أتليتكو يعاني عندما يكون مجبرا على المبادرة..وأيندهوفن خير دليل!

أتليتكو يعاني عندما يكون مجبرا على المبادرة..وأيندهوفن خير دليل!

16 مارس 2016
+ الخط -


"شاركت في كافة مراكز الأيمن، إلا حراسة المرمى ومكان آخر". هكذا يصف فيليب كوكو نفسه كلاعب خبير في ميادين اللعبة، قبل أن يدخل ميدان التدريب من الباب الكبير، مع ناديه الكلاسيكي أيندهوفن، ليقود الفريق العريق إلى لقب الدوري الهولندي، ويقدم أداء جيداً في عصبة الأبطال، افتتحه بإقصاء اليونايتد في مرحلة المجموعات، ثم أكده أمام الأتليتي في الجولتين بعيدا عن النتيجة النهائية.

كوكو
يميل كوكو إلى أسلوب السيطرة والاستحواذ في كرة القدم، يخبر اللاعبين ما يريده. يقول دائما إذا لم تثق بفرصتك، فمن الأفضل أن تجلس في بيتك، لذلك تحدى المدرب الشاب حاجز المرض الذي واجهه في بدايات تدريبه، ليعود مرة أخرى إلى الملاعب بتكتيك أكثر نجاعة، ويستفيد من ثلاثة مدربين في عالم التدريب، فان غال وأدفوكات وهيدينك، لكنه يميل أكثر إلى منهج جوس، أستاذه الحقيقي ومعلمه الخططي.

حينما تولى فيليب تدريب بي إز في، قام بتغيير خطة الفريق من 4-2-3-1 إلى 4-3-3، خلطة ثلاثي الوسط مع ثلاثي الهجوم على الطريقة الهولندية، ليقدم الفريق أداء أشمل، لكنه استخدم واقعيته أمام أتليتكو في الكالديرون، بتركه المخاطرة الهجومية، ويتحول إلى 3-5-2 دون تأويل، ليفاجئ سيميوني ويُحرج الروخيبلانكوس في قلب مدريد.

الكثافة الهولندية
لعب الضيوف بطريقة لعب 3-5-2، ثلاثي دفاعي صريح أمام المرمى، من أجل صنع الزيادة العددية أمام أتليتكو الذي يلعب على أرضه بثنائي هجومي صريح، مع إغلاق الأطراف بثنائي من الظهيرين يمينا ويسارا، وذلك للحد من خطورة كوكي ونيغيز على الخط، فظهر رباعي الهجوم الإسباني بشكل ضعيف، نتيجة الرقابة اللصيقة من الدفاع الهولندي، في العمق وعلى الأطراف.

يضم ثنائي الأجنحة في الأتليتي إلى منطقة الارتكاز، ليصبح هناك رباعي قوي حول الدائرة، ومن أجل مقابلة ذلك، وضع كوكو ثلاثة لاعبين في المنتصف، مع عودة لاعب من الخط الأمامي إلى الوسط، لتتحول الخطة إلى ما يُشبه 5-4-1 في الحالة الدفاعية دون الكرة. وتشير التجارب الأخيرة إلى أن الخصم كلما أغلق الفراغات أمام فريق سيميوني، كلما نجح في التقليل من خطورته، لأنه في الأساس فريق يعتمد على رد الفعل وغير مبادر بالمرة.

وفي الحالة الهجومية، اعتمد الهولنديون على لاعب ارتكاز دفاعي من طراز خاص، ديفي بروبر، اللاعب صاحب النزعة الهجومية، والقادر على لعب التمريرات الطولية، مع مد زملائه بالكرات الخاطفة خلف دفاعات الأتليتي، لذلك كانت أغلب هجمات أيندهوفن عن طريق تمريرة من المنتصف إلى الثلث الهجومي، وكاد الضيوف أن ينهوا كل شيء لولا براعة أوبلاك ورعونة الهدافين.

رد الأتليتي
تفاعل سيميوني سريعا مع أجواء اللعب، وأشرك فرناندو توريس بجوار غريزمان في قلب الهجوم، مع التأمين في الارتكاز بالأرجنتيني كرانفيتير، وبدأ أصحاب الأرض في استغلال نقاط ضعف تركيبة ثلاثي الدفاع، خصوصا المساحة المتاحة بين الظهير الجناح وقلب الدفاع المائل للطرف، في المنطقة الفاصلة بين الدفاع والوسط.

لذلك لعب الأتليتي بقوة عن طريق كوكي على اليمين، مستغلا الفراغ الواقع بين برينيت وميرين، كذلك أدى نيغيز إلى تقدم أرياس، ليصنع خطورة واضحة من الجانب الأيسر، وهذا يُحسب للشولو، المدرب الذي يستخدم لاعبيه في أكثر من مركز، لذلك تلعب هذه النوعية من النجوم في مكانين داخل الملعب، سواء كجناح أو لاعب وسط حقيقي.

سدد لاعبو أتليتكو 26 تسديدة على المرمى، لأن لاعب وسط أيندهوفن بروبر يتقدم كثيرا للأمام، مما جعل هناك طريقاً متاحاً للتسديد في وبين الخطوط، إنها الخلطة الهولندية الأشهر على الإطلاق، في عدم وجود لاعب ارتكاز صريح أمام رباعي الدفاع، وهذا الأمر تسبب في زيادة الجرعة الهجومية لأيندهوفن في نصف ملعب مدريد، لكنه أيضا أوجد هجمات معاكسة في المقابل لأصحاب الكالديرون، دون أهداف من الجانبين.

فريق لا يبتكر
يلعب أتليتكو مدريد بقوة واضحة في الدفاع، إنه أفضل فريق دفاعي في أوروبا دون منافس، بسبب قلة الأهداف التي دخلت مرماه، وبراعته الشديدة في مواجهة فرق الاستحواذ، من خلال اللعب بأكثر من خط خلفي، وتقليل الفراغات في نصف ملعبه، مع الاعتماد على الضغط الجانبي ونقل الكرات بشكل عمودي من الخلف إلى الأمام، تجاه مرمى الخصم.

لكن الفريق الإسباني يعاني بشدة أمام الفرق التي تدافع ولا تبادر كثيرا، ويواجه معاناة حقيقية عندما يُجبر على الابتكار، وبالتالي يفشل سيميوني في كتابة سؤال تكتيكي بأغلب المباريات التي يحتاج فيها إلى عمل هجومي أكثر، لأنه يكتفي في العادة بالإجابة فقط على أفكار منافسه، من خلال الحد منها ومحاولة طمس نقاط قوتها، حتى نهاية المباراة.

يحتاج أتليتكو إلى مهاجم آخر سوبر، من أجل ترجمة أنصاف الفرص إلى أهداف في المباريات المعقدة، خصوصا أن توريس مستواه غير ثابت، كذلك يعاني الفريق بوضوح في مسألة صناعة الفرص من الخلف، نتيجة ضعف الثلاثي "أوغستو، جابي، كرانفيتر" في ذلك، ليتم إلقاء كل المهام على نيغيز وكوكي على الأطراف، مما يجبرهما على الدخول في العمق، وترك الظهيرين دون غطاء حقيقي، ربما لاعب مثل أوليفر توريس لديه بعض الحلول، لكن أيندهوفن كتب رسالة سريعة مفادها، من الأفضل للأتليتي مواجهة خصم هجومي بقيمة بايرن، بارسا، وريال على أن يواجه منافساً مثل بنفيكا أو فولفسبورغ، يجبره على تقمص شخصية البطل لا منافسه.

لمتابعة الكاتب

المساهمون