أزمة غاز في سورية والأسعار تقفز 220%

أزمة غاز في سورية والأسعار تقفز 220%

10 ديسمبر 2018
أزمة نقص الطاقة تتفاقم خلال فصل الشتاء(فرانس برس)
+ الخط -
انتقلت أزمة نقص مادّة الغاز المنزلي، من مدينتي حلب واللاذقية السوريتين، الأسبوع الماضي، إلى العاصمة دمشق وحتى المناطق الخارجة عن سيطرة نظام بشار الأسد، لتعمّ الأزمة جميع المدن السورية، من جراء تراجع الإنتاج المحلي وزيادة الطلب مع اشتداد برودة الطقس وانقطاع التيار الكهربائي.
وكشفت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، أن نقص المادّة في مدينة اللاذقية على الساحل السوري، أدى يوم الخميس الماضي، إلى شجار استخدم خلاله بعض المنتظرين وصول سيارة نقل الغاز، القنابل اليدوية في حي "الدعتور"، قبل أن تنتقل أزمة نقص الغاز إلى مدينة حلب (شمال غرب)، ما أوصل سعر الأسطوانة المسعرة رسمياً بنحو 2500 ليرة سورية (5 دولارات) إلى نحو 8 آلاف ليرة (16.3 دولاراً) في الأسواق، بزيادة تبلغ نسبتها 220%.


ولم تنج المناطق المحررة (محافظة إدلب وريفا حلب الجنوبي والغربي) من أزمة نقص الغاز المنزلي، بحسب ما يؤكد العامل بالشؤون الإغاثية محمود عبد الرحمن، الذي أكد لـ"العربي الجديد" ارتفاع سعر الأسطوانة من 3 آلاف ليرة إلى 5 آلاف ليرة خلال الأسبوع الماضي، بسبب تراجع توريد الغاز من حلب واللاذقية الخاضعتين لنظام الأسد.

ويشير عبد الرحمن من ريف إدلب، إلى أن نقص المحروقات وارتفاع أسعار المازوت والغاز المنزلي في المناطق المحررة، دفع الكثيرين إلى قطع الأشجار وتخزين الحطب لاستخدامه في التدفئة خلال الشتاء.

ويقول المهندس النفطي عبد القادر عبد الحميد لـ"العربي الجديد"، إن أزمة نقص الطاقة، مستمرة في سورية منذ عام 2011، لكنها تتفاقم خلال فصل الشتاء، نتيجة استخدام الغاز في التدفئة من جراء عودة انقطاع التيار الكهربائي لفترات تتراوح بين 6 إلى 10 ساعات يومياً.

ويوضح عبد الحميد أن إنتاج الغاز تراجع من 21 مليون متر مكعب يومياً عام 2011 إلى نحو 16 مليون متر مكعب يومياً هذا العام، فيما تضع وزارة النفط والثروة المعدنية شروطاً صعبة على مستوردي الغاز من القطاع الخاص، وتتذرع دائماً بالحصار الاقتصادي، رغم كسر الحصار منذ عام 2013 واستمرار الاستيراد من إيران طيلة السنوات الماضية.

في المقابل، اعتبر مصدر في وزارة النفط والثروة المعدنية، أنه لا يوجد أي نقص في إنتاج أسطوانات الغاز المنزلي، وما يحدث حالياً هو ازدياد في الطلب نتيجة موجة البرد التي أصابت البلد، إذ يعتمد جزء كبير من المواطنين في التدفئة على الغاز.

وأوضح المصدر خلال تصريحات نشرتها وسائل إعلام سورية، أن الاستهلاك اليومي في عموم المحافظات يصل إلى نحو 110 آلاف أسطوانة غاز منزلي يومياً في الأيام العادية، ولكن في حالات الذروة والطلب الشديد يرتفع إلى قرابة 180 ألف أسطوانة يومياً كما يحدث في الفترة الحالية.

وأضاف أن العمل يجري لتأمين حاجات كافة المحافظات من المادّة، محذراً من احتكار من وصفهم بـ"أصحاب النفوس الضعيفة للمادّة لغاية استغلال حاجة المواطنين ورفع الأسعار".

وقال علي غانم وزير النفط في حكومة الأسد، في تصريحات صحافية مؤخراً إن الوزارة تسعى للوصول إلى إنتاج 219 ألف برميل نفط يومياً ونحو 24.5 مليون متر مكعب غاز يومياً مع نهاية العام المقبل 2019.