أميركا تخطط لتجفيف منابع تمويل "داعش"

أميركا تخطط لتجفيف منابع تمويل "داعش"

26 اغسطس 2014
داعش تسيطر على مناطق واسعة بالعراق وسورية (getty)
+ الخط -
طالب مسؤولون أميركيون بتأسيس تحالف دولي بمشاركة خليجية، يهدف إلى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" اقتصاديا عبر تجفيف منابع تمويله، فيما بدأت الاتهامات، التي تتردد في الإعلام الأميركي والأوروبي عن دعم مالي خليجي للتنظيم تتراجع، بتوجيه أصابع الاتهام إلى مواطنين، بدلا من الحكومات.
وفي الوقت الذي امتنعت فيه الحكومة الأميركية عن توجيه أي اتهام لأي من حليفتيها قطر والسعودية أو أي حكومة خليجية أخرى بدعم التنظيم السني المهيمن على أجزاء واسعة من شمال وغرب العراق.
كانت ألمانيا قد سارعت بالاعتذار لحكومة قطر عن تصريحات لوزير ألماني، قائلة إن الوزير استند في تصريحاته إلى تقارير صحافية غير مؤكدة.
ودعا الجنرال الأميركي المتقاعد، جاك كين، الذي سبق أن عمل رئيساً لأركان الجيش الأميركي، إلى إقامة "تحالف إقليمي دولي يشمل في عضويته دول مجلس التعاون الخليجي، لمواجهة تنظيم داعش على كل الأصعدة بما في ذلك الصعيد الاقتصادي".
وقال كين، في حوار أجرته معه محطة فوكس نيوز الأميركية يوم الأحد الماضي، إن أفراداً سعوديين وقطريين يساهمون في دعم داعش ومصارف لم يسمها تتعاون مع التنظيم، مطالبا الإدارة الأميركية بالضغط على حكومات الخليج الحليفة لها لمنع مواطنيها من إرسال الدعم للتنظيمات المتطرفة.
وأضاف الجنرال الأميركي أن حكومة بلاده لديها معلومات عن مصارف يودع "داعش" جزء من أمواله فيها بطريقة أو بأخرى وأن بناء التحالف الدولي يمكن أن يساعد على حصار التنظيم اقتصاديا مثلما تم في تجارب سابقة.
وتابع "نعرف أين هي تلك المصارف ونعرف من هم الوسطاء بينها وبين داعش"، مشيرا إلى أن الإجراءات العسكرية يجب أن يساندها تحالف دولي لتجفيف مصادر تمويل داعش.
كان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل صرح، قبل يومين، بأن لدى البنتاجون معلومات عن مدى الثراء، الذي يتمتع به داعش قائلا إنه "يحظى بمصادر تمويل جيدة لا تتوفر لأي تنظيم إرهابي آخر".
يشار إلى أن وزير الخارجية القطري، الشيخ خالد بن محمد العطية، قد رفض في بيان صدر، يوم السبت، أي اتهامات لقطر بدعم الجماعات المتطرفة، داعياً إلى تحرك جماعي لإنهاء العنف في العراق وسورية.
وقال الوزير القطري إن الدوحة "تدعم المعارضة السورية، مثل الكثير من الدول الأخرى في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي، لكنها لا تمول تنظيم داعش، أو أية فصائل متطرفة أخرى".
كانت ألمانيا قد أعربت عن أسفها لحدوث سوء تفاهم مع قطر، بسبب تصريحات وزير التنمية الألماني جيرد مولر، التي أدلى بها خلال مقابلة مع القناة الثانية بالتليفزيون الألماني (زد.دي.إف) يوم الأربعاء الماضي وألمح فيها إلى صلتها بتمويل داعش، مما أثار استياء الدوحة.
وجاء الاعتذار الألماني على لسان كل من المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر، ومتحدثة باسم وزارة التنمية الألمانية، مؤكدين أن مولر لم يستند في تصريحاته على معلومات حكومية بل على تقارير صحافية.
وسبق أن نفت الرياض في فبراير/شباط اتهامات نشرتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بشأن تمويلها "داعش"، واصفة إياها بـ"الادعاءات الزائفة".
وأثار الظهور القوي لتنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على مناطق واسعة من العراق وسورية، تساؤلات عدة حول قنوات تمويله.
وتقول الحكومة العراقية، إن التنظيم استولى على خمسة حقول نفطية في الشمال منذ بدأ زحفه السريع في يونيو/حزيران، فيما قدّر خبراء نفط، قيمة الخام الذي يبيعه "داعش" من حقلين نفطيين في العراق بما يتراوح بين مليون و1.5 مليون دولار يومياً.

المساهمون