أكثر من مليون بريطاني يشترون القنب للعلاج

أكثر من مليون بريطاني يشترون القنب بشكل غير قانوني للعلاج

13 يناير 2020
يستخدمون القنب لعلاج حالات طبية (Getty)
+ الخط -
كشف استطلاع رأي حديث أنّ ما يقارب المليون ونصف المليون بريطاني يشترون القنب الهندي بشكل غير قانوني لعلاج أو تخفيف آلامهم من الأمراض التي يعانون منها. ومن بين هؤلاء هناك حوالي ربع مليون مصاب بالتهاب المفاصل، و100 ألف مريض بالسرطان و50 ألف مصاب بمرض التصلب المتعدد (التصلب اللويحي).

وقد وجد استطلاع "يوجوف" (شركة بريطانية دولية متخصّصة في أبحاث السوق وتحليل البيانات)، شمل أكثر من 10 آلاف شخص، أنّ حوالي 3 في المائة من السكان البالغين يستخدمون الحشيش لعلاج حالة طبية، وهو يستخدم لدى جميع الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية والأجناس، ويأخذه بشكل يومي ما يزيد عن نصفهم، مع متوسط ​​إنفاق 163 جنيها إسترلينيا في الشهر (حوالي 211 دولارا أميركيا)، ما يعني أن المرضى ينفقون أكثر من 2.6 مليار جنيه إسترليني سنويًا على حشيش السوق السوداء.

ومن المعلوم أنّ القنّب الطبي أصبح قانونيًا في بريطانيا منذ أكثر من عام، بيد أنّ القيود الصارمة تعني أن قلّة من المرضى فقط تمكّنوا حتى الآن من الحصول على وصفة طبية من خدمات الصحة الوطنية. أمّا المرضى الذين يمكنهم تحمل تكاليف الاستشارة والوصفة الخاصة، فباستطاعتهم الحصول على الدواء من دون هذه الشروط.

ويواجه المرضى الذين يلقى عليهم القبض وبحوزتهم القنب من دون وصفة طبية، عقوبة سجنية تصل مدّتها إلى خمس سنوات، أو غرامة مالية غير محدودة أو كليهما.

وسلطت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية في الأسبوع الماضي، الضوء على قضية ليزلي جيبسون، البالغة من العمر 55 عامًا، وهي مريضة بالتصلب المتعدد، وتمت مقاضاتها بعدما داهمت الشرطة منزلها في كارلايل ووجدت ثماني نباتات للقنب صغيرة كانت قد زرعتها لاستخدامها في تخفيف التشنج العضلي والألم. وفي النهاية، لم تثبت إدانتها بعدما قدمت النيابة العامة أدلة في المحكمة تثبت غياب أي مصلحة عامة، لكن جيبسون كانت قد عانت لحوالي عام من التوتر والقلق وتمت مصادرة أدويتها.

وكشفت الصحيفة أن دافعي الضرائب أنفقوا منذ عام 2015، أكثر من 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.244 مليارات دولار أميركي)، على الإجراءات القانونية وعمليات احتجاز ما يصل إلى 8 آلاف شخص سنوياً.

وفقاً للمصدر نفسه، فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض هنتنغتون يتعاطون الحشيش للمساعدة في تخفيف آلامهم. ويعترف أكثر من خُمس المرضى بذلك. ويقول ما يقرب من ثلث المصابين بمرض باركنسون وخمس المصابين بمرض التصلب العصبي إنّهم يستخدمون القنب أيضاً بشكل غير قانوني للتخفيف من أعراضهم.

أمّا الأشخاص المصابون بالاكتئاب، فهم أكبر مجموعة من الأفراد التي تتعاطى الحشيش عن طريق العلاج الذاتي، إذ يتناوله أكثر من 650 ألف شخص. وهذا العدد لا يزال يمثل أقل من واحد من كل عشرة أشخاص ممّن يعانون من حالات الاكتئاب، وهناك ربع مليون شخص يعانون من الآلام المزمنة، وترتيبهم هو الأعلى بعد المصابين بالاكتئاب. ويستخدم 183 ألف شخص القنب لعلاج الأرق.

وتلفت "ذا تايمز" إلى أنّ العديد من المستخدمين يعانون من أكثر من مرض، وأنّ هذه النتائج جاءت في تقرير صادر عن مركز الحشيش الطبي، وهي منظمة تمثل مصنعي القنب الطبي، ويدعو الحكومة إلى مراجعة عاجلة للسياسات التي تمنع الناس من الوصول إلى أدوية القنب بشكل قانوني.

ويقول التقرير: "الكلفة النقدية والأخلاقية والاجتماعية للأفراد الذين يستخدمون القنب لتخفيف أعراضهم مرتفعة، وتعرّضهم من دون داعٍ لمخاطر شخصية كبيرة. يوجد في الوقت الحالي عدد محدود من التجارب السريرية ذات الحجم المناسب التي تقيّم القيمة العلاجية للأدوية التي تعتمد على الحشيش، والتي تنعكس أخيرًا على دعوات من المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (نيس) والمعهد الوطني للبحوث الصحية لإجراء البحوث المركزة".


في المقابل، قالت وزارة الصحة: ​​"نتعاطف مع من يتعاملون مع الحالات الصعبة وقد غيرنا القانون للسماح للمريض بالوصول إلى المنتجات التي تعتمد على القنب للاستخدام الطبي حيثما كان ذلك مناسبًا سريريًا. هناك حاجة واضحة لمزيد من الأدلة لدعم الوصفات السريرية".

المساهمون