"نالوكسون" لتشجيع الإدمان أم الإنقاذ منه؟

"نالوكسون" لتشجيع الإدمان أم الإنقاذ منه؟

27 فبراير 2014
+ الخط -

 

مع تزايد معدلات الوفاة بسبب الهيرويين ومسكنات الآلام القوية، يجد العلماء ضرورة في البحث عن عقار يمكنه أن يوقف ويعكس دورة عمل الجرعات الزائدة من العقاقير المخدرة ليكون متوافراً للمسعفين والأطباء ورجال الشرطة إلى جانب متعاطي المخدرات وأصدقائهم وعائلاتهم.

المؤيدون لفكرة هذا النوع من العقاقير يقولون إن إنقاذ حياة يفوق أي مخاوف من أن يؤدي مثل هذا العقار إلى  تشجيع تعاطي المخدرات دون خوف.

العقار الجديد المضاد للجرعات الزائدة والذي يحمل اسم "نالوكسون" مسموح به بالفعل حالياً في 17 ولاية أميركية، من بينها نيوجيرسي التي مررت قانوناً في العام الماضي يسمح للعامة أن يحملوا العقار، في شكل بخاخ أنف أو حقن للعضل، بعد التدريب على استخدامه.

يعمل "نالوكسون"  كمضاد فوري لحالات الجرعات الزائدة من المواد المخدرة والتي تجعل الجسم "ينسى" أن يتنفس، وهنا يعمل على وقف الموصلات العصبية المسؤولة عن ذلك، ما يجعل الجسم "يتذكر" أن يتنفس. لكن تأثير العقار ينتهي بعد حوالى نصف الساعة وربما يكون هناك حاجة بالتالي لجرعات متكررة.

يؤكد الخبراء أن "نالوكسون" قوي الفعالية عند استخدامه بطريقة صحيحة، وقد أظهرت دراسة أجريت عليه في ولاية ماساتشوستس الأميركية أن فاعليته في إنقاذ حياة شخص تقدر بنسبة 98 في المئة، ولهذا فإن رجال الشرطة في مدينة كوينسي بولاية ماساتشوستس يحملون "نالوكسون" منذ عام 2010.  وأظهرت إحصائية أنهم استخدموا العقار 179 مرة خلال شهر يوليو/تموز  من عام 2013 ، وتمكنوا في 170 حالة منهم من إنقاذ متعاطي جرعات المخدر الزائدة، وهو ما يعني نسبة نجاح تصل إلى 95 في المئة.

وبحسب إحصاء أجراه "مكتب مكافحة المخدرات القومي" في البيت الأبيض، فإن عدد الوفيات بسبب الجرعات الزائدة بما فيها العقاقير العلاجية الموصوفة طبياً، زادت بنسبة 21 في المئة من عام 2006 إلى عام 2010، في حين زاد معدل الوفيات بسبب جرعات زائدة من الهيرويين بنسبة 45 في المئة.

ومازالت مشاريع قوانين تسمح بإتاحة "نالوكسون" بشكل واسع تحت الدراسة في سبع ولايات أميركية على الأقل، حيث يتخوف البعض من التأثير السلبي لشيوع استخدام هذا العقار الذي قد يشجع على المزيد من تعاطي المخدرات دون قلق من الجرعات الزائدة.

أما في خارج الولايات المتحدة فإن عقار "نالوكسون" متوافر بوصفة طبية في بريطانيا فقط، في حين تتيحه دول أخرى مثل استراليا وكندا واستونيا وروسيا ضمن برامج علاجية، فيما تخطط النرويج لتوزيع بخاخات الأنف منه لمتعاطي المخدرات في أكبرمدينتين فيها.

المساهمون