إسرائيل تبحث عن "أصدقاء جدد" في موسكو
وإذا كان كوخافي قد أشار إلى أن منظومات الصواريخ هذه باتت تشكل خطراً على الطيران الحربي الإسرائيلي، فإن منظومة الصواريخ المتطورة "أس 300" قادرة على اعتراض المقاتلات الإسرائيلية في حال توجهت لضرب إيران عسكرياً.
ولفتت "معاريف" إلى أن توافر مثل هذه الصواريخ بأيدي إيران سيصعّب على المقاتلات الإسرائيلية كل عملية عسكرية قد تلجأ إليها إسرائيل فوق الأراضي الإيرانية.
ويرتبط هذا الأمر بدعوة مدير "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"، الجنرال المتقاعد عاموس يادلين، خلال المؤتمر المذكور، إلى وجوب الحفاظ على خيار فعلي يمكن التلويح به أمام إيران وتنفيذه فعلاً إذا اقتضى الأمر.
وفضّل يادلين استعارة تعبير نتنياهو في وصفه للمشروع الإيراني بأنه بمثابة "سيارة كانت منطلقة في طريقها وتم وقفها حالياً، لكن محركاتها ظلت تدور بانتظار الانطلاق مجدداً".
ومع أن إسرائيل تبدي في المرحلة الحالية نوعاً من التسليم بالاتفاق المرحلي مع إيران، إلا أنها تسعى جاهدة لإبقاء الملف الإيراني على جدول الأعمال، لعل ذلك يزيح الأنظار عن الموضوع الفلسطيني. وقد انتقل نتنياهو في هذا السياق من الهجوم الشديد العلني ضد إدارة الرئيس باراك أوباما في الملف الإيراني، إلى السعي لتنسيق المواقف معها وضمان تحفظات إسرائيل في الاتفاق النهائي مع إيران، وتوازى ذلك مع التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة ضد الموقف الأميركي، إلى درجة إعلان وزير الشؤون الاستراتيجية، يوفال شطاينتس، بأنه لا بديل عن الولايات المتحدة باعتبارها الحلف الاستراتيجي والأول لإسرائيل حتى لو كانت هناك خلافات في وجهات النظر.
غير أنّ ذلك لا يعني أن تل أبيب تكتفي بـ"العلاقة الاستراتيجية" مع واشنطن، إذ من الواضح أن حكومة نتنياهو، تبحث عن "صداقات جديدة" في موسكو، وهو ما توّجته زيارة نتنياهو قبل ثلاثة أشهر إلى موسكو، ولقائه بوتين، وكيله المديح للعلاقة الخاصة بين البلدين بفعل وجود مليون مهاجر روسي في إسرائيل من جهة، وعلى ضوء دور بوتين في ملف الأسلحة الكيماوية السورية من جهة ثانية.
السعي الإسرائيلي لمنع روسيا من تزويد إيران بأسلحة متطورة، لا يخرج عن المواقف الإسرائيلية التقليدية بمنع أي إخلال بميزان القوى في المنطقة، أو حتى المسّ بالتفوق الإسرائيلي، لكنه موجّه في الأساس للإبقاء على خيار الضربة العسكرية لإيران مفتوحاً على مصراعيه، من دون أن تملك إيران قدرات عسكرية تمكّنها من اعتراض الضربة الإسرائيلية.