أوروبا تتخوّف من انتشار "إيبولا" بعد إصابة إسبانيّة

07 أكتوبر 2014
ثلاثون شخصاً تحت المراقبة في مستشفى الكوركون (Getty)
+ الخط -

سرت مخاوف من انتشار فيروس "إيبولا" الثلاثاء في أوروبا، بعد أول إصابة ظهرت في إسبانيا. وهو ما دفع على الفور المفوضيّة الأوروبيّة إلى المطالبة  رسمياً بـ"توضيحات" حول من حمل هذه الإصابة خارج إفريقيا.

وفي مدريد، ساد القلق والاستغراب بعد إعلان إصابة ممرّضة في أحد مستشفيات العاصمة على الرغم من الإجراءات الأمنيّة الرسميّة المتخذة هناك.

وقد عالجت هذه الممرضة (40 عاماً) التي تزوّجت الشهر الماضي، الكاهنَيْن المريضَين اللذَين عادا إلى إسبانيا بعد إصابتهما بفيروس "إيبولا" واللذَين توفيا لاحقاً. ونقلت ليلاً من مستشفى ألكوركون في ضاحية جنوب مدريد إلى مستشفى لاباث كارلوس الثالث حيث عولج المريضان السابقان، وفق ما أعلنت متحدثة من دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول حالتها الصحيّة.

وكانت الممرضة قد شعرت منذ الثلاثاء 30 سبتمبر/أيلول بوعكة صحيّة، لكنها لم تذهب إلى طبيب سوى يوم الأحد. ووضعت السلطات الصحيّة الأشخاص الثلاثين الذين كانوا يعملون معها تحت المراقبة، وكذلك الموظفين الذين كانوا على اتصال بها في مستشفى ألكوركون.

وقال ناطق باسم وزارة الصحة إن "زوجها نقل إلى المستشفى على سبيل الوقاية".

ورأى المتحدث باسم المفوضيّة الأوروبيّة فريدريك فينسانت أن "ثمّة مشكلة بطبيعة الحال"، مذكراً بأن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتفقت مبدئياً على إجراءات وطنيّة دقيقة ومنسّقة على مستوى بروكسل، تفادياً لوصول الفيروس إلى أراضي أوروبا.

أضاف أنه على الرغم من هذه الحالة فإن "ما من قلق" في المفوضيّة، وانتشار فيروس "إيبولا" "في أوروبا يظلّ غير محتمل كثيراً".

من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الإثنين إن فرنسا "قادرة على علاج" المصابين بفيروس إيبولا "إذا ظهرت حالات في فرنسا".

وكانت ثلاث عائلات قد رفضت صباح الإثنين ترك أبنائها في مدرسة في ضاحية بولوني بيانكور الباريسيّة، بسبب حضور طفل عاد مؤخراً من غينيا، وفق ما أعلنت البلديّة.

وأدّى وباء "إيبولا" المنتشر في غرب أفريقيا (ليبيريا وسيراليون وغينيا) إلى وفاة 3439 شخصاً من أصل 7478 حالة مسجلة في المنطقة منذ بداية السنة، وفق آخر حصيلة أعدّتها منظمة الصحة العالميّة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ودفعت هذه العدوى وهي الأخطر منذ اكتشاف الفيروس في عام 1976، بالمنظمة، إلى الإعلان أن مكافحة "إيبولا" ضرورة صحيّة طارئة عالمياً" في الثامن من أغسطس/آب الماضي.

وبالإضافة إلى انتشار الفيروس في غرب أفريقيا، ثمّة بؤرة "إيبولا" في مناطق نائية من جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، وحالات عدّة مشبوهة في ماربورغ في أوغندا.

وفي خارج القارة الأفريقيّة، تم تشخيص إصابة واحدة بـ "إيبولا" في الثلاثين من سبتمبر/أيلول الماضي في الولايات المتحدة، حيث تبذل السلطات الصحيّة جهوداً كبيرة لتوعية الجمهور من مخاطر العدوى.

وأوّل من شُخّصت إصابته خارج أفريقيا هو رجل ليبيري، بعدما أصيب بالفيروس في ليبيريا. وأفاد مستشفى في تكساس (جنوب) حيث يتلقى علاجاً تجريبياً، بأن "حالته خطيرة لكنها مستقرّة".

واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي دعا مجدداً إلى التعبئة العالميّة، أن مخاطر انتشار وباء "إيبولا ضئيلة جداً"، مؤكداً أن نوعيّة نظام الصحّة سيحول دون انتشار المرض.

وأوضح أن دراسة بروتوكولات أخرى تتمّ، لتعزيز مراقبة المسافرين في المطارات لدى رحيلهم من غرب أفريقيا ووصولهم إلى الولايات المتحدة.

من جهتها، دعت الحكومة الإسبانيّة إلى الهدوء، وقالت وزيرة الصحة آنا ماتو إن "كل الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة الطاقم الطبي والسكان قد اتخذت".

أضافت "نحن في صدد التأكد من أنه تمّ احترام كل الإجراءات المنصوص عليها بدقّة" خلال معالجة الكاهنَيْن عند عودتهما من أفريقيا في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الماضيَين.

وتجدر الإشارة إلى أن نقابات الممرضين الإسبان انتقدت "عدم فعالية" تلك الإجراءات خلال إدخال الكاهنَيْن إلى المستشفى.

المساهمون