أوكرانيا: اختتام ثاني جلسات الحوار وياتسينيوك يرفض الفدرالية

أوكرانيا: اختتام ثاني جلسات الحوار وياتسينيوك يرفض الفدرالية

17 مايو 2014
دعوات أوروبية لحل الأزمة عن طريق الحوار(جينيا سافلوف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

اختتمت الحكومة الأوكرانية، الجولة الثانية من المفاوضات التي ترعاها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في مدينة خاركيف، الهادفة إلى حل أسوأ أزمة تواجهها البلاد في العقود الماضية، في وقت أكد رئيس الوزراء، آرسيني ياتسينيوك، خلال افتتاحه مع عدد من المسؤولين الأوروبيين احتفالات "يوم أوروبا" بأن كييف، ستصبح أقوى من خلال التغلب على جميع الصعاب.

وتزامن ذلك مع تحذير أطلقته اللجنة الانتخابية في كييف من أن الانتخابات الرئاسية قد لا تجري في موعدها 25 مايو/أيار، وأن مليوني ناخب في الشرق المتمرد قد يحرمون من المشاركة فيها.

وخلال أعمال الطاولة المستدير، التي غابت عنها أبرز الشخصيات الانفصالية الموالية لروسيا، دعا المبعوث الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فولفغانغ إيشينغر، الأوكرانيين إلى البحث عن حل وسط، وحل الأزمة شرقي البلاد عن طريق الحوار لا القوة.

وعقدت الطاولة المستديرة الأولى في كييف يوم الأربعاء 14 مايو/أيار، وحضرها الرئيس الأوكراني المعين من قبل البرلمان، ألكسندر تورتشينوف، ورئيس الوزراء المعين من البرلمان أرسيني ياتسينيوك، وبعض المرشحين للرئاسة الأوكرانية في غياب الانفصاليين أيضاً.

وبالتزامن مع الجلسة الثانية التي عقدت اليوم، افتتح أعضاء في الحكومة الأوكرانية ومسؤولون أوروبيون، احتفالات يوم أوروبا في كييف.

وفي خطابه، طمأن ياتسينيوك، الأكرانيين "أوكرانيا ستتغلب على جميع الصعاب وستصبح أقوى". وقال "أنا مؤمن بأوروبا ومؤمن بأوكرانيا".

ورفض ياتسينيوك، فكرة الفدرالية، "ذلك سيؤدي إلى إرساء النظام الفدرالي في البلاد". "وأوكرانيا يجب ألا تكون مجموعة من الجيوب الصغيرة، ويستطيع كل رجل أعمال أن يشكل مجلساً بلدياً".

وأوضح ياتسينيوك أن "الحكومة ستوصي الرئيس الجديد بالتوجه عقب انتخابه فوراً إلى بروكسل للتوقيع على اتفاقية شاملة لإنشاء منطقة تجارة حرة وعميقة".

من جهته، قال وزير الخارجية السويدي، كارل بيلد: إن الانتخابات الأوروبية ستجرى في اليوم نفسه للانتخابات الأوكرانية المقررة يوم 25 من الشهر الحالي. وأضاف "سنذهب جميعاً إلى الانتخابات لاستخدام أغلى ما لدينا، وهي ديمقراطيتنا، لانتخاب الممثلين الذين سيشكلون مستقبلنا الأوروبي المشترك للسويديين والبولنديين، للأوكرانيين والبرتغاليين، للفنلنديين والنرويجيين، وغيرهم، لنعمل معاً لخلق مستقبل أفضل".

الانتخابات الرئاسية

وفيما يقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، حذرت اللجنة الانتخابية من أنها "غير قادرة على إعداد وتنظيم الانتخابات في عدد من أجزاء منطقتي دونيتسك، ولوغانسك، اللتين أعلنتا استقلالهما بعد الاستفتاء".

وتحدثت اللجنة عن "تهديدات وضغوط ضد أعضاء اللجان الانتخابية في عدد من المكاتب التي لم تتأمن فيها سلامة موظفيها".

في المقابل، شككت روسيا بالطابع "الديمقراطي لانتخابات رئاسية في أوكرانيا"، منتقدةً بشدة "العملية العسكرية التي تقوم بها كييف منذ شهر"، شرقي البلاد الخاضع لسيطرة انفصاليين مسلحين موالين لموسكو.

وتساءلت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها يوم السبت، "هل يتطابق إجراء الانتخابات على وقع المدافع مع المعايير الديمقراطية لعملية انتخابية؟".

وفي واشنطن، جدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، تحذير موسكو من أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا واصلت "تصرفاتها الاستفزازية" في شرق أوكرانيا، فيما لوّح الغرب بانتهاك روسيا حقوق الأقليات في الشرق، وخصوصاً تتار القرم.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية، جون كيري: إن احتلال روسيا وضمها غير القانوني للقرم قد أعادا فتح الجروح القديمة لتتار القرم، الذين لا تزال هذه الذكرى حية في أذهانهم.

إطلاق نار في سلوفيانسك

وفي التطورات الميدانية، سمع دوي نيران أسلحة قرب مدينة سلوفيانسك شرقي أوكرانيا، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا، إذ بدأ دوي الأسلحة عندما تحركت قوات موالية لحكومة كييف لحماية برج تلفزيون قرب قرية أندريفيكا.

كما شوهد حطام ناتج عن إطلاق النار، اليوم السبت. ولم يتضح ما إذا كان ضحايا قد سقطوا أم لا، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

في غضون ذلك، أعلن رئيس بلدية سلافيانسك، شرقي أوكرانيا، وأحد قادة الانفصاليين الموالين لروسيا، فياتشيسلاف بونوماريف، أن "الاشتباكات التي خاضوها ضد القوات الحكومية حتى الآن، "أسفرت عن مقتل ثمانية انفصاليين فقط، بينما كبدنا تلك القوات خسائر كبيرة".

وقال بونوماريف: إن عدد القتلى والجرحى والرهائن من القوات الحكومية بلغ 650 عسكرياً. مشيراً إلى أن "الانفصاليين نجحوا في تدمير ثماني مروحيات عسكرية، و10 مدرعات، وثلاثة مدافع هاون، فضلاً عن سيارة "هامر". وأضاف "أما عدد من جرحوا وقتلوا منا، فهو 285 شخصاً".

في المقابل، أعلن جهاز الأمن الأوكراني في بيان أن "العمليات العسكرية التي خاضتها القوات الحكومية شرق البلاد منذ شهر وحتى الآن، أسفرت عن مقتل 21 جندياً، وإصابة 65 آخرين، وفقد اثنين".

"جمهورية دونيتسك" تختار رئيس حكومتها

في هذه الأثناء، أعلنت الوحدة الصحافية لـ"جمهورية دونيتسك" التي انفصلت عن أوكرانيا، اختيار "المجلس الأعلى في الجمهورية"، ألكسندر بوروداي، رئيساً للحكومة.

وأوضحت في بيان، أن بوروداي، أصبح رئيساً للحكومة عقب حصوله على أكبر نسبة أصوات في الجولة الثالثة من التصويت الذي جرى في المجلس الأعلى في مبنى الإقليم الذي يسيطر عليه الانفصاليون.

وكان اسم "روسيا الجديدة" قد أطلق على إقليمي دونيتسك ولوغانسك، عقب إجرائهما استفتاءً، الأحد الماضي، بهدف الانفصال عن أوكرانيا.

 

المساهمون