أميركا وروسيا والنفط

أميركا وروسيا والنفط

08 يناير 2015
+ الخط -

القادم أكبر، أم أن ما يحدث عاصفة مدمرة تشل الكرة الأرضية بقاراتها، خطوة بخطوة، من خلال خطة استراتيجية فتاكة، مبرمجة لخدمة القوى الكبرى فيها، أما الضعيف فيأكل حقه لضعفه. تندرج ضمن الخطة الاستراتيجية خطوات خفية، منها ما يشغل العالم حالياً متمثلا بمؤامرة اقتصادية بغطاء سياسي خطير، بأن سعت السعودية إلى زيادة إنتاجها من براميل النفط عما يتم الاتفاق عليه بالعادة من منظمة "أوبك" الخاصة بالدول المصدرة للنفط، فنجد السعودية سعت إلى إغراق العالم بالنفط بكميات كبيرة، يليها سعر منخفض شيئا فشيئاً. وتصبح هي المسيطرة على العالم اقتصاديا من جهة قوة النفط، وفي الحقيقة المسيطر الحقيقي خفي وماكر.
كمواطن عادي، سأنظر لهذا الأمر بسعادة، لكوني سأستفيد من ذلك بحسب الانخفاض التابع لزيادة الكمية وفقا لقانون العرض والطلب، أما ما يخفى فهو بحجم عالم السياسة القبيح، وقد يجده بعضهم غير صحيح، أو هراء. ولكن، حين تجتمع مصالح دولتين، يصبح كل شيء ممكناً، وتدمير دولة أخرى من أسهل ما يكون، وهو إحدى الطرق الموجودة منذ القدم. فمثلاً، أميركا دولة قوية اقتصادياً. وبالتالي، عسكرياً، ومجرد وجود أي قوة معادية لها سيجعلها تسعى إلى تدميرها. في المقابل، لن أذهب بعيداً، روسيا دولة تنمو يوماً بعد يوم لتهدد أميركا. ولأجل تدمير هذه القوى المعادية، نتج التحالف الخفي الذي قد يكون صادماً لبعضهم، تحالف يجمع أميركا والسعودية. السعودية لديها زخم أموال، وقوتها الاقتصادية لم تنجدها لصنع الواقع العسكري الخاص بها. أما الطرف الآخر من التحالف، فهو المسيطر والمستفيد الأول (أميركا) ضد روسيا التي تعتبر الدولة الثانية في منظمة أوبك، من حيث إنتاج النفط. لذلك إغراق السوق بالنفط السعودي سيدمر روسيا اقتصادياً، لتعلن راية الاستسلام. ولكن، هل ستعلن الاستسلام وما الخيار أمام بوتين في هذا السياق؟

avata
avata
تحرير بني صخر (الأردن)
تحرير بني صخر (الأردن)