أسباب تغيّر المشهد العسكري في ريف حماة لصالح النظام

أسباب تغيّر المشهد العسكري في ريف حماة لصالح النظام

17 سبتمبر 2014
+ الخط -

استعادت القوات النظامية السورية، الجمعة، السيطرة على بلدة حلفايا ومحيطها في ريف حماة الشمالي، بعد معارك عنيفة ضد كتائب المعارضة المسلحة، التي اضطرت الى الانسحاب.

وتكرر السيناريو ذاته، من خلال استعادة جيش النظام، قبل أربعة أيام سيطرته على بلدة خطاب الاستراتيجية، التي تضم موقفاً لآليات النظام، التي تحتاج إلى صيانة، وتقع في ريف حماة الشمالي الغربي. كما تمكن النظام من استعادة بلدة أرزة القريبة من بلدة خطاب، فضلاً عن ضمان القرى المحيطة بهذه المناطق، كـ"لوبيدة وزور وأبو زيد وجسر حلفايا".

قبل تبدّل الواقع الميداني لمصلحة النظام في ريف حماة، سيطرت كتائب المعارضة على معظم هذه الأهداف، منذ نحو شهرين، عندما أطلقت سبعة فصائل مقاتلة معركة تحت شعار "بدر الشام الكبرى"، وقد شمل بنك أهداف هذه المعركة، مطار حماة العسكري، والذي تعدّ السيطرة عليه مكسباً عسكرياً مهماً، بالنسبة للمعارضة.

لكن عوامل عديدة، دفعت النظام الى التحرك في هذه المنطقة، أبرزها توسيع مساحة الأراضي، التي سيطرت عليها المعارضة، ما زاد من معنويات قواتها، وساهم في تشتيت النظام على جبهات جديدة في القرى الموالية له في سهل الغاب، وسط موجات غضب جديدة في صفوف الموالين له.

يضاف إلى ذلك، أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، باتت في مرمى نيران المعارضة، وبأبسط الأسلحة كقذائف الهاون، كقرى ربيعة وسلحب، وسط تقدم "جبهة النصرة" من مدينة محردة، ذات الغالبية المسيحية، وسيطرتها على الحي الشرقي.

وسحب النظام قواته من ريف حماة الشرقي، خصوصاً القوى الفاعلة مثل كتيبة المدفعية في قرية بري الشرقي، تاركاً المنطقة تواجه تنظيم "الدولة الإسلامية" بمفردها، عقاباً على موقعها من الثورة، وعدم إرسال أولادهم الى الخدمة في جيش النظام، وفق ما أكد قائد المجلس العسكري في حماة، العميد أحمد بري، لـ"العربي الجديد".

لكن يبدو أن النظام، كان يستعد في هذه الأثناء لاستعادة مواقعه التي خسرها لمصلحة المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي والغربي.

في هذه الأثناء، استقدمت قوات النظام، تعزيزات عسكرية، تضمنت جنوداً وآليات من محافظتي طرطوس واللاذقية، وقرى سهل الغاب.

وبحسب معلومات لـ"العربي الجديد"، فإن أحد ضباط النظام قال خلال اجتماعه بعناصره، إنهم جاؤوا بفريق من عناصر الجيش و"الشبيحة" المسمى بـ"فريق الصحراء"، لافتاً إلى "الاعتماد على ثلاثة محاور وقطع طريق الإمداد وتكثيف القصف بأنواع الأسلحة كافة".

وساهم في إضعاف معنويات مقاتلي المعارضة، الإعلان عن معركة السيطرة على مدينة "محردة"، ومن ثم تلاشي هذه المعركة، نتيجة عدم التنسيق بين "جبهة النصرة" ومقاتلي "الجيش الحر" وانشغال كل منهما في جبهة، بدل التنسيق والعمل على نقاط محددة، وانسحاب "النصرة" قبل يوم واحد، من دخول قوات النظام إلى بلدة حلفايا.

في غضون ذلك، استعانت قوات النظام بأعداد كبيرة من "حلفائها الأجانب"، والاعتماد على وسائل الإعلام الناطقة باسمه لمحاولة إيهام الرأي العام بكثرة المواقع التي سيطر عليها، كالحديث عن سيطرته على مدينة طيبة الإمام، الخاضع لسيطرته أصلاً، والدليل على ذلك، أنها لم تشهد أي معارك مع قوات المعارضة، إلا أن النظام دخل البلدة بعشرين آلية ودبابتين وخمس سيارات مع ضباط ولجنة المصالحة الوطنية، وذكر أنه تمت السيطرة على البلدة، وطرد الإرهابيين منها، وتدمير أدوات إجرامهم.

لكن يبقى العامل الأهم والحاسم في معارك ريف حماة، استقدام العقيد سهيل الحسن الملقب بـ"النمر" مع رتله العسكري من حلب إلى قيادة العمليات العسكرية في حماة ووضع المطارات تحت إمرته. ومعروف عن الحسن أنه يتبع سياسة الأرض المحروقة، وهذا ما حدث بالفعل، إذ تعرضت المنطقة إلى مئات الغارات الجوية من الطيران الحربي والبراميل المتفجرة، ترافقت مع قصف عنيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، كل هذه العوامل أجبرت قوات المعارضة إلى الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها، وسط توقعات بسيطرة النظام على مزيد من المناطق، خلال الأيام القليلة الماضية.

ذات صلة

الصورة
تشييع رائد الفضاء السوري محمد فارس في أعزاز، 22 إبريل 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شيّع آلاف السوريين، اليوم الاثنين، جثمان رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس إلى مثواه الأخير في مدينة أعزاز، الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية.
الصورة
حال صالات السينما في مدينة القامشلي

منوعات

مقاعد فارغة، وشاشة كبيرة نسيت الألوان والحركة، وأبواب مغلقة إلا من عشاق الحنين إلى الماضي؛ هو الحال بالنسبة لصالات السينما في مدينة القامشلي.
الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة
الصورة
صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير بمدينة إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بعيد الفطر، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي.