أتاي وبيصر وحشيش في مقهى الحافة

أتاي وبيصر وحشيش في مقهى الحافة

18 مايو 2015
السلالم والأشجار تميز المقهى بالإضافة إلى البحر (العربي الجديد)
+ الخط -

وصلت حنان من فرنسا إلى طنجة، شمال المغرب، وفي صبيحة اليوم التالي مباشرة زارت المقهى البحري المعروف باسم "قهوة الحافة".

يقع المقهى في حيّ مرشان ويعدّ من أقدم المقاهي الشعبية في طنجة. يطلّ على نقطة التقاء البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، وعلى إسبانيا، التي تبعد 14 كم تقريباً.

يفتح أبوابه طيلة أيام الأسبوع. وبالإيقاع نفسه تقدّم أكواب الأتاي، وهو شاي أخضر ساخن بالنعناع محلى بالسكر. كما تقدم صباحاً ومساء وجبة البَيْصَر، وهو حساء عدس مكثف، يُضاف فوقه القليل من زيت العود أو الزيتون، والكمّون.

يقول الطالب مراد إنّ شاي الحافة وحساءها هما سرّ سمعتها المعروفة. يلتقي مراد بأصدقائه في المقهى، ويلعب البارتشي (طاولة الزهر)، ويستمتع بمشهد البحر.

وعلى الرغم من الأحاديث بأنّ المقهى مكان لتدخين الحشيش، يقول أحمد حسن: "هناك مكان مخصص لمدخني الحشيش، لكنّ ذلك لا يمنعنا من زيارة المقهى وقضاء بعض الوقت في الدراسة والاستئناس بمنظر البحر".

من جهتها، تقول حنان لـ"العربي الجديد": "أشعر أنّ المقهى يناديني. آتي إليه لتنشق هواء البحر.. الحافة مشهورة جداً لدى السياح والفنانين والباحثين عن الإلهام. لا يوجد مقهى يشبهه في العالم". أما هدى فتقول: "له إطلالة جميلة، وهو غير مقتصر على فئة من الناس. نستطيع المجيء في أيّ وقت".

الإطلالة البحرية تجذب هبة الشرايبي التي جاءت من مراكش وسط المغرب. تقول: "هو يومي الأول بالحافة. جئت مع صديقتي للقراءة والبحث عن التركيز والهدوء، هرباً من سكن الطلاب الداخلي". وتضيف: "أود حقاً العودة إلى هنا مرة أخرى. إنه منظر جميل جداً". أما صديقتها لينا البجاي فتقول: "ما يميّز الحافة مكانها المطل على البحر وطابعها الأصيل. كما ارتياد الكُتاب والفنانين والمشاهير من أنحاء العالم لها في ما مضى".

ومن المشاهير الذين كان لهم مكان محفوظ في المقهى، او زاروه مراراً، الكاتب محمد شكري مؤلف رواية "الخبز الحافي"، ومترجمها إلى الإنكليزية الأميركي بول بولز، وفرقة "البيتلز" البريطانية، ورئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، وأمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان وزوجته.

في مواسم السياحة، تجذب الحافة السياح بسحرها. ويقول قادر وباتريس الآتيان من فرنسا في زيارة لمدة أسبوع إنّ المقهى "يشبه الحلم.. فيه كثير من السلالم والنباتات والأشجار. نصحنا بعض الأصدقاء بالإستمتاع بالأتاي وصوت البحر هنا.. وها نحن".

اقرأ أيضاً: خالتي فاطمة.. 20 عاماً في خدمة سينما الريف المغربية