أوكرانيا: رسائل بوتين "السلميّة" لشقّ الصف الغربي

27 يونيو 2014
بوتين في حفل استقبال لخريجي الأكاديمية العسكرية (ساشا موردوفيتس/Getty)
+ الخط -

تحاول موسكو جاهدة إرسال بعض المؤشرات إلى العديد من الأطراف حول مساعيها الإيجابية لحل الأزمة الأوكرانية بشكل سلمي. وفي هذا الإطار، جاء طلب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من المجلس الفيدرالي الروسي، سحب صلاحياته الخاصة باستخدام القوات المسلحة الروسية على الأراضي الأوكرانية.

ووفقاً لصحيفة "فيدوموستي" الروسية، "يستطيع بوتين إدخال القوات المسلحة الروسية إلى أوكرانيا متى شاء، ولكن هل يفعل ذلك؟ سؤال يُطرَح كون الصلاحيات لا تزال محصورة به، على الرغم من تصويت المجلس الفيدرالي على سحبها منه. لكن إلغاء المجلس تفويض الرئيس باستخدام القوات المسلحة على أرض أوكرانيا، لا يلغي صلاحياته بتحريك الجيش إلى أراضي خارجية متى رأى ذلك مناسباً".

وعلى الرغم من استجابة المجلس الفيدرالي لطلب بوتين القاضي بسحب تفويضه باستخدام القوات المسلحة على الأراضي الأوكرانية، الصادر في مطلع مارس/ آذار الفائت، إلا أن هناك تفويضاً سابقاً لكل مَن يشغل كرسي الرئاسة الروسية، غير محدد المدة ولا مقيّد جغرافياً، كان قد صدر في عهد الرئيس السابق، ديمتري مدفيديف، عام 2009، يسمح لزعيم الكرملين باستخدام القوات المسلحة الروسية خارج الحدود.

صلاحيات بوتين لا تتغيّر

وقالت مديرة مركز "شمال/ جنوب" السياسي الروسي، يوليا ياكوشيفا، إن "سحب التفويض أو عدم سحبه لا يغيّران شيئاً في صلاحيات الرئيس، فقرار المجلس الفيدرالي لا يضمن عدم إدخال القوات إلى أوكرانيا، إذا رأى الكرملين ذلك ضرورياً".

وأشارت ياكوشيفا إلى أنه يمكن للرئيس أن يدخل القوات بناءً على الدستور ومن دون موافقة المجلس الفيدرالي". وأكدت أن "سحب التفويض هو مجرد استعراض لنوايا حل المسألة سلمياً، ولتجريد بلدان الغرب والولايات المتحدة بالدرجة الأولى، من حجة أن روسيا بلد معتدٍ".

وكان الرئيس الأوكراني، بيوتر بوروشينكو، قد ثمّن طلب بوتين سحب تفويضه باستخدام القوات المسلحة على أرض أوكرانيا، باعتباره خطوة تساعد على الحل السلمي، عقب إعلان موسكو دعمها لخطة التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية.

لعبة مكشوفة

وتأتي رؤية ياكوشيفا متوافقة مع رأي المحلل السياسي الأوكراني، كوست بوندراينكو، الذي قال إن "بوتين يحاول الظهور كأنه لا علاقة له بما يجري شرق أوكرانيا"، موضحاً "أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها بوتين إبعاد الشبهات عنه".

وأشار بوندراينكو إلى أن "الرئيس الروسي فعل الشيء نفسه عشية الاستفتاء في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في الحادي عشر من مايو/ أيار، حين تحدث عن أن الاستفتاء أمر غير محبّذ، لكن الاستفتاء جرى وتم دعمه إعلامياً من قبل روسيا".

بدوره، رأى الكاتب في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، ميخائيل روستوفسكي، أن "تفويض بوتين بإدخال قوات إلى أوكرانيا فقد معناه بعد ضم القرم إلى روسيا، لأن إدخال القوات الروسية إلى دونيتسك ولوغانسك، كان على الدوام وصفة كارثية".

وأوضح أن ذلك الأمر "يعجز عن حماية أقربائنا من المحن الدامية، وسيدخل بلادنا في حرب"، لافتاً إلى أن "سحب التفويض يعطي إشارة واضحة لزعماء المقاتلين في دونيتسك ولوغانسك، بأننا نحبكم ونتضامن معكم، ولكن سيناريو القرم لن يتكرر، وأن مستقبلكم هو مع أوكرانيا، وعليكم التصالح والاتفاق مع كييف".

شرخ العلاقة بين أوروبا وواشنطن

من جهته، قال رئيس تحرير مجلة "أودناكو"، سيميون أورالوف، إن "ورقة التفويض وسحبه، يستخدمها الكرملين في لعبته الكبرى لشرخ العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، في المسألة الأوكرانية".

وأضاف أورالوف أن "بوتين يحاول طوال الوقت الحصول على إجابة من أوروبا عن السؤال التالي: هل أنتم في الأزمة الأوكرانية مع أنفسكم، أم مع الولايات المتحدة؟ والآن، يحاول من خلال سحب التفويض، أن يثبت للأوروبيين أن المهم بالنسبة لروسيا هو وقف الحرب الأهلية، ومن أجل إقناع أوروبا بذلك، تستعرض روسيا عدم نيتها إدخال قواتها إلى دونباس، ويصب ذلك كله في خانة تجريد واشنطن من ورقة عدوانية روسيا".

المساهمون