أحداث أوكرانيا بعيون إسرائيلية: صمتُ ما بعد التهليل

25 فبراير 2014
من تظاهرات أوكرانيا قبل الاطاحة بيانوكوفيتش
+ الخط -
يلفّ الصمت الموقف الإسرائيلي الرسمي والإعلامي في كل ما يتعلق بالأحداث الجارية في أوكرانيا، بعد هروب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وفي الفترة الماضية، اكتفت الصحف الإسرائيلية بنقل ما توزّعه وكالات الأنباء العالمية، مع تقارير "محايدة" لمراسلي الصحف الإسرائيلية الموجودين في كييف، لا يُشتمّ منها موقف محدّد.

مع ذلك، تنقل الصحف الإسرائيلية صوراً لمواطنين أوكرانيين يلتفّون بالعلم الإسرائيلي في قلب ميدان التظاهرات الرئيسية، كما تحدثت بحذر في اليومين الماضيين عن وجود مجموعات من "النازيين الجدد" في ميادين المعارضة، لكنها سرعان ما نفت وجود مظاهر عداء لليهود.

ونقل موفد "يسرائيل هيوم"، بوعز بيسموت، الذي شغل في الماضي منصب سفير إسرائيل لدى موريتانيا، أنه شاهد العلم الإسرائيلي في ميدان التظاهرات الرئيسي، يحمله مواطن أوكراني كان قد هاجر إلى إسرائيل وعاش فيها لسنوات، ثم عاد إلى وطنه الأصلي.

في المقابل، وبينما يركّز موفدا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" على "المخاوف العامة" من تقسيم أوكرانيا، أو تدخل عسكري روسي فيها، فإن "يديعوت" تضيف أيضاً أن السلطات الأوكرانية طلبت نقل عدد من المصابين في التظاهرات والمواجهات مع قوات الأمن الأوكرانية إلى المستشفيات الإسرائيلية، لتقديم العلاج لهم، وأن السفير الأوكراني اتفق مع عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين على تنظيم هذه العملية وتمويلها.

لكن اللافت في التغطية الإسرائيلية، هو السكوت المفاجئ عن أي دور لإسرائيليين في الثورة الأوكرانية، خصوصاً بعدما كانت "يديعوت" قد تحدثت عن وجود عدد كبير من الجنود الإسرائيليين السابقين، من أصول أوكرانية، ممّن هاجروا إلى دولة الاحتلال وأدوا الخدمة العسكرية في الجيش، وهم يقفون اليوم على رأس مجموعات أوكرانية معارضة لسلطة يانوكوفيتش. وفي السياق، لفتت "يديعوت" إلى أن نحو 100 ألف يهودي كانوا قد هاجروا إلى الدولة العبرية وترعرعوا فيها، ثم عادوا إلى أوكرانيا، ومن بينهم آلاف ممّن خدموا في الجيش الإسرائيلي. مع ذلك، أشارت الصحف الإسرائيلية، بحذر، إلى تخوّف اليهود الأوكرانيين من التقارير التي نُشرت في الصحف العالمية والإسرائيلية، وتتحدث عن دور جنود إسرائيليين سابقين في قيادة مجموعات في الثورة الأوكرانية، خوفاً من تأثير ذلك على الجاليات اليهودية الأوكرانية المقدّر عدد أفرادها بمئتي ألف شخص.

في المقابل، يبدو أن الحذر الإسرائيلي الرسمي، تحديداً في ظل رفض وزارة الخارجية التعليق على أحداث أوكرانيا، جاء تلبية لنصيحة أحد نشطاء الوكالة اليهودية، الناشط في مجال جلب مهاجرين جدد من أوكرانيا إلى إسرائيل، أليكس تانتسر. فتعليقاً على ما نُشر أخيراً حول نشاط ما لـ"الموساد" وجهات إسرائيلية أخرى في الأحداث الأوكرانية، شدد تانتسر على أن هذا الكلام "يثير قلق الجاليات اليهودية التي تعتقد بأنه لا يجوز لإسرائيل أن تتدخل في هذه الأحداث".

لكن مصادر إسرائيلية كشفت أن أثرياء يهود من أوكرانيا، قاموا بتمويل حركة المعارضة في أوكرانيا، وخصوصاً أن قسماً من هؤلاء يملكون علاقات جيدة مع تل أبيب، وينشطون اقتصادياً وتجارياً مع شركات إسرائيلية.

إلى ذلك، تخشى إسرائيل، في الوقت الراهن، من إثارة حفيظة روسيا، حتى لا يتكرر ما حدث لها عندما تبيّن أن إسرائيل باعت أسلحة إلى جورجيا ودرّبت جيشها النظامي، ما عكّر صفو العلاقات بين إسرائيل وروسيا بقيادة فلاديمير بوتين، بعدما أيّدت إسرائيل جورجيا خلال المواجهة المسلحة مع روسيا. كما تخشى دولة الاحتلال من أن يؤثر أي موقف مناهض للكرملين على موقف بوتين من القضايا الساخنة في الشرق الأوسط، تحديداً في ظل دعم نظام بوتين للرئيس بشار الأسد، ورفضه أي عملية عسكرية في سوريا، وذلك على الرغم من إشادة بنيامين نتنياهو في العام الماضي، بدور بوتين في التوصل إلى اتفاق نزع الترسانة الكيماوية السورية

المساهمون