إجراءات أمنية مشددة في بغداد ودبابات ومدرعات في الشوارع

إجراءات أمنية مشددة في بغداد ودبابات ومدرعات في الشوارع

12 يوليو 2016
تشديد أمني غير مسبوق في بغداد (سافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -
تفاجأ سكان العاصمة بغداد منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الثلاثاء، بانتشار كثيف لقوات الجيش العراقي في أرتال مدرعة ودبابات وآليات ثقيلة ومختلف المدرعات العسكرية، في عموم العاصمة وخاصة حول المنطقة الخضراء المحصنة، التي تقع فيها مؤسسات الحكومة وسفارات عدد من دول العالم.

وبدا المشهد مشابهاً لانقلاب 14 يوليو/تموز عام 1958، الذي أطاح بالحكم الملكي في البلاد، على يد الزعيمين الراحلين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف ما أثار تساؤلات البغداديين عما يجري وسارعت قيادة العمليات لتوضيح تفاصيل ما يحدث.

وقالت قيادة عمليات بغداد، اليوم، في بيان إنّ "ما يجري هو استعدادات واسعة لاستعراض عسكري قريب سينطلق في بغداد".

وأوضح المتحدث باسم القيادة، العميد سعد معن، أن "قطع الطرق الذي حصل في عدد من شوارع العاصمة في جانبي الكرخ والرصافة يأتي ضمن الاستعدادات لإجراء استعراض عسكري قريب".

ولفت معن إلى أنه "تمت إعادة فتح كافة الطرق في جانبي الكرخ والرصافة في بغداد أمام حركة المواطنين، فيما بقيت منطقتا السعدون وساحة التحرير ضمن الإجراءات الأمنية".


من جانبها، كشفت مصادر أمنية في وزارة الداخلية أن "قوات الأمن قطعت جسري الجمهورية والسنك المؤديين إلى المنطقة الخضراء والشوارع الرئيسية في العاصمة تحت إجراءات أمنية مشددة مجهولة السبب".

وأوضحت المصادر، أن "قطع الطرق تركز على المحاور الأربعة المؤدية إلى ساحة التحرير وسط العاصمة من جهة شارع أبو نؤاس وساحة الطيران وساحة الخلاني".

ويأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر أمنية وعسكرية، أمس الاثنين، أن هناك استعدادات جارية لإقامة استعراض عسكري كبير في العاصمة بغداد يوم 14 يوليو/تموز الحالي، والذي يمثل يوم تأسيس الجمهورية العراقية الحديثة بعد الإطاحة بالحكم الملكي في البلاد عام 1958.

وأغلقت القوات العراقية جسور الجمهورية والسنك والجادرية والشهداء وطرق سريع الدورة والسعدون والنضال والأميرات والزيتون وشارع 6، وهي طرق رئيسة، إلى جانب إغلاق مناطق باب الشيخ وساحة الوثبة وساحة النسور وساحة التحرير وساحة الطيران وساحة الفارس وساحة الخلاني، وهي مناطق تقع عند تقاطعات طرق مهمة في العاصمة.

وتتزامن هذه الإجراءات مع توتر أمني شديد تشهده مناطق العاصمة بعد التفجير الذي ضرب منطقة الكرادة وسط بغداد، قبل أيام، وذهب ضحيته نحو 500 قتيل وجريح، بالإضافة إلى دعوات لتظاهرات حاشدة أمام المنطقة الخضراء.

وانتشرت المليشيات المسلحة في شوارع بغداد عقب تفجير منطقة الكرادة، أخيراً، إحدى أرقى مناطق العاصمة وأهمها وتصاعدت الخطابات الطائفية التي أطلقها عدد من قادة المليشيات في موقع التفجير.

وجعل تضارب تبرير المصادر الأمنية لما يجري في العاصمة، الأهالي في حالة من القلق والتوتر مما يحدث، حيث خرج أهالي العاصمة إلى أعمالهم بشكل اعتيادي فتفاجؤوا بانتشار الدبابات والمدرعات وقطع الطرق مما اضطرهم للعودة إلى منازلهم لكن آخرين اعتبروها بادرة جيدة أن تنتشر قوات الجيش العراقي بدلاً من المليشيات.

وامتدت الأرتال العسكرية معززة بناقلات الجنود والدبابات والمدرعات والمدفعية الثقيلة إلى عشرات الكيلومترات في شوارع العاصمة وسط تشديد أمني غير مسبوق منذ نحو عقدين من الزمن في بغداد.

واختلفت آراء المحللين والمراقبين حول ما يجري في العاصمة، على الرغم من بيان قيادة عمليات بغداد، الذي أفصح عن استعدادات لإجراء استعراض عسكري كبير بعد يومين.

ويرجح المحلل العسكري، فلاح الحسني، بأن "يكون الأمر أكبر من مسألة الاستعراض العسكري خاصة بعد انتشار واسع للمليشيات المسلحة في بغداد ومحاولة فرض هيمنتها أمام وسائل الإعلام وتصاعد النبرة الطائفية من قادة المليشيات المسلحة".

وأضاف الحسني، لـ"العربي الجديد"، أنه "من المفرح أن نرى الجيش العراقي منتشراً في شوارع العاصمة، إن كانت هناك نوايا صادقة لعزل المليشيات وإخراجها من المشهد الأمني والعسكري بعد ما دخله البلد بسببها من كوارث خطيرة".

وبحسب الحسني، فإنَّ ما يجري في بغداد أشبه ما يكون بالانقلاب العسكري لكن ليست هناك مؤشرات واضحة حتى الآن حول هذا الأمر سوى ما أعلنته قيادة عمليات بغداد حول استعراض عسكري مرتقب غير أن حجم الأرتال العسكرية المنتشرة قد تخفي شيئاً أكبر.





المساهمون