"يديعوت": جنود إسرائيليون في صفوف الانفصاليين الأوكرانيين

"يديعوت": جنود إسرائيليون في صفوف الانفصاليين الأوكرانيين

06 يونيو 2014
يقاتل أفراد "جدود هعلياه" مع الانفصاليين (فيكتور دراشيف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -


بعد كشفها لحقيقة مشاركة جنود إسرائيليين من أصول أوكرانية، في ميادين كييف، ضد حكومة الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، في فبراير/شباط الماضي، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن "عدداً كبيراً من الجنود الإسرائيليين، من أصول أوكرانية وسوفياتية سابقة، ممن خدموا في الجيش السوفياتي وفي الجيش الإسرائيلي، يقاتلون إلى جانب قوات الانفصاليين المؤيدين لروسيا".

ونقلت "يديعوت" عن صحف أوكرانية وروسية أن "نحو 20 مقاتلاً من فرقة جدود هعلياه، أي فرقة المهاجرين، وصلوا إلى ميادين القتال في الجبهة الشرقية، للقتال إلى جانب الانفصاليين". وأضحت أن "الحديث يدور عن مقاتلين مهنيين، سبق لهم الخدمة في وحدات مختارة في الجيش السوفياتي، ولاحقاً في الجيش الروسي، ثم هاجروا إلى إسرائيل، وعملوا في تأمين وحراسة المستوطنين والمستوطنات الإسرائيلية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة".


وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن "فرقة جدود هعلياه تضمّ مئات الضباط الروس والسوفيات، ومن بينهم ضباط وقناصة، ومختصين لتدريب الكلاب، وممرضين وغيرهم. ويعمل أفراد هذه الفرقة على تسيير دوريات مسلّحة لحراسة المستوطنات الإسرائيلية، بالتعاون مع شرطة الاحتلال".

ويعكف هؤلاء بحسب الصحيفة، على رسم خطط لحماية سكان دونيتسك من هجمات جنود كييف وضرباتهم. ولم يؤكد أو ينف رئيس الفرقة، رومان روتنير، النبأ. لكن أحد المتطوعين في صفوف المجموعة ويدعى، ربيد غور، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، أكد أن "منظمته تعمل ضد الفاشية وهي تقدم المساعدات لأهالي دونباس". واعترف غور بأن "10 مقاتلين إسرائيليين على الأقلّ، ينشطون شرقي أوكرانيا، في صفوف الحرس الثوري لشرق أوكرانيا".

ويأتي هذا النبأ ليُكمل سلسلة أخبار سابقة، تحدثت عن قتال جنود إسرائيليين من أصول أوكرانية إلى جانب الانفصاليين، في مقابل انخراط قسم منهم في الثورة ضد الرئيس الأوكراني السابق، وترفض الحكومة الاسرائيلية اتخاذ موقف حازم بشأن التدخل الروسي في أوكرانيا، وفي شبه جزيرة القرم تحديداً.

وكان الموقف الإسرائيلي قد أثار غضب الولايات المتحدة، التي طالبت تل أبيب باتخاذ موقف مناهض لسياسة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فيما اعتبر مراقبون أن المماطلة الإسرائيلية تتعلّق بالاتجاه الذي يدفعها اليه وزير خارجيتها، أفيغدور ليبرمان، الروسي الأصل ويملك علاقات ممتازة مع بوتين، ومع أساطين المال في روسيا وأوكرانيا، لكنه يميل إلى استنساخ تجربة الرئيس الروسي، وينادي بتغيير نظام الحكم في إسرائيل، ونظام الانتخابات، بحيث يمتلك رئيس الحكومة أو الرئيس، صلاحيات واسعة بعيداً عن الحصار البرلماني.

كذلك تحتفظ إسرائيل بمصالح ممتازة مع روسيا، إلى حد جعل بعض المراقبين يظنون، اعتماداً على تصريحات ليبرمان، بأن إسرائيل تعتزم الانتقال من معسكر الولايات المتحدة إلى معسكر روسيا، عبر التخلي عن علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة لصالح بناء تحالف استراتيجي مع روسيا، والبحث عن منظومة علاقات بديلة في حال أصرّت الولايات المتحدة على طرح وفرض حلّ سياسي غير مقبول على إسرائيل.

وكانت "يديعوت أحرونوت" قد كشفت في فبراير/شباط الماضي، أن "خمسة إسرائيليين من أصول أوكرانية يقودون مجموعات متمردة في الميدان في كييف، وقد سبق لهم أن خدموا في وحدات قتالية في الجيش الإسرائيلي، وبعد إنهاء خدمتهم الإلزامية، عادوا إلى مسقط رأسهم في أوكرانيا، وانخرطوا في نشاطات المعارضة الحالية، الى درجة أن أحدهم أصبح من قادة العمليات الاحتجاجية للمعارضة".

وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى أنه، وفقاً لمعلومات سابقة، فإن عدداً من الأثرياء اليهود في أوكرانيا يؤيدون حركة الاحتجاج والمعارضة الأوكرانية ويدعمونها. كما أنه سبق لوسائل إعلام أن شددت على أن جهاز "الموساد" يقوم "بدور ما، من وراء الكواليس في تأجيج الاضطرابات".

من جهتها، نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تكون إسرائيل طرفاً في الأحداث الجارية في أوكرانيا، وتبرّأت من أي تصريحات أو نشاطات لمجموعات سياسية إسرائيلية في هذا الصدد.


إلى ذلك، قالت الصحيفة إن "الحكومة الإسرائيلية التي كانت قد أقرت خطة جديدة لجلب اليهود من فرنسا إلى فلسطين، تحت شعار فرنسا أولاً، بحجة مواجهة موجة اللاسامية وفوز اليمين في أوروبا، وجدت نفسها مضطرّة بداية إلى العمل على حل إشكالية الجاليات اليهودية في أوكرانيا ومناطق النزاع المختلفة، مع دفع منحة قدرها 15 ألف شيكل لمن يقبلون بالهجرة إلى إسرائيل من الدول الساخنة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه، وسعياً إلى "إبراء ذمة الحكومة الإسرائيلية من أي تبعات لنشاطات الهجرة الجديدة، فقد تقرّر تكليف شركة خاصة بهذه المهمة بدلاً من الوكالة اليهودية العالمية، التي عالجت ملف جلب اليهود إلى فلسطين على مدار 66 عاماً".

وتسعى الحكومة الإسرائيلية إلى جلب أكبر عدد ممكن من يهود فرنسا إلى فلسطين، لكن انفجار أزمة أوكرانيا دفعها إلى أن ترصد ميزانية خاصة لمحاولات جلب اليهود منها، خصوصاً أن أكثر من 100 الف إسرائيلي من أصول أوكرانية وروسية كانوا قد هاجروا إلى إسرائيل، في موجات الهجرة الكبيرة في الأعوام بين 1987 و1993، قد عادوا إلى أوطانهم الأصلية.