أطفال يموتون على الحدود

17 اغسطس 2016
لم يحصلوا على أدوية (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت منظّمات دوليّة عن خشيتها على المستقبل الصحي للاجئين السوريين العالقين على الحدود الأردنية السورية في شمال شرقي البلاد. منذ إغلاق الأردن الحدود في 21 يونيو/حزيران الماضي، عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف موقعاً للجيش الأردني وأودى بحياة سبعة أشخاص، توقّفت الرعاية الصحيّة للاجئين.

وقد حذّرت منظّمة "أطبّاء بلا حدود" من انتشار الأمراض المعدية بين اللاجئين، الذين يتوزّعون على مخيّمين حدوديّين هما الركبان والحدلات، والذين يبلغ عددهم نحو 75 ألف لاجئ. حيث يُسجّل يومياً إصابة 30 شخصاً باليرقان، بالإضافة إلى إصابة بعض اللاجئين بالإسهال وأمراض في الجهاز التنفسي.

الأرقام التي كشفت عنها المنظّمة ليست بعيدة عن تلك التي وثّقها مجلس عشائر تدمر والبادية، الذي يأمل أن تسمح السلطات الأردنية لـ"أطباء بلا حدود" بالعمل مجدداً في المخيّمين كما في السابق. ويحذّر المكتب الإعلامي لمجلس العشائر من كارثة إنسانية في حال بقي اللاجئون من دون علاج. فيلفت عضو المكتب في مخيم الركبان، علي التدمري، إلى تسجيل ثماني وفيات بين الأطفال منذ بداية أغسطس/آب الجاري نتيجة إصابتهم باليرقان، يضافون إلى 11 طفلاً آخرين كانوا قد توفّوا خلال يوليو/تموز الماضي. ويقول إنّ الوفيات كلها هي لأطفال دون السنتين من العمر، مضيفاً أنّ "الأعراض تبدأ بارتفاع في حرارة الجسم وإسهال وانتفاخ في البطن، ليتبين لاحقاً إصابتهم باليرقان". يذكر أنّ اللاجئين حفروا مقبرة عند أحد أطراف المخيّم لدفن موتاهم.

قبل الهجوم الإرهابي المذكور آنفاً، كانت العيادة التابعة لـ"أطباء بلا حدود" تقدّم الرعاية الطبية للاجئين، خصوصاً الأطفال والحوامل، وكانت تهتمّ بنحو 400 حالة، وتقدّم توصياتها حول اللاجئين الذين تستدعي حالتهم الصحية الدخول إلى الأردن للعلاج. لكنّ السلطات الأردنيّة حظرت عمل المنظّمات الإغاثية، من بينها "أطباء بلا حدود"، بعد ذلك الهجوم.



ويقول التدمري: "قبل إغلاق الحدود، كانت الرعاية الطبيّة ممتازة، إلّا أن الوضع صعب جداً حالياً". ويشير إلى "وجود طبيب واحد في مخيم الركبان، وهو لاجئ وتنقصه الخبرة. وفي حال أتى تشخيصه للحالات صحيحاً، إلا أنّ الأدوية ليست متوفرة لتقديم العلاج".

صورة خاصة من المخيم للأرض التي يدفن فيها اللاجئون موتاهم (العربي الجديد) 


من جهتها، تتمسّك السلطات الأردنية بقرارها إغلاق الحدود ومنع دخول المنظّمات الإغاثيّة الأمميّة إلى المخيّمين، وإن سمحت في الرابع من أغسطس/آب الجاري بدخول مساعدات للعالقين على الحدود، وذلك للمرة الأولى منذ الهجوم الإرهابي. لكنّ المساعدات اقتصرت على المواد الغذائية الأساسية ولم تشمل الأدوية.

في تصريحات سابقة، أفاد الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، بأنّ دخول المساعدات سُمح لمرّة واحدة فقط. وأخيراً، أطلق وسم #أدخلوا_طفل_الركبان على مواقع التواصل الاجتماعي، للضغط على الأردن، بهدف السماح بإدخال طفل يعاني من مرض خطير يهدد حياته إلى الأردن لتلقي العلاج. ويشير المكتب الإعلامي لمجلس عشائر تدمر والبادية إلى أنّ الطفل موجود في المخيم، في وقت نفت القوات المسلحة الأردنية ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من أنّ قوات حرس الحدود منعت إدخال طفل من مخيم الركبان إلى الأردن للعلاج.
ويشدّد الجيش على أنّ كل ما يشاع عن منع الطفل من الدخول عار عن الصحة، لافتاً إلى عدم التأكّد من الصور وما إذا كانت تعود لطفل في مخيم الركبان أم لا، في ظلّ عدم توفّر دليل.

ويصرّ الأردن على مواصلة إغلاق الحدود، طالباً من الدول الراغبة في استقبال اللاجئين العالقين، بأن تفعل. لكنّ أي تجاوب يسجّل. ويوضح الجيش أنّ هؤلاء اللاجئين وفدوا من مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مرجّحاً وجود إرهابيّين بينهم.

المساهمون