أطفال الصحراء بين المغرب و"البوليساريو"

أطفال الصحراء بين المغرب و"البوليساريو"

20 اغسطس 2014
استياء المغرب من "البوليساريو" بتوظيف الأطفال بالصراع (ويتني شيفتي/Getty)
+ الخط -
يشكل أطفال مخيمات "تندوف" في الصحراء الغربية، محوراً جديداً في النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، التي ترسل المئات من صغارها إلى أوروبا للترويج لمطالبها، وهو ما يستنكره المغرب، ويصفه باستغلال براءة الأطفال في قضايا سياسية.

وانتقد مسؤول مغربي رفيع المستوى، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، ما سمّاه "استغلال جبهة البوليساريو"، التي تطالب باستقلال إقليم الصحراء عن المغرب، لـ"براءة الأطفال الصحراويين وتوظيفهم في صراع سياسي أكبر منهم، من خلال إرسالهم إلى أوروبا وأميركا للترويج لأطروحتها".

وندّد بتحويل "البوليساريو" إرسال آلاف الأطفال الصحراويين إلى بلدان أوروبية لقضاء عطلة الصيف، إلى "حملة دبلوماسية ودعائية لمطالب الجبهة في تلك الدول، من دون مراعاة لبراءة الطفولة، التي لا يتعين حشرها في نزاع سياسي شائك"، وفق تعبيره.

وكانت "البوليساريو"، أرسلت خلال الصيف الجاري، أكثر من 5 آلاف طفل إلى دول أوروبية عدة، كانت حصة الأسد فيها لإسبانيا، التي استقبلت أكثر من ألف طفل، فضلاً عن إيطاليا وفرنسا وبلجيكا، والولايات المتحدة.
ودأبت "جبهة البوليساريو"، على إرسال مئات الأطفال من مخيمات "تندوف" إلى اسبانيا، بالنظر إلى العلاقات الطيبة بين جهات إسبانية، خصوصاً في إقليم الأندلس، وبين "البوليساريو"، قبل أن تمتد العملية إلى بلدان أوروبية وأميركية. وتستقبل العديد من الأسر في أوروبا، مئات الأطفال الصحراويين كل سنة، في نشاط تنظمه منظمات غربية متعاطفة مع "البوليساريو"، التي تعلن أهدافاً إنسانية وسياسية لهذه العملية.

ويستند المغرب في رفضه لمبادرات الجبهة، المناوئة لسيادته على الصحراء، إلى اعتبارات عدة، يتمثل أبرزها في اختيار "البوليساريو"، شعاراً سياسياً، لعطلة الأطفال في الدول الأوروبية، عنوانه هذا الصيف "أوقفوا نهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية"، في إشارة إلى اتهام الجبهة للمغرب باحتلال الصحراء.
كما يرفض المغرب استقبال جهات برلمانية محلية في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، الأطفال الصحراويين. وبلغ انتقاد المغرب، إلى حد اتهام عدد من صحفه ووسائل إعلامه لـ"البوليساريو"، بأنها تتاجر بالأطفال الصحراويين من خلال بيعهم للأسر الاسبانية، خصوصاً التي تسعى إلى تبنيّهم.

ونفت رئيسة "الفيدرالية الإسبانية للصداقة مع الصحراء"، جيلي أريزا، الاتهامات المغربية، من خلال تأكيدها أن "جمعيتها تحرص على التوسط بين العائلات الاسبانية التي تستقبل الأطفال الصحراويين، تحت إشراف الحكومة الاسبانية، التي أصدرت أخيراً قانوناً يتيح للأطفال رخصة إقامة مؤقتة مدتها شهرين".
ولا تخفي "البوليساريو" أهدافها من عطلة أطفال الصحراء في أوروبا، وأكدت منابر إعلامية تابعة لها، أن برنامج هذا الصيف يتضمن أنشطة للتوعية بقضية الصحراء، علاوة على عقد لقاءات مع شخصيات سياسية وبرلمانية بصفتهم أطفال أحد مناطق النزاع في العالم، دون إغفال الروابط الإنسانية التي تجمع الأسر المستقبلة بهؤلاء الأطفال.