أكراد سورية يحاربون "داعش" وحدهم... في انتظار السلاح

أكراد سورية يحاربون "داعش" وحدهم... في انتظار السلاح

24 سبتمبر 2014
"داعش" يحاصر عين العرب من الجهات الثلاث(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

اعتادت "قوات الحماية الشعبية" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، جناح حزب "العمال" الكردستاني في سورية، على خوض معظم معاركها بدعم مباشر من طيران ومدفعية النظام السوري. ظهر ذلك في معارك مدينة رأس العين في غرب محافظة الحسكة السورية، أو في شرقها في تل حميس. لكنها، للمرة الأولى، تترك وحيدة في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ إعلانها عداءه، إذ أن طيران النظام لا يزال يتوجس الاقتراب من الحدود التركية خوفاً من استفزاز أنقرة.

يبدو واضحاً أن "العمال الكردستاني" وجناحه السوري يقاتلان وحيدين، وذلك بعد اتخاذ حزب "الاتحاد الديمقراطي" موقفاً غير واضح من جميع مكونات الثورة السورية، للدرجة التي لم يترك له أي صديق، بل ولاحق الناشطين الأكراد الذين يرفعون علم "الاستقلال" السوري ليصبح الانتماء الى الجيش السوري الحر تهمة في مناطق الإدارة الذاتية التي أعلنها الحزب العام الماضي. تغير الامر بعد اشتداد ضربات "داعش" على عين العرب (كوباني)، ليعلن "الاتحاد الديمقراطي" تحالفه مع مجموعات من الجيش الحر، لكن هذه المجموعات لم تستطع أن تقدم له أي شيء في ظل الحصار المطبق الذي يفرضه "داعش" على كوباني من ثلاث جهات.

تورط "العمال الكردستاني" عبر حليفه في سورية منذ بداية الثورة، ولم يكن أمراً خافياً على أحد أن قادة الهجمة العسكرية لاستعادة رأس العين من يد "داعش" و"جبهة النصرة" وباقي الفصائل التي كانت تسيطر عليها، كانت من قادة "العمال" الذين استقدموا لإدارة العمليات القتالية مع مجموعات أخرى جاءت من جبال قنديل.

لكن بعد أن عزز "داعش" قواته إثر سيطرته على مساحات واسعة في كل من العراق وسورية، إضافة إلى ولادة التحالف الدولي، شنّ التنظيم حملة عنيفة للسيطرة على الكانتون الثاني في الإدارة الذاتية، أي كوباني.

يعاني "الاتحاد الديمقراطي"، أخيراً، من هزائم شديدة على الرغم من دفعه بكل قواه في المعركة، ممّا دفع "العمال" إلى إعلان التعبئة، والتي لا تبدو أنها ستغير الكثير من المعطيات، إذ إن "الكردستاني" متورط بشكل مسبق بكل قواه في المعركة، سواء على الجبهة العراقية أو على الجبهة السورية.

من جهة أخرى، تناقش تركيا إنشاء منطقة عازلة على حدودها مع سورية. منطقة هدّد قائد "العمال الكردستاني"، مراد كرايلان، بأنها إن أُنشئت، فستنهي عملية التسوية القائمة بين الطرفين، وسيعود "العمال" الى فتح الجبهة التركية مجدداً، فيما وصفه الكثير من المراقبين بالغرور الذي لا طائل منه.

لا تبدو تركيا مكترثة لسقوط كوباني في يد "داعش"، بل إنها عززت من إجراءاتها الأمنية على الحدود لمنع تسلل أي مقاتلين من "العمال" الكردستاني إلى أرض المعركة، حيث يبدو أن تركيا تعيش حالة استرخاء بعد أن استطاعت تحرير رهائنها، بينما يتقاتل أعداؤها (داعش والعمال الكردستاني)، بل إن هزيمة الأكراد قد تسهل التقدم في عملية التسوية وإنهاء الصراع.

كانت أهم المآخذ التركية أو شروطها للدخول في التحالف ضد "داعش" هو ضمان عدم وصول أي سلاح لحزب "العمال" الكردستاني. الامر الذي طمأنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل إليه، في وقت سابق، عبر إعلانها أن السلاح الذي قدمته برلين لأكراد العراق، لن يصل لـ"العمال" الكردستاني. لكن ذلك لم يثنِ قيادات حزب "الشعوب الديمقراطية"، الجناح السياسي لحزب "العمال" الكردستاني، من محاولة الضغط للحصول على السلاح والتي كان آخرها إضراب ثلاثة نواب (سلمى إرماك، سباحات تونجل، وكمال أتيش) عن حزب "الشعوب الديمقراطية" عن الطعام أمام مبنى الأمم المتحدة في مدينة جنيف، لحثّ المجتمع الدولي على منح الدعم للقوات الكردية التابعة لـ"العمال" الكردستاني، في معاركها الشرسة ضد "داعش".

ويتوجه الرئيس المشارك لحزب "الشعوب الديمقراطية"، صلاح الدين دميرتاش، إلى الولايات المتحدة، لحثها على تغيير استراتيجيتها في ظل إثبات "العمال" الكردستاني على أنه قوة "علمانية" مهمة  قادرة على ملء فراغ ما بعد سقوط "داعش"، مما قد يشكل ضغطاً إضافياً على الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الذي توجه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة وللتشاور مع المسؤولين الأميركيين حول إقامة منطقة عازلة على الحدود، والدور التركي الجديد في التحالف بعد تحريرها رهائنها. أمر قد يدفع تركيا إلى مساهمة أكبر في التحالف الدولي، وذلك في سبيل منع أي دعم لـ"العمال" الكردستاني.

المساهمون