أهداف لقاءات شكري بواشنطن: صفحة جديدة وتوطيد نظام السيسي

09 ديسمبر 2016
قدّم شكري للأميركيين مصر كـ"شرطي المنطقة" (سول لوب/فرانس برس)
+ الخط -
على مدار أكثر من أسبوع، عقد وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، سلسلة لقاءات مع عدد من قيادات الكونغرس اﻷميركي بغرفتيه الشيوخ والنواب، خلال زيارته إلى العاصمة اﻷميركية واشنطن. والتقى شكري نظيره اﻷميركي جون كيري، ومايك بنس، نائب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في محاولة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، قبل بدء عهد الأخير في 20 يناير/كانون الثاني المقبل. كما عقد الوزير المصري لقاءات مع قيادات الكونغرس، للتشاور وتبادل الآراء بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، والتقى أيضاً اﻷمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتييريس، في مدينة نيويورك. كما شارك شكري في المنتدى السنوي الثالث عشر الذي نظمه مركز "سابان لسياسات الشرق الأوسط" التابع لمؤسسة "بروكنغز".

ونقل شكري رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ترامب وبنس، تأكيداً على عمق وخصوصية العلاقات المصرية الأميركية، وإعلان "تطلع مصر إلى تعزيز علاقات التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة، والتأكيد على إمكانية اعتماد الولايات المتحدة على مصر كشريك يدعم الاستقرار، ويسهم بفاعلية في حل أزمات الشرق الأوسط، ويسهم بفاعلية أيضاً في جهود مكافحة الإرهاب".

وسعى شكري إلى التسويق للنظام الحالي في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، وتقديم مصر تحت قيادة السيسي كـ"شرطي المنطقة"، وهي محاولات لم تتوقف منذ وصوله للحكم قبل ما يزيد على عامين، بحسب مراقبين. ورأى مراقبون، أن "السيسي يحاول فتح صفحة جديدة مع الأميركيين، بعد التوتر في العلاقات في عهد الرئيس باراك أوباما، تحديداً مع انتقادات تتعلق بأوضاع حقوق الإنسان والحريات والتضييق على المجتمع المدني".

وأكد هؤلاء أن "السيسي يأمل دعم ترامب لبقائه في الحكم، فضلاً عن التنسيق في عدد من القضايا الإقليمية، بدعوى إعادة الاستقرار في منطقة الشرق اﻷوسط، ومواجهة الجماعات المتطرفة المسلحة". ويأمل السيسي دعم ترامب في ملفات هامة بالنسبة له، على رأسها تيارات اﻹسلام السياسي، تحديداً جماعة اﻹخوان المسلمين، الذين مُنع دمجهم في الحياة السياسية والشأن العام، بحسب مصادر قريبة من دوائر اتخاذ القرار.

وأضافت المصادر أن "ثاني الملفات هو دعم مصر في حربها على الإرهاب بسيناء، من خلال التعاون الاستخباراتي والدعم العسكري، عبر استمرار المساعدات العسكرية وعدم التلويح بوقف الدعم العسكري بين الحين واﻵخر". وهو ما تم التطرق إليه خلال لقاءات شكري في واشنطن.



وتابعت أن "الملف الثالث هو الوضع في ليبيا، خصوصاً الضغط لرفع حظر تصدير اﻷسلحة، ودعم معسكر برلمان طبرق واللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مواجهة تيارات الإسلام السياسي والمجموعات الثورية، التي تشكّل عبئاً على استقرار ليبيا وتؤثر على المنطقة بأكملها". وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن "الملف الرابع، عبارة عن تقديم ترامب دعمه للسيسي، لناحية التأكيد على شرعيته وعدم استقبال وفود من اﻹخوان المسلمين من قبل اﻹدارة اﻷميركية". وأخيراً، أوضحت المصادر أن "أحد أهم الملفات بالنسبة للنظام الحالي، والذي دائماً ما يواجه انتقادات رسمية وعبر منظمات حقوقية دولية، هو تراجع حالة حقوق الإنسان والتضييق على الحريات، فيأمل النظام المصري، أن تقلّ حدّة الانتقادات". وأمام السيسي في هذا الإطار، عدم رؤية محددة حتى الآن لدى ترامب في التعامل مع ملفات الشرق اﻷوسط، باستثناء تصريحات متفرقة، غير أن اﻷمر سيظهر عقب توليه المسؤولية رسمياً.

في المقابل، رأى دبلوماسي مصري، أن "لقاءات شكري في واشنطن جيدة، ولكنها تظل محاولات لتوطيد العلاقات مع الإدارة اﻷميركية الجديدة والعالم، في انتظار بدء عهد ترامب رسمياً". وأضاف الدبلوماسي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "ترامب بدا متشدداً في آرائه خلال السباق الانتخابي، ولكن من دون شك سيكون هناك تغير في هذه الرؤية ولو قليلاً، في إطار استراتيجية أميركية ترسمها المؤسسات لا أشخاص". ونوّه إلى أن "السيسي يحاول التقارب مع ترامب، والتواصل مع قيادات الكونغرس سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، في محاولة لزيادة المساعدات العسكرية لمصر لمواجهة اﻹرهاب في سيناء".

وأشار إلى أن "السيسي يقدم مصر كشرطي للمنطقة، وهو ما ظهر في أحاديث شكري لناحية إمكانية اعتماد أميركا على مصر بما يتعلق بقضايا الشرق اﻷوسط، وهو ما يدخل في إطار التبعية". وأكد أن "النظام المصري يحاول فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة، بعد الانتقادات الكبيرة لأوضاع حقوق الإنسان والحريات، ووقف المساعدات العسكرية لمصر في عهد أوباما". وحذّر من أن "يؤدي اندفاع السيسي تجاه ترامب، إلى توريط مصر بحروب في المنطقة أو مشاركة قوات مصرية في عمليات خارج حدود الدولة، مقابل الحصول على دعم ترامب للسيسي".

وكان شكري قد التقى أيضاً زعيم الأقلية الديمقراطية في لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ، السيناتور جاك ريد، ورئيسة اللجنة الفرعية للشرق الأوسط التابعة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إيليانا روس ـ ليتنين، ورئيس لجنة الاعتمادات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور ليندزي غراهام.


المساهمون