أملٌ يحدو الأسرى الفلسطينيين بعد اختفاء المستوطنين

أملٌ يحدو الأسرى الفلسطينيين بعد اختفاء المستوطنين

15 يونيو 2014
من الفرحة الغزّية بعد صفقة "وفاء الأحرار"(سيد خطيب/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
لم تتوقف والدة الأسير رامي عنبر، عن إطلاق الزغاريد وتوزيع الحلوى في خيمة التضامن مع الأسرى في مدينة غزة، منذ إعلان نبأ اختفاء ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في مدينة الخليل بالضفة المحتلة، مساء الخميس الماضي، وقد ملأها الأمل بعودة ابنها ومعانقته بعد غياب دام 12 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الفرحة لم تقتصر على أمّ رامي المتوشّحة بعلم فلسطين والكوفية السمراء، بل امتدت لتشمل أهالي الأسرى كافة، وقد عادت إلى أذهانهم أجواء الأمل التي سادت عندما أسرت المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، قبل سبع سنوات، وبادلته ضمن صفقة "وفاء الأحرار" بإطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً كانوا يعانون ظروفاً اعتقالية سيئة.

وتقول أم رامي لـ"لعربي الجديد": "غمرتني الفرحة لحظة سماعي نبأ اختفاء ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، وأتمنى فعلاً أن تكون المقاومة الفلسطينية هي من أسرتهم، وأن تعيد إلى ذاكرتنا لحظات الصفقة السابقة التي عشنا خلالها على أمل خروج أولادنا من السجون التي لا تراعي حتى آدميتهم".
وأضافت أم رامي "أسرانا يعانون داخل سجون الاحتلال من مختلف أشكال الظلم والاضطهاد، سواء بمنعهم من رؤية أطفالهم، أو ظروف الاعتقال السيئة، والمداهمات المتواصلة لغرفهم، والتعذيب الذي يتعرضون له، وحرمانهم من العلاج وغير ذلك".
وتراهن أمّ الأسير، على أن كل الظلم الواقع على الأسرى في سجون الاحتلال يمكن أن ينتهي بعمليات أسر للإسرائيليين. ولفتت إلى أن الأنباء التي تتحدث عن اختفاء ثلاثة مستوطنين، منحت الأسرى، وذويهم، أملاً كبيراً في إمكانية حدوث ذلك الأمر.

وتصف أم رامي مشاعر ذوي الأسرى بعد سماع نبأ اختفاء المستوطنين، وتقول إن مشاعر السعادة والفرحة مضاعفة عن تلك التي كانت يوم أسر شاليط، وتشير إلى أن إسرائيل باعتقالها الأسرى الفلسطينيين هي من يحكم على مستوطنيها وجنودها بالأسر.
وتتمنى أم رامي، أن تضم ابنها إلى صدرها وتقبله قبل أن يحدث لها مكروه، فهي تتذكر أن العديد من الآباء والأمهات توفوا، من دون أن يتمكنوا من معانقة أبنائهم الأسرى.
من جانبها، قالت الأسيرة المحررة والمبعدة إلى قطاع غزة، هناء شلبي، إن حالات أسر الجنود والمستوطنين تعطي الأسرى داخل سجون الاحتلال، أملاً وثقة بقرب تحررهم، مشيرةً إلى أنّ الأسرى شعروا بطمأنينة وأمل عندما أسرت المقاومة شاليط قبل سنوات.
وأضافت شلبي لـ"العربي الجديد": "أنا الآن أشعر بالأسرى داخل السجون، ومتأكدة أن خبر اختفاء المستوطنين الثلاثة دعمهم نفسياً، خصوصاً وأنهم شاهدوا بأعينهم إطلاق سراح زملائهم الأسرى ضمن الصفقة السابقة".
في غضون ذلك، قال الأسير المحرر أيمن الشراونة، الذي خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر 261 يوماً، إن "الأسير يعيش داخل سجون الاحتلال على الأمل، وكانت الفرحة عارمة داخل السجون عندما سمع الأسرى النبأ، خصوصاً على صعيد الأسرى الإداريين".
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "الأسرى يعيشون مرحلة حرجة جداً بفعل القرارات الإسرائيلية المجحفة المتزامنة مع إضرابهم المفتوح عن الطعام، ونتمنى أن يكون نبأ الاختفاء هو عملية أسر مثل صفقة "وفاء الأحرار"، وأتوقع في حال نجاحها أن تكون المدة أقصر من الصفقة السابقة، لأن الأسرى الإسرائيليين فيها ثلاثة، والضغط على إسرائيل سيكون أكبر".

دلالات

المساهمون