلت هنا. فأعمدة البيت مرتكزة على السور الخارجي، ما شكّل فرصة للعائلة للبقاء تحت السقف لحين حضور الإسعاف ورجال الإنفاذ". وسأل "ما ذنب الأطفال والمدنيّين ليطالهم هذا الإجرام الذي يستهدف الحجر والبشر؟ لم تكن في منطقتنا أعمال مقاومة، وكلنا يعرف أن ما تقوم به دولة الاحتلال جرائم لمعاقبة المدنيّين والمدنيّين فقط". تعيش عائلة يامن بعد الدمار الذي لحق بمنزلها، عند أحد الأقارب

ووفق المتحدّث باسم وزارة الصحة في غزّة أشرف القدرة، فإن 47 طفلاً استشهدوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع إلى جانب إصابة 474 طفلاً آخرين، بينهم حالات حرجة.