أساطير زمن "آي باد"

04 ديسمبر 2014
+ الخط -

طاحونة سيزيف
سيزيف هذا لم يجد سوى الصخرة، ليناطح الألم بها وشقاء الناس. أما في بلادنا فلم نقوَ حتى على رفع حجر، فجلسنا على أعجازنا، ندوّر الرحى الفارغة، علّ مغيثاً ما يهبط علينا بالحنطة. وقيل إن بعضهم من النخبة المفكرة، وما أكثرهم عندنا، أخذ يفتش عن الحل في تطبيق آبل.

ظلمة بروميثيوس

بروميثيوس هذا متمرد قديم، كان يرعى أغنامه في الوادي، منعزلاً عن زيوس، وعامله أبيميثيوس، فلما سئم لعبة القدر، كشف للناس نورهم، وأجلى ظلمتهم. أما نحن فلأننا لا نؤمن بالقدر، أصلاً، ولن نركن إلى هيروقليس ليخلص أحدنا، فأطفأنا النار من أول الأمر، وأنستنا العتمة وأنسناها.
أبو رجل مسلوخة
ذات يوم عاد أبو رجل مسلوخة من إحدى رحلاته، مهندما معطرا ومهابا، لا ترى فيه اعوجاجا ولا حرقاً من كمال ردائه، تبدلت صفته في القرى المجاورة، زعم أنه مختار قديم، شقت عليه الدنيا. آخرون قالوا إنه كان فارسا شجاعا، توسم فيه ضياء الداعية المؤزّر والشيخ الجليل. وآخرون أصروا على أنه فاز بصناديق الاقتراع، لولا انقلاب الجيش عليه وأميركا.
جنرال وجد من يكاتبه

الجنرالات بعد تخمة العشاء والملذات النسائية وزجاجات الخمر، يفقدون بريق أوسمتهم ونياشينهم، وغالباً ما يصبحون مثل الأبرص في الحي، ولا يذكرهم إلا مؤرخ خرف، أو مسرحي علا الغبار خشبته. أما في بلادنا فالجنرالات مطلب شعبي، وفي إحدى السرديات مطلب قومي، لأنه يُحكى، منذ قديم الزمن، أن بلادنا متنمرة لداء حطّ على صحاريها، فصارت تمشي، دوماً، على حل شعرها، أو في رواية أدق، تأكل أبناءها، والعهدة على الراوي.

avata
avata
سابور صيدنقي (جيبوتي)
سابور صيدنقي (جيبوتي)