إحسان أوغلو يدشّن حملته: جئت من أجل فقراء تركيا

إحسان أوغلو يدشّن حملته: جئت من أجل فقراء تركيا

11 يوليو 2014
اعتمد إحسان أوغلو شعار "أكمل الدين للخبز" (بيرك أوزكان/الأناضول/Getty)
+ الخط -
أعلن المرشح المشترك لكل من حزب "الشعب الجمهوري" وحزب "الحركة القومية"، أكمل الدين إحسان أوغلو، أمس الخميس، عن برنامجه الانتخابي في مؤتمر صحافي في مدينة إسطنبول، في خطوة متأخرة عن منافسه مرشح حزب "العدالة والتنمية"، رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان.

بعبارة: "أنا مرشح الرئاسة للشعب جميعاً"، أكد إحسان أوغلو، توجّهه بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، و"يداه مملوءتان ببذور الحب"، الذي يريد أن ينشره لـ"إيقاف القتال والعنف"، في إشارة للصراع مع حزب "العمال" الكردستاني.
واعتمد إحسان أوغلو شعار: "أكمل الدين للخبز"، إذ تتقارب الحروف بين كلمتي أكمل و"إكمك"، التي تعني الخبز بالتركي. أما رمز الحملة، فهو عبارة عن حقل من القمح على شكل خارطة تركيا. ولفت إحسان أوغلو، الى أنه "تمّ اختيار الخبز، لأنه رمز إلهي، يشير الى الكدح والتعب، وهو الغذاء الرئيسي للأمة التركية".

وأوضح بأن "الرمز والشعار الذي اتخذته الحملة، كان استجابة لتزايد عدد الفقراء في تركيا، لأن السيارات الفارهة والطرقات هي صورة مخادعة، فمعظم الأتراك يرزحون تحت الديون"، على حد تعبيره، في ما رأه البعض استجابة من إحسان أوغلو، للجناح اليساري لـ"الشعب الجمهوري"، ومحاولة لجذب أصوات اليسار التركي، الذي يقف في وجه حزب "العدالة والتنمية".

وانتقد إحسان أوغلو، اتهامات أردوغان للشباب الذي شارك في أحداث حديقة غيزي، العام الماضي، بأنهم مجموعة من المخربين الذين حاولوا إسقاط الحكومة بوسائل غير ديمقراطية، قائلاً: "لا تستطيع أن تتهم شبابنا بالمخربين".

وردّاً على الانتقادات التي طالته، بسبب دعوته لإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها، في ظلّ المجازر التي تقوم بها الأخيرة ضد الفلسطينيين، بكل ما تعنيه هذه القضية لأكثرية الشعب التركي المحافظة، أكد إحسان أوغلو "دعمه السلام في فلسطين بقضيتها التاريخية". وأشار الى أنه "كان أول مَن أشرف على وقف إطلاق النار بين حماس وفتح، وخدم القضية الفلسطينية لمدة طويلة".

وأكد دعمه عملية السلام مع "العمال"، لكن بـ"تحفّظ على العملية نفسها"، مطالباً بأن "تتم المفاوضات عبر البرلمان التركي". وشدّد بأن "الجمهورية التركية الحديثة ارتكبت خطأً كبيراً بمنع التحدث باللغة الكردية". 

من جانبه، دعا المرشح عن حزب "الشعوب الديمقراطية"، الجناح السياسي لـ"العمال"، صلاح الدين ديميرتاش، أمس الخميس، في إسطنبول، المواطنين "ليس فقط للإدلاء بأصواتهم، بل أيضاً لمراقبة كل صندوق انتخابي". وانتقد "القنوات والإذاعات التركية التي لا تمنح وقتاً متساوياً لجميع مرشحي الرئاسة، بل تمنح حصة الأسد لمرشح العدالة والتنمية".

واعتبر "أننا نعرف في أي موقع أصبحت قناة تي آر تي. لستم في حاجة الى مشاهدتها حتى، لأنكم إن شاهدتموها، ستجدون رجلاً يخيف أبناءكم بصراخه المستمر (أردوغان)"، وذلك  تعليقاً على التقرير الصادر يوم الأربعاء، عن "المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي"، والذي أكد فيه أن "التلفزيون الحكومي يقوم بتغطية أحادية الجانب، مهملاً مرشحي المعارضة التركية".

وذكر المجلس أن "التلفزيون الحكومي يغطي جميع المهرجانات الانتخابية الخاصة بأردوغان، ويكاد لا يأتي على ذكر كل من إحسان أوغلو وديميرتاش".
وتبعاً للتقرير، فإن "القنوات التركية الحكومية لم تقم بعرض النشاطات التي قام بها كل من إحسان أوغلو وديميرتاش يوم الثالث من يوليو/ تموز، بينما ظهر أردوغان لمدة 30 دقيقة في اليوم ذاته، وفي يوم 4 يوليو ظهر أردوغان على شاشة قناة (تي آر تي تورك) لمدة ساعة وعشرين دقيقة، بينما ظهر إحسان أوغلو لمدة دقيقة واحدة فقط، ولم يظهر يومها ديميرتاش على الإطلاق. وفي الوقت الذي ظهر فيه أردوغان أيام، 4 و5 و6 يوليو، على القناة التلفزيونية ذاتها لمدة 305 دقائق، لم يظهر المرشحون الأخرون إطلاقاً على شاشتها".

في سياق آخر، وافق البرلمان التركي، في وقت متأخر من ليل الخميس، على حزمة القوانين الخاصة بالقضية الكردية والتي يطلق عليها الإعلام التركي "حزمة التسوية"، وذلك بعد نقاشات شديدة فيه إثر معارضة حزب "الحركة القومية" (يميني قومي)، للحزمة جملة وتفصيلاً، بينما اعترض "الشعب الجمهوري" على إحدى هذه المواد، في ما يخص الحصانة التي سيتمتع بها المسؤولون الذين يقومون بالتفاوض مع "المنظمة الإرهابية"، في إشارة إلى "العمال"، مطالباً بفرض حدود أكبر على هذه الحصانة.
يُذكر بأن الحكومة تقدمت بـ"حزمة التسوية" إلى البرلمان، قبل وقت قصير من إعلان ترشيح أردوغان للانتخابات الرئاسية، الأمر الذي دفع المعارضة لاتهام "العدالة والتنمية" بالتقدم بالإصلاحات لاستغلالها في محاولة جذب أصوات الناخبين الأكراد للتصويت لأردوغان.

المساهمون