"ناجي شحاتة" يظهر في العراق

"ناجي شحاتة" يظهر في العراق

09 ديسمبر 2014
إطلاق الاسم على والي داعش لكثرة إعداماته
+ الخط -

على كثرة ما أصدره من أحكام الإعدام الجزافية الجماعية أخيراً، أطلق ناشطون وسكان محليون في مدينة الموصل، على والي تنظيم داعش في المدينة والمعروف باسم، أبو عبد الرحمن العراقي حسن الجبوري، لقب (ناجي شحاتة)، في توظيف ساخر وناقم على القاضي المصري ناجي شحاتة، الذي عُرف بإطلاقه المئات من أحكام الإعدام، في حق مواطنين مصريين، تخطى فيها حدود العقل والمنطق القضائي.

وقال نائب رئيس مجلس عشائر الموصل، إبراهيم الحسن، لـ"العربي الجديد"، إن أبو عبد الرحمن العراقي، أو ما يعرف بوالي ولاية الموصل، أصدر أحكاماً بالإعدام في حق عددٍ كبيرٍ من سكان الموصل، بينهم أبناء عشائر وناشطون، فضلاً عن كوادر من الحزب الإسلامي العراقي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ونفذّت في حقهم تلك الأحكام، خلال الأسبوعين الماضيين، في وسط ساحة عامة بشارع الموصلي في مدينة الموصل، في عملية اتسمت بالوحشية والهمجية، وهو ما دفع بعدد من الشبان إلى إطلاق تسمية على الوالي (ناجي شحاتة العراقي أو ناجي شحاتة)، وسرعان ما انتشر اللقب بين سكان المدينة الذين لم يكن أغلبهم يعرفون شحاتة المصري فيما سبق.

ويستدرك الحسن "بالتأكيد شحاتة بنسخته المصرية أطلق أحكام إعدام أكثر مما أطلقها نظيره العراقي، لكن اللقب التصق بالعراقي وعلى ما يبدو فإنه يزعجه، حيث صار الموضوع همساً بين الناس خوفاً من عيون وجواسيس داعش في الأسواق والمقاهي، والتي أصدر في حقها، أيضاً، قرارات تمنع الشيشه والسجائر وأنواع مختلفة من العصائر".

شاب عراقي من سكان الجانب الأيسر من مدينة الموصل، على ضفاف نهر دجلة، فضّل الإشارة إلى كنيته فقط "أبو خالد" (28 عاماً) قال لـ"العربي الجديد": "على ما يبدو، فإن الوالي

منزعج من هذا اللقب، وأعتقد أنه وصل إلى سمعه ما يطلقه الناس عليه هنا في الموصل، وبسبب شحة الإنترنت (عدم توافره دائماً) يتناقل الناس روايات عن القاضي شحاتة المصري، تكاد تكون مضحكة وخيالية في بعض الأحيان، تهدف إلى تشويه صورة الوالي، وهذا في حدّ ذاته مضحك للغاية.

وتناول عدد من الناشطين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، نكاتاً ومقالات ساخرة بطعمٍ ممزوجٍ بمرارةٍ على الضحايا، الذين أصدر والي الموصل أحكاماً بإعدامهم.

وقال ناشط يدعى، سلام عمر "والي الموصل عزيزي أنصحك أن توزع وجبات الإعدام على أيام الأسبوع، خوفاً على صحتك، حاول أن تجرّب الطريقة المصرية أو حتى السورية".

فيما يقول آخر عرّف عن نفسه بـ"أمير الوجع" لا أدري ما سبب إصراره على تنفيذ أحكام الإعدام أمام المواطنين وفي الساحات العامة، لم يبق سوى أن يستدعي الفضائيات، خصوصاً وأنه يجيد تلاوة الآيات قبل ذبح الأبرياء".

"شحاتة" مصر
والقاضي المصري ناجي شحاتة، يشغل منصب رئيس الدائرة الخامسة في محكمة جنايات الجيزة، وهي المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب وأحداث العنف والتجمهر، والتي كان من أشهرها قضية كرداسة، التي أحال فيها 12 متهماً إلى المفتي، وقضية مسجد الاستقامة التي أحال فيها 13 من قيادات الإخوان إلى المفتي، وقضية "خلية الماريوت" التي حكم فيها على 17 صحافيّاً بالحبس، ومجلس الوزراء المتهم فيها 268 أشهرهم أحمد دومة، والذي حكم عليه شحاتة في جلسة المحاكمة اليوم، بالسجن 3 سنوات بتهمة إهانته لهيئة المحكمة.

وتسبب طريقة شحاتة في إدارة الجلسات في العديد من الأزمات مع المحامين وهيئات الدفاع عن المتهمين واستخفافه بهم ومحاولات ترهيبهم، ما دفع نقابة المحامين المصريين إلى اتخاذ قرار بمنع المحامين من حضور جلساته، وكان أبرز هذه الأزمات، المشادة التي سجلت بينه وبين المحامي خالد علي.

بالإضافة إلى توليه القضية المعروفة إعلاميّاً بـ"غرفة عمليات رابعة"، التي يجري نظرها حتى الآن، وضمن المتهمين فيها محمد سلطان، صاحب أطول فترة إضراب في السجون المصرية، حيث تجاوز إضرابه 317 يوماً وتدهورت حالته الصحية، في ظل تعنت المحكمة مع حالته.