أمطار غزية

19 نوفمبر 2014
+ الخط -

خلق الله الإنسان وبرا في جسده روحاً تنشد كل جديدٍ، رائعٍ في هذا الكوكب، فقد أحب الإنسان كل ما في كوكبه وعمره وبدأ بإصلاح كل ما أفسدته الأمم السابقة، فما أرحم من الله، حينما استخلف الإنسان في أرضه تعالى، وحينما ينزلُ عليه رحمته وغيثه على أرض قاحلةٍ، فيحيي الأرض بعد موتها، ويخرج منها ثمراً وشجراً وعشباً لينقذ به باقي كائناته، سبحانه وتعالى عما يصفون!

فما أجمل تلك اللحظات الرائعة التي تحملها تلك القطرات المتساقطة من سماء كوكبنا الرائع بكل ما فيه، وما أروع إحساسنا كبشرٍ فيما تحمله هذه القطرات من ذكرياتٍ رائعة وجميلة في عيون مستذكريها، وما أروع الحياة بمطر الله وغيثه، وما أجمل تلك الرحمة المتساقطة ما بين قطرات الرحمة السماوية، ولكن!

من العجيب أننا نرى العالم يتغنى بهذه الكلمات، وهذه القطرات، مداعباً بها ذكرياته، ومجدداً بها نبراس محبته، في حين أن أبناء شعبنا لا يجدون ملجأً لهم يقيهم من برد الشتاء، ومن هذه القطرات المداعبة جروحهم وآلامهم وأوجاعهم بل لا يقتصر الأمر على المداعبة، بل شرخ تلك الجروح مزيدةً بذلك كل أحزان أبنائنا وأمهاتنا وكهولنا.

فأين أنت يا سيدي الرئيس من ذلك؟، وأين من أعطيتهم الحق في التحكم بمصير هؤلاء المستضعفين، بل وأين من دفعوا فاتورة الحرب لهؤلاء، أم إنهم لم يخلقوا إلا لدفع فواتيركم الجرمية في حق الوطنية الفلسطينية!، فعذراً سيدي، غزة اليوم تموت، وتموت آمال أبنائها، بل وتضيع إنسانيتها المعذبة!

العالم، اليوم، بجميع أطره السياسية والدولية، لا يلقي بالاً لأحوال هؤلاء، ممن دفعوا فاتورة الحرب، ولا يجدون ما يؤويهم إلا العراء! في حين أن دول العالم المبجلة، العربية منها والغربية، تدعو للرحمة والرأفة بالحيوان، فأين الرحمة بشعبنا، أم إن العالم ينظر لنا كأشباه بشر!

avata
avata
صبح وجيه القيق (فلسطين)
صبح وجيه القيق (فلسطين)