أشهر طفلة مغنّية بالأردن: "عالرّوضة".. سأشتري كلّ شيء

26 يناير 2015
مايا مع شقيقتها لين ووالدهما عمر الصعيدي (العربي الجديد)
+ الخط -
نجاح تجربة الطفلة مايا الصعيدي في أغنية "ماما علّمتني"، التي وصل عدد مشاهديها على اليوتيوب إلى أكثر من 18 مليونا في 10 أشهر، دفع إدارة قناة "نون" للأطفال إلى إعادة التجربة مع مايا من جديد في كليب موجّه إلى الأطفال أيضاً، يشجّعهم على الذهاب إلى الروضة لقضاء الوقت في التعلّم المفيد.

وهكذا أحدثت الأغنية الجديدة "ع الروضة" انتشارا كبيراً فحقّقت ما يقارب ثلاثة ملايين مشاهدة قبل انقضاء الشهر الأوّل من طرحها، ما يعدّ دليلا على نجاح استثمار الأطفال في الترويج للأفكار وفي تشجيعهم على تحفيز أقرانهم عليها، بحسب ما قال في حديث لـ"العربي الجديد" مدير عام قناة "نون" هاني مصباح. وهو أشار إلى أنّ "خفّة دم وهضامة الطفلة مايا ساهمت بشكل كبير في وصول الأغنيتين إلى هذه النسب الكبيرة من المشاهدة". 

بيئة فنية

مايا منذ نعومة أظفارها تنصت باهتمام وشوق شديدين لأيّ أغنية تسمعها، خصوصاً أغنيات الأطفال، كما تقول والدتها، التي تضيف لـ"العربي الجديد": "طفلتي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، ولها شقيقتها لين التي تدرس الآن في الصف الرابع ابتدائي وعمرها تسع سنوات". 

وتضيف الوالدة: "مايا تحمّست لفكرة الغناء عندما كانت تشاهد جلسات تسجيل أغنيات شقيقتها الكبيرة، وتحاول دائما أن تغنّي مثلها، فكنّا نلاحظ أنّها تستطيع أن تؤدّي بصوتها ما تسمعه بعد مرّة أو مرّتين على الأكثر، فشعرنا بوجود بذرة الإبداع لديها، وعملنا على تنميتها بترغيبها في الغناء، خصوصاً حين تشارك شقيقتها الغناء على المسرح، كما أنّ والدها عمر الصعيدي هو في الأصل فنان ويغني وله أغنيات موجهة إلى الأطفال".


وتتابع والدة لين ومايا: "العائلة هي البيئة الأولى حيث يبدأ الطفل في اكتشاف ما حوله والتعبير عن ذاته، فإذا وجد الحبّ والاهتمام والرعاية الكافية، ومُنِحَ الفرصة لتجريب هواياته ونشاطاته المختلفة، سواء الفنية أو الرياضية أو العلمية، سيجد ما يبدع فيه ويحقّق ذاته". 


شهرة الطفل

عمر الصعيدي والد لين ومايا أشار في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "وجود الطفل تحت الأضواء فجأة أمر خطير، إذا لم يحسن الأهل التعامل مع الأمر بحنكة وجدية، كي يبقى الطفل ينمو في بيئة سليمة وكي يعيش مرحلته العمرية كما يجب دون أيّ تأثير أو انبهار خارجي". ويضيف: "لين ومايا لم تتفاجأا بشهرتيهما لأنّهما منذ صغرهما تعوّدتا على الكاميرا وعلى أجواء التصوير والحفلات، ما جعل الأمر طبيعياً بالنسبة إليهما، لكن لا بدّ أيضاً من التوجيه  الدائم منّي ومن والدتيهما أحياناً كي نضبط انفعالاتهما كطفلتين".

يعتبر الوالد أنّ أحلام لين ومايا مثل أيّ طفل في عمريهما: "جميلة ورقيقة وبسيطة، ولين بدأت تحلم بما ستصبح في المستقبل وتفكر أن تكون طبيبة أسنان، وعلى شاكلتها أختها مايا. الأطفال مثل الثلج بنقائه وبياضه، وهم ينظرون إلى الشهرة على أنّها محبّة من الآخرين، ويسعدون بهذا الحبّ كثيراً. ولا أجد للغرور مكاناً في أرواحهم النقية. جميع أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء فخورون جدّاً بمايا ولين، وهما دائماً تشاركان في المناسبات والاجتماعات العائلية وتغنّيان للجميع". 


قطع معدنية وهوايات

تلفت والدة مايا النظر إلى أنّها تسعى مع زوجها حتّى لا تؤثّر حياة الشهرة والأضواء كثيراً على طفلتها: "المغريات كثيرة خصوصاً أنّ الطفل في مرحلة مبكرة من عمره يظهر أنّه يحبّ امتلاك كلّ شيء له وحده، أيضاً بالنسبة إلى الدخل المادي الذي قد يحصل عليه الطفل، فهو مغرٍ جدّاً. مايا مثلا تطلب أن تُبقي معها دائما قطعا معدنية وتريد أن تشتري بها كلّ شيء، حتّى يمكن أن تطلب شراء سيارة حقيقية بقطع معدنية قليلة". 

يفصح الصعيدي أنّه وزوجته لا يجعلان يوميات مايا ولين مقتصرة على الغناء. بل يتركان لهما حرية ممارسة هواياتهما والبحث عن أشياء ترغبان في فعلها. هنا تتدخّل لين: "أنا مجتهدة في دروسي والحمد لله، أحبّ الغناء وعزف الموسيقى، وأيضاً أخصّص وقتاً لممارسة رياضة الجمباز، أما أختي مايا فتحبّ أن تلعب طيلة اليوم بدون ملل، تركض وتلعب بالألعاب القطنية وبألعاب الليجو". 

قناة نون

يشير والدا لين ومايا إلى أنّ "قناة نون تقدم إلى جمهورها مواضيع عائلية، وتهدف إلى العناية بالأطفال وتحفيزهم وتشجيعهم عبر تقديمها كليبات غنائية راقية تعتمد أسلوب الاختيار الدقيق. فالأغنيات والبرامج والفواصل يتمّ اختيارها بعناية، وكلّها هادفة ومؤثّرة في نفس الطفل الباحث عما يلبّي رغباته، رغم صغر سنّه".

يُذكر أنّ أغنية "ع الروضة" التي تروي قصّة اليوم الأوّل لذهاب الطفل إلى الروضة، هي من كلمات وألحان عبد القادر زين الدين، وتوزيع مجاهد هشام. أما الفيديو الكليب فهو من إخراج ربيع السعادات وقد جرى تصويره في العاصمة الأردنية عمَّان. وأغنية "ماما علّمتني" تؤدّي خلالها مايا مجموعة من أغنيات الأطفال التراثية، من إعداد أسمهان أبو ضهير وتوزيع عمر الصعيدي، والد الطفلة، وشقيقتها لين، وإخراج محمد شهاب، وقد تمّ تصويره في لبنان.

المساهمون