أحزاب مصرية: إدانة للضربات الغربية واختلاف حول جرائم الأسد

أحزاب مصرية: إدانة للضربات الغربية واختلاف حول جرائم الأسد

14 ابريل 2018
+ الخط -

دانت عدد من الأحزاب المصرية الضربات الأميركية الفرنسية البريطانية على أهداف عسكرية محددة، استخدمها النظام السوري في هجماته الكيميائية بحق المدنيين بمدينة دوما، اليوم السبت، فيما طالب بعضها بطرد السفير الأميركي.

وقالت الخارجية المصرية، في بيان، إن "العملية العسكرية تنطوي على آثار على سلامة الشعب السوري، وما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر"، مطالبةً بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين، والمتضررين من استمرار النزاع المسلح، وإجراء تحقيق دولي شفاف في استخدام أي أسلحة محرمة دولياً على الأراضي السورية، وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية.

ودان حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في مصر، ما سمّاه "العدوان الأميركي الإجرامي على سورية"، متهماً أطرافا دولية وعربية (لم يسمها) بـ"التخطيط، والدعم المالي، والعسكري لذلك العدوان.. أو بالصمت في مشهد مُعاد لما حدث إبان الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، وعمليات حلف الناتو داخل الأراضي الليبية".

واعتبر الحزب أن "العدوان" على "سورية الأسد" هو امتداد لمحاولات الهيمنة الأميركية على المنطقة، وتفتيت وتقسيم دولها، وأيضاً حلقة من حلقات "صفقة القرن" المشبوهة، على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، والشعوب العربية، وتمكين العدو الصهيوني من السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية.

وأضاف الحزب، في بيان، أن "هذا العدوان يمثل تصعيداً خطيراً ينطوي في تداعياته المحتملة على إمكانية الانزلاق الى حرب عالمية ساحتها المنطقة الملتهبة الآن في المشرق العربي، بهدف إعادة تقسيم النفوذ، ووقف القوى الصاعدة الجديدة في النظامين الإقليمي والدولي".

وعبر الحزب عن تطلعه إلى "نضال مشترك للشعوب العربية، وقواها الحية"، لمواجهة أوضاع التبعية المعممة، وخطابات الشراكة الاستراتيجية، وتوسيع التطبيع، وذلك عن طريق الحفاظ على وحدة أراضيها، في ظل "نظم وطنية" تصون الاستقلال ضد التدخلات الأجنبية، وكل أشكال التبعية، وتنتصر للحرية، والعدالة، والكرامة.

ودعا الحزب إلى تعزيز كل أشكال التضامن العربي الشعبي، وبناء رابطة جامعة للشعوب العربية لحماية الاستقلال والحريات، مطالباً بطرد السفير الأميركي من القاهرة، ووقف أي برامج للتعاون العسكري، والمناورات المشتركة بين القاهرة وواشنطن، وإعلان التضامن مع مطالب القوى الوطنية بإطلاق اسم "فلسطين" على الشارع الذي تقع فيه السفارات الأميركية في البلدان العربية، والضغط لوقف ضخ الاستثمارات العربية في اقتصاد الولايات المتحدة.

من جهته، قال الحزب "العربي الناصري" إن موقفه واضح وثابت من رفض أي عدوان على أي دولة عربية، باعتبار أن العدو معروف، ويحتل مقدسات العرب في فلسطين، زاعماً أن النظام السوري استطاع الانتصار على تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي زرعته أميركا في العالم العربي بهدف تفتيت دولها، وخلق بؤر توتر في كل بقاع المنطقة.

بدوره، أعلن حزب "الدستور" رفضه القاطع، وإدانته للضربات العسكرية التي نفذتها الدول الثلاث داخل الأراضي السورية، في "استعراض غير مبرر للقوة، ومن دون أن يكون الهدف مطلقاً لمصلحة الشعب السوري، بل يعدو أقرب إلى تصفية الحسابات على نطاق أوسع، في إطار الخلافات القائمة حالياً بين المعسكر الغربي وروسيا"، حسب قوله.

وجدد الحزب تضامنه الكامل مع الشعب السوري، الذي يعاني عواقب السياسات الدموية والقمعية لنظامه الحاكم منذ اندلاع ثورته الشعبية، واستخدامه في السابق كل أنواع الأسلحة، بما فيها الكيميائية، ضد شعبه، محملاً النظام السوري المسؤولية الرئيسية عن تدهور الأوضاع في سورية، ومصرع ما يزيد عن 400 ألف سوري، ونزوح وهجرة الملايين على مدى السنوات السبع الماضية.

وقال "الدستور" إن "سياسات النظام السوري أدت إلى انتهاك فاضح للسيادة والأراضي السورية، وجعلت الباب مفتوحاً لتواجد العديد من القوات الأجنبية، سواء الروسية أو الأميركية أو الإيرانية أو التركية أو الفرنسية أو البريطانية، إلى جانب ميليشيات متطرفة، وإرهابية، دعمتها نظم عربية خليجية، وأجنبية، خدمة لمصالحها"، حسب بيان للحزب.

وتابع: "في ظل هذا الواقع المزري، فإن القمة العربية التي تبدأ أعمالها غداً الأحد في المملكة السعودية عديمة الجدوى، اذ سيكون من المضحك أن يدعو الحكام العرب إلى الحفاظ على وحدة الأراضي العربية، ورفض التدخلات الأجنبية، بينما الكثير منهم يبادر بفتح أراضيه لانطلاق الطائرات الأميركية لضرب أهداف في العراق، وسورية، واليمن، وليبيا".

من جانبها، قالت حركة "الاشتراكيون الثوريون" المعارضة، إن "العدوان الثلاثي على سورية هو جريمة جديدة للإمبريالية الأميركية، وحلفائها، في وقت يعاني فيه الشعب السوري من بطش نظام الأسد الهمجي، وحليفيه الروسي والإيراني"، متابعة أن "جثث السوريين، ومدنهم المحروقة، صارت ملعباً مفتوحاً للمنافسة الإقليمية والدولية من واشنطن، وموسكو، والرياض، وطهران".

وأضافت الحركة، في بيان، أن "الكل يشارك في العدوان على الشعب السوري، منذ أن قام بثورة شارك فيها مختلف طوائفه، للمطالبة بالحرية، وإسقاط نظام الأسد، وكانت الأمل الوحيد لإنهاء النظام الطائفي، وبناء الديمقراطية.. غير أن الأخير أشعل حرباً أهلية لإبقاء نظامه، ولوأد الثورة.. وفضل حرق البلاد عن ترك السلطة"، مستطردة "الديكتاتورية السورية هي التي أشعلت الحرب الأهلية، وليس الثورة".

وزادت قائلة إن "النظام المصري يستخدم الحرب الأهلية في سورية كفزاعة لتبرير انقلابه العسكري، واستبداده، ويدعي أنه أنقذ مصر من المصير السوري، في حين أن العكس هو الصحيح.. فعبد الفتاح السيسي مثل الأسد مستعد للتضحية بالشعب للبقاء في السلطة.. وها هو يستعد لتغيير الدستور ليصبح مثل بشار رئيساً مدى الحياة".

وقال القيادي في حزب "المصريين الأحرار"، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، طارق رضوان، إن "العدوان الثلاثي على سورية ما هو إلا بلطجة دولية، وانتهاك سافر للقوانين والمواثيق الدولية"، متهماً الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بأن لها مطامع على الأراضي السورية، تسعي لتنفيذها من وراء عدوانها، بغرض إضعاف "الجيش العربي السوري".

وفي بيان صادر عن اللجنة النيابية، طالب رضوان جامعة الدول العربية بالتحرك الفوري، والقيام بدورها في حماية المنطقة من أي انتهاك أو عدوان خارجي، مشدداً على ضرورة وجود وقفة دولية حاسمة من قبل مجلس الأمن، والأمم المتحدة، لردع التجاوزات التي تقودها واشنطن، وترفضها الدول العربية وموسكو على حد سواء، بحد زعمه.