أوكرانيا تعلن الحرب على "الانفصاليين" وروسيا تُحمّل المسؤولية للغرب

أوكرانيا تعلن الحرب على "الانفصاليين" وروسيا تُحمّل المسؤولية للغرب

13 ابريل 2014
موالون لروسيا في لوهانسك الشرقية أيضاً (دمتري دلكوف/فرانس برس/getty)
+ الخط -

رفعت السلطات الأوكرانية سقف المواجهة مع من أسمتهم بـ"الانفصاليين" في شرق أوكرانيا، وقرّرت حسم الأوضاع عسكرياً، بعد اتّساع دائرة التمرّد، في مناطق عدّة.

وأعلن القائم بأعمال الرئيس الأوكراني، أولكسندر تيرتشينوف، اليوم الأحد، أن "السلطات الأوكرانية تعتزم شنّ عملية شاملة لمكافحة الإرهاب، يشارك فيها الجيش ضد انفصاليين مؤيدين لروسيا".

وتوجّه تيرتشينوف الى الأوكرانيين في "خطاب للأمة" بثه التلفزيون الأوكراني، معلناً أن "روسيا تشن حرباً على أوكرانيا بنشر الفوضى في شرق البلاد"، وحدّد بموجب مرسوم رئاسي، صباح الاثنين، موعداً نهائياً "لإلقاء الإنفصاليين المؤيدين لروسيا، أسلحتهم ومغادرة المباني التي يحتلونها في شرق البلاد".

وأكد مقتل ضابط في أمن الدولة، وإصابة آخرين في اشتباك وقع في وقت سابق مع متشددين موالين لروسيا قُرب بلدة سلافيانسك. وقال "أُريقت دماء أبطال أوكرانيا في حرب يشنها الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا".

وأضاف "المعتدي لم يتوقف ويواصل زرع الفوضى في شرق البلاد،" في إشارة إلى موجة من الهجمات على المباني الحكومية من قبل مسلحين موالين لروسيا.

وأعلن تيرتشينوف أن "مجلس الأمن والدفاع الوطني، قرّر شن عملية شاملة لمكافحة الإرهاب، تشارك فيها القوات المسلحة الأوكرانية".

وأضاف "لن نسمح لروسيا بتكرار سيناريو القرم، في المناطق الشرقية من البلاد"، مشيراً إلى ضم موسكو لشبه جزيرة القرم إثر استيلاء مسلحين موالين لروسيا عليها.

وردّت روسيا على أوكرانيا، واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أن "اعلان السلطات في كييف، أنها ستحشد الجيش لضرب المتمرّدين هو أمر اجرامي". هذا ويعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة، الليلة، حول الأزمة الأوكرانية، بطلب من روسيا.

وأشارت الى أن "على الغرب أن يكبح جماح حلفائه في الحكومة الأوكرانية، وإنها مسؤوليته الآن، في منع الحرب الأهلية في أوكرانيا".

وكانت الادارة الاقليمية في دونيتسك أصدرت بياناً، أكدت فيه "مقتل شخص واصابة تسعة"، لم تحدّد هويتهم، ولكنها ذكرت أن "شخصاً أُطلق عليه النار خارج سلافيانسك"، اليوم الأحد، في الاشتباكات التي وقعت، بين القوات الأمنية والمسلحين في شرق أوكرانيا.

وفي وقت سابق، اليوم الأحد، قال وزير الداخلية الأوكراني، أرسين أفاكوف، إن قوات الأمن الأوكرانية شنت عملية لمكافحة ما وصفه بالإرهاب، بهدف إنهاء قبضة الانفصاليين الموالين لروسيا على بلدة سلافيانسك في شرق البلاد.

ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن أفاكوف قوله على صفحته، على موقع "فيسبوك": "بدأت عملية لمكافحة الإرهاب في سلافيانسك. يوجهها مركز مكافحة الإرهاب في جهاز أمن الدولة بأوكرانيا. جرى جلب قوات من كل الوحدات الأمنية في البلاد".

كما طالب الوزير سكان مدينة سلافيانسك، بالبقاء داخل منازلهم تحسباً لاشتباكات بين المسلحين الموالين لروسيا، الذين سيطروا على مبان حكومية، وقوات الأمن الأوكرانية. 

وكان مسلّحون بأسلحة آلية موالون لروسيا قد سيطروا على مبان حكومية في البلدة الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً من الحدود الروسية، أمس السبت، وأقاموا متاريس على مشارف المدينة. وذكرت "رويترز" أن طائرتين مروحيتين عسكريتين تحلقان في أجواء المنطقة.

ووقف نحو مائة مدني، معظمهم من النساء كبار السن، أمام المبنى وهم يردّدون شعارات تضامن مع المحتجين في الداخل، بما في ذلك "استفتاء"، في إشارة إلى المطالب بإجراء استفتاء لتحديد وضع المنطقة.

كما احتل رجال يرتدون الزي الرسمي الخاص بعناصر شرطة مكافحة الشغب الأوكرانية، التي تم حلها، مقر شرطة دونيتسك، وذلك بعد ساعات من سيطرة مسلحين على مركز مقر قيادة الشرطة والفرع المحلي لجهاز المخابرات، في مدينة قريبة.

ولا تقتصر الاضطرابات على دونيتسك وسلافيانسك، فقد ذكر أفاكوف في وقت سابق، أن رجالاً غير معروفين فتحوا النار على مركز للشرطة في كراماتورسك، وهي بلدة بالقرب من سلافيانسك، وأن الشرطة تخوض قتالاً ضدهم. وأضاف أنه في كراسني ليمان، وهي بلدة أخرى في المنطقة، هاجم رجال مسلحون ببنادق آلية روسية مركزا للشرطة.

ووصف وزير الداخلية الأوكراني الاضطرابات بأنها "عدوان روسي"، فيما عقد المسؤولون الأمنيون في أوكرانيا اجتماعاً طارئاً، مساء أمس السبت.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عن قلقه البالغ إزاء الهجمات التي يشنها مسلحون في شرق أوكرانيا، مشيراً إلى أنها مدبرة ومتزامنة وشبيهة بهجمات سابقة في شرق أوكرانيا وفي القرم.

عقوبات أميركية

وأبدى وزير الخارجية الأميركي، قلقه، أمس السبت، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف. وحذّر من أنه إذا لم تتخذ روسيا خطوات لوقف التصعيد في شرق أوكرانيا وتسحب قواتها من الحدود الأوكرانية، فسيكون هناك مزيد من العواقب، فيما نقلت وكالة أنباء "إيتار- تاس" الروسية عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن كيري "لا يستطيع أن يقدم أية حقائق ملموسة" تدعم مخاوفه. وأضافت أن لافروف حذر كيري من أنه إذا استخدمت الحكومة الأوكرانية القوة ضد المحتجين، فسيعرقل ذلك المحادثات بشأن الأزمة المقررة الأسبوع المقبل.

وذكرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، اليوم الأحد، أن "بلادها مستعدة لتشديد العقوبات على روسيا، اذا تواصلت أفعال كالتي شهدتها أوكرانيا في الآونة الأخيرة".

وأضافت باور في تصريح لمحطة (ايه.بي.سي) أن "الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، تحمل "دلائل واضحة على ضلوع موسكو"، مضيفة "أعتقد أننا رأينا أن العقوبات يمكن أن يكون لها تأثير، وإذا تواصلت أفعال كالتي رأيناها خلال الأيام القليلة الماضية، فسوف نزيد تلك العقوبات".

وأدان وزير الخارجية السويدي، كارل بيلدت، الموجود في أوكرانيا، الاضطرابات في تدوينة عبر "تويتر" باعتبارها "عملاً مسلحاً منسقاً، للاستيلاء على أجزاء رئيسية من شرق أوكرانيا، وهو ما لن يحدث بدون روسيا".

قلق "الأطلسي"

من جهته، عبّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، عن قلقه من "ظهور مسلّحين مؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا"، وحذّر من "أن أي تدخّل عسكري روسي آخر في البلاد، سيزيد العزلة الدولية على موسكو".

واعتبر راسموسن في بيان أن "ظهور رجال في شرق أوكرانيا يحملون أسلحة روسية، ويرتدون زياً موحداً غير محدّد بعلامات، مثلما فعل الجنود الروس خلال احتلال جزيرة القرم هو تطوّر خطير".

ودعا روسيا "الى نزع فتيل الأزمة وسحب الأعداد الكبيرة من جنودها، وبينهم أفراد من القوات الخاصة، من المنطقة الحدودية الأوكرانية". وأعلن أن "أي تدخّل عسكري روسي آخر، أياً كان مبرره، لن يؤدي إلا لتعميق العزلة الدولية على روسيا".

المساهمون