أمطار غزيرة وسيول تغرق دمشق

27 ابريل 2018
(فيسبوك)
+ الخط -
لم يشهد الأربعيني علاء، ابن العاصمة السورية دمشق، طوال حياته مثيلا لما حدث أمس الخميس، في الحي الذي يسكنه والواقع على جبل قاسيون المطل على العاصمة، بسبب التساقطات المطرية الغزيرة المصحوبة بأعاصير وسيول جارفة.

ووصف ذلك لـ"العربي الجديد"، قائلا: "كان المشهد أقرب إلى ما كنت أراه في نشرات الأخبار التي تتحدث عن أعاصير وسيول جارفة، المياه المحملة بالأتربة تتدفق من الجبل لتجرف كل ما يقف أمامها من سيارات وبشر".

وأضاف: "كنت أراقب ما يحدث من شرفة منزلي. كان المشهد صعبا. سيارات تدفعها المياه وكأنها زوارق من ورق. بعضهم يحاول إنقاذها، فالسيارة اليوم في سورية ثروة، لكن دون أي جدوى".

من جانبها، قالت أم قصي: "كنت أقف على نافذة منزلنا أشاهد كيف تسحب المياه كل شيء أمامها، وفجأة رأيت شابا تجرفه المياه، كان يحاول التشبث بأي شيء في الشارع لكنه فشل، لم أعلم ما كان مصيره".

وأضافت: "كان مشهدا مرعبا، والأهالي ليست لديهم أي احتياطات لمثل هذه الظروف، حتى شبكة الصرف الصحي سيئة لدرجة أنها لا تستطيع تصريف مياه غسيل درج البناية".

ولفتت إلى أنها "لاحظت غيابا تاما للدفاع المدني والإسعاف ورجال الإطفاء، مع أن هناك أشخاصا رأيتهم عالقين داخل سياراتهم، كانوا مهددين بأن يفقدوا حياتهم في حال انقلبت أو سقط عليها شيء ما كشجرة".

من جهتها، أفادت مصادر محلية من دمشق، لـ"العربي الجديد"، بأن "معظم شوارع دمشق غرقت بمياه الأمطار، وواجه الناس صعوبة كبيرة في التنقل داخل المدينة إن كان سيرا على الأقدام أو عبر السيارات، جراء الازدحام الشديد".

بدورها، نقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام، عن مصدر في قيادة الشرطة، أن "سيولا جارفة نتيجة الأمطار الغزيرة بدمشق أدت إلى جرف خمس سيارات على الأقل في وادي السفيرة بمنطقة ركن الدين السكنية، ما أدى إلى إصابة شخصين، كما جرفت السيول امرأة في الطريق، مشيرا إلى نقل المصابين إلى مشفى ابن النفيس حيث تلقيا العلاج قبل مغادرتهما".

ولفت المصدر إلى أن السيول أدت إلى انجراف في التربة بالمنطقة ذاتها، ما أدى إلى أضرار مادية بعدد من السيارات، مشيرا إلى أن المياه غمرت ساحات الأمويين وعرنوس ونفق الثورة وتسببت باختناقات مرورية عدة ساعات.

كما أفاد مصدر في قيادة الشرطة بريف دمشق لـ"سانا"، بأن المياه غمرت العقدة الطرقية في ضاحية قدسيا، وأدى ذلك إلى غرق عدة سيارات تم سحبها لاحقا دون تسجيل إصابات، لافتا إلى أنه تم قطع الكهرباء مؤقتا عن الضاحية تجنبا لحدوث تماس كهربائي. 


وكانت العديد من المناطق السورية قد تأثرت، يوم أمس، بمنخفض جوي يمتد في طبقات الجو كافة، مرفق بكتلة هوائية رطبة، ما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة لتصبح أدنى من معدلاتها، إضافة إلى تساقط الأمطار بكثافة.

 

 

المساهمون