أستراليا تعزّز وجودها العسكري في العراق

أستراليا تعزّز وجودها العسكري في العراق

05 يناير 2015
تبدأ المهمة الأسترالية بـ40 مستشاراً عسكرياً (ستيفان بوستلز/Getty)
+ الخط -
لم تكن زيارة رئيس الوزراء الأسترالي، طوني أبوت، إلى بغداد اعتيادية على الإطلاق، لطبيعة اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين العراقيين والقادة العسكريين، بصحبة فريقه. وقد تجعل تلك الزيارة من أستراليا، الدولة الثانية في العراق عسكرياً، بعد الولايات المتحدة، بعد قرار إرسال مستشارين وخبراء عسكريين أستراليين إلى بغداد بصفة "مقيمين"، لمساعدة القوات العراقية، فضلاً عن تقديم دعم مجّاني بأسلحة خفيفة ومتوسطة وذخائر مختلفة، وفقاً لما كشف عنه وزير عراقي رفيع المستوى.

وذكر الوزير، الذي رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونظيره الأسترالي، بحثا في اجتماع مغلق دام لساعتين، بحضور قيادات عسكرية عراقية ووفد أسترالي عسكري يرافق أبوت، الخارطة الأمنية في العراق، ومناطق تواجد داعش، واحتياجات القوات العراقية النظامية من الأسلحة والمعدات".

وأوضح أن "الجانبين اتفقا على إرسال 40 مستشاراً وخبيراً عسكرياً في الجيش الأسترالي إلى العراق، لتقديم الدعم والخبرات، من بينها تزويد القوات العراقية صوراً جوية لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأماكن تجمّعاته". وكشف عن أن "إرسال خبراء ومستشارين عسكريين بهذا العدد، يجعل أستراليا ثاني دولة في العراق من حيث الوجود العسكري الداعم لبغداد في الحرب على الإرهاب".

ولفت إلى أن "رئيس الوزراء الأسترالي وعد بتزويد العراق بأسلحة خفيفة ومتوسطة ومعدات قتال ليلية وخوذ وسترات واقية من الرصاص للجنود العراقيين". وأكد أن "الجانب الأسترالي اشترط أن تكون تلك المساعدات حصراً للقوات العراقية النظامية، وألا تُسرّب أو تكون بمتناول المليشيات أو العشائر المناهضة للتنظيم".

ويأتي الاتفاق على إرسال عسكريين أستراليين بصفة مستشارين وخبراء لدعم قوات الجيش، من دون الاشتراك بأي نشاط عسكري مباشر، مع وجود 3600 عسكري أميركي، غالبيتهم من مشاة البحرية "المارينز"، فضلاً عن وجود 24 مستشاراً عسكرياً بريطانياً و12 ألمانياً، لمساعدة القوات الكردية "البشمركة" في حربها على المحور الشمالي مع "داعش".

كما توجد، وبشكل غير قانوني، قوات من الحرس الثوري الإيراني، بزعامة قاسم سليماني، يُقدّرون بأكثر من خمسة آلاف عنصر. ينتشر غالبيتهم في بغداد ومحيطها، وفي محافظتي ديالى وصلاح الدين. ويقول العميد الركن أحمد عبد الله الطائي، من قيادة قوات الجيش العراقي العاملة غرب البلاد، لـ "العربي الجديد"، إن "جميع العسكريين الغربيين يمارسون الآن دور التخطيط والدعم لقوات الجيش وتدريب المتطوعين الجدد من أبناء العشائر، ولم تشترك بمعارك إلا مرات محدودة جداً في إطار الدفاع عن النفس، كما حصل مع القوات الأميركية قرب قاعدة عين الأسد، لكن القوات الإيرانية تشارك وبشكل مباشر في مواجهات عنيفة مع داعش".

ويضيف "يمكن ملاحظة أنه على الرغم من وجود القوات الغربية بشكل قانوني ورسمي، غير أنها تؤدي دور جندي الظلّ في الحرب ضد داعش، عكس نظيرتها الإيرانية". ورأى أن "وجود مزيد من القوات العسكرية الغربية في العراق، سيكون عامل توازن في العراق، وفي الوقت نفسه يرفد الخبراء والاستشاريون الجيش العراقي بمعلومات استخبارية وخطط، نجحت إلى حدّ كبير في إيقاف توسع تنظيم الدولة وإلحاق خسائر به لم تكن ممكنة قبل وصولهم".

ورحّب عضو البرلمان العراقي، أمين حسين، بأي دعم غربي للعراق في حربه ضد "داعش"، وقال لـ "العربي الجديد"، "سنرحّب بأي دولة في الكرة الأرضية باستثناء الكيان الصهيوني، في حربنا ضد داعش، لأن البلاد تتمزق ببطء، ولا نريد أن يمر العام الجديد علينا وشعبنا في الخيم مهجّر وجائع، وقوافل الشباب تستمرّ إلى المقابر".

المساهمون