أوباما و"الناتو" يحذّران ترامب من تبنّي سياسة العزلة

أوباما و"الناتو" يحذّران ترامب من تبنّي سياسة العزلة

13 نوفمبر 2016
ترامب ألمح إلى انتهاج سياسة "أميركا أوّلاً" (جوي رايدل/Getty)
+ الخط -
اعتبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن على الولايات المتحدة مقاومة الانعزال، والعمل مع حلفائها على الدفاع عن قيمهم المشتركة، وذلك في حديث لصحيفة يونانية، أمس السبت، قبل رحلته الأخيرة إلى أوروبا.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أوباما قوله "أفضل فرصة لدينا للتقدم هي أن نقاوم إغراء الانغلاق على أنفسنا، وأن نقوم على عكس ذلك، بإحياء قيمنا المشتركة، وأن نعمل معاً لضمان أن مؤسساتنا السياسية والاقتصادية توفر الأمن والرخاء اللذين يستحقهما الجميع".

ووجّه أوباما، الذي من المقرر أن يبدأ الثلاثاء جولةً إلى اليونان وألمانيا قبل رحلة إلى بيرو، رسائل إلى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الذي أثارت مواقفه ذات النزعة الانعزالية مخاوف لدى البعض.

وشدد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته على أن "التكامل الأوروبي هو أحد أعظم الإنجازات السياسية والاقتصادية في العصر الحديث، والتي يستفيد منها كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعالم أجمع".

وقال "أوروبا أكبر شريك اقتصادي لنا"، مشيراً إلى أن المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة مرتبطة بـ"أوروبا مستقرة" ومزدهرة.

ورأى أوباما أن الازدهار والنمو يتحققان "في بيئة شفافة ومستقرة، حيث تحمي دولة القانون الحقوق الفردية، وتؤمن لأصحاب المشاريع المحلية الثقة التي يحتاجونها من أجل التطور، وللشركات الدولية الأمان الذي تحتاجه من أجل الاستثمار".

وفي ما يتعلق بالحرب في سورية، أكد أوباما أن الولايات المتحدة يجب أن تبقى "وفية للقيم والكرامة الإنسانية".

بدوره، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، من أن "التحرك بشكل منفرد ليس خياراً"، وذلك بعد انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة.

وكتب مقالاً لصحيفة "ذي اوبزرفر" (نسخة الأحد من صحيفة "ذي غارديان") جاء فيه "نحن نواجه أكبر التحديات الأمنية منذ جيل"، وذلك في سياق مخاوف بشأن موقف الرئيس الأميركي الجديد من حلف شمال الأطلسي. كما شدّد على أن "هذا ليس هو الوقت للتشكيك في الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة".

وتسبب فوز ترامب المفاجئ بصدمة في أوروبا، التي تخشى من أن ينفذ الرئيس المنتخب وعده بوضع "أميركا أولاً"، ما قد يؤدي إلى خفض العلاقات بين واشنطن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، والتي طبعت النظام السياسي الغربي منذ الحرب العالمية الثانية.

وذكّر ستولتنبرغ بأن المرة الوحيدة التي لجأ فيها الأطلسي إلى مبدأ "الجميع من أجل واحد"، كانت غداة اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر ضد الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن أكثر من ألف جندي أوروبي "دفعوا ثمناً غالياً" في أفغانستان خلال الحملة العسكرية التي شكلت "رداً مباشراً" على اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر.

كما اعتبر أن "الناتو" سمح بحصول "تكامل في أوروبا" وبإنهاء الحرب الباردة، مضيفاً أن "القادة الأوروبيين فهموا أن السير بشكل منفرد ليس خياراً".

إلى ذلك، أقرّ ستولتنبرغ بأن على القادة الأوروبيين أن يزيدوا المساهمات المالية في الحلف، الذي يضم 28 دولة عضواً، في إشارة إلى تصريحات مماثلة صدرت عن ترامب خلال حملته الانتخابية، والتي انتقد فيها مساهمة الولايات المتحدة بنحو 70 في المئة من مجموع إنفاق حلف الأطلسي.

وأضاف "في هذه المرحلة الغامضة، نحن بحاجة إلى قيادة أميركية قوية، وإلى أوروبيين مستعدين ليضطلعوا بدورهم بشكل عادل. لكن قبل كل شيء، علينا أن ندرك أهمية الشراكة الأوروبية الأميركية، فهي تبقى أساسية".