آل عواض... سبب جديد لتعميق خلافات الحوثيين وحزب صالح

01 نوفمبر 2017
تؤدي القبائل دوراً حاسماً في اليمن(محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
بين مجموعة التطورات التي يشهدها اليمن، على الصعيدين الأمني والسياسي، قفز التوتر الذي شهدته مديرية ردمان بمحافظة البيضاء، إلى واجهة اهتمامات المتابعين، خلال الأيام الماضية، بعد أن أخذ منحى سياسياً بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحليفها حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه علي عبدالله صالح. ويحمل هذا الأمر العديد من الدلالات ويثير تساؤلات عما إذا كان التوتر مرشحاً للتطور، وربما التمدد، في ظل استمرار خلافات الطرفين.

ووفقاً لمصادر محلية، تحدثت مع لـ"العربي الجديد"، بدأ التوتر بين قبائل آل عواض والمسلحين الموالين للحوثيين، منذ أيام، بسقوط قتيل من أبناء القبيلة على أيدي مسلحين من الجماعة، قبل أن يتداعى رجال القبيلة للمطالبة بتسليم المسؤولين عن مقتله، وتطور الموقف إلى مواجهات وحشود مسلحة من قبل الطرفين، في أجزاء كانت بعيدة عن الحرب التي تشهدها مديريات أخرى في المحافظة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.


وعقب تصاعد التوتر، تدخلت وساطة مكلفة من أعلى مستوى، ممثلاً برئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، والذي كلف لجنة وساطة من  وجهاء قبائل، يقودهم الشيخ محمد بن علي الغادر، تواصلت مع وجهاء القبيلة، وعلى رأسهم الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، ياسر العواضي، لتبرم اتفاقاً بالتهدئة، تضمّن العديد من النقاط، أبرزها انسحاب المسلحين الحوثيين من حدود منطقة آل عواض، في مقابل انسحاب مسلحي القبائل من المباني الحكومية في مركز مديرية "ردمان"، وتعيين مدير أمن جديد للمديرية، وتأمين رجال قبيلتي آل ردمان وآل عواض لمناطق المديرية، وغير ذلك من النقاط.

وعلى الرغم من الغموض الذي يلف تفاصيل التصعيد الذي شهدته المنطقة، بدا واضحاً تحولها إلى أحد محاور الخلافات بين الحوثيين وحزب صالح، إذ نشرت صحيفة "اليمن اليوم" التابعة للأخير، عنواناً عن "مواجهات دامية بين آل عواض وأنصار الله"، فيما ذكرت صحيفة "صدى المسيرة" التابعة للحوثيين، أن المسلحين من حزب المؤتمر، ونشرت عنواناً بأن "لجنة وساطة رئاسية تنهي المواجهات بين مسلحي المؤتمر والأجهزة الأمنية في البيضاء"، فيما أصدرت قبيلة آل عواض لاحقاً بياناً، طالبت فيه بتنفيذ مضامين الاتفاق، وأكدت أن "الجمهورية والحرية والعدالة مبادئ لا تفريط فيها تحت أي ظرف كان، وإن النظام الجمهوري خط أحمر لن يقبلوا المساس به".

وتأتي أهمية تطورات البيضاء لأكثر من سبب، أبرزها ما يرتبط بقبيلة "آل عواض"، في البيضاء، ودورها السياسي في اليمن خلال العقود الماضية، بما فيها مرحلة الثورة ضد النظام الإمامي عام 1962. وينتمي للقبيلة أحد أبرز قادة حزب المؤتمر، وهو الشيخ ياسر العواضي. ومن جانب آخر، فإن القبيلة ومديرية "ردمان"، التي تقع فيها عموماً، لم تكن قد دخلت في الأعوام الماضية بمواجهات مع الحوثيين، الذين يخوضون معارك متقطعة على أكثر من جبهة في المحافظة ذاتها (البيضاء) مع القوات المحسوبة على الشرعية.

ومن زواية أخرى، جاءت تطورات مديرية ردمان، وسط أزمة الخلافات المشتعلة بين الحوثيين وحزب صالح، في ظل حالة من عدم الثقة والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، ومن ذلك، تحدث القيادي في الجماعة، وعضو وفدها المفاوض، حمزة الحوثي، في تصريحات نقلتها صحيفة "صدى المسيرة" التابعة للجماعة، عن "وجود مخطط خطير ومحاولات بائسة يسعى فيها البعض أخيراً لاستهداف القبيلة اليمنية واستهداف موقفها الأصيل والراسخ في مواجهة العدوان والتصدي له، ومحاولة دفعها خارج سياقات المرحلة، وإقحام عناصرها في خصومة مع الدولة والجيش واللجان الشعبية تحت عناوين ويافطات مبطنة، فمرة يرفع اسم همدان الأبي، ومرة عنس الشماء، ومرة آل عواض الأحرار وهكذا"، على حد قوله.

وكانت الأشهر الأخيرة شهدت تصدعاً كبيراً في العلاقة بين الحليفين (الحوثيين وحزب صالح)، وعلى الرغم من نجاحهما بالحد من التصعيد خلال الفترة الماضية، إلا أن الخلافات ظلت سيدة الموقف، مع عدم توصل الطرفين إلى تفاهم حول نقاط الخلاف العميقة، التي تكشفت خلال الأزمة بتصريحات وبيانات متفرقة.

دلالات