"من اليرموك عائدون للوبية" في "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"

"من اليرموك عائدون للوبية" في "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"

لوبية
نايف زيداني
نايف زيداني
صحافي فلسطيني من الجليل، متابع للشأن الإسرائيلي وشؤون فلسطينيي 48. عمل في العديد من وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمسموعة والمرئية، مراسل "العربي الجديد" في الداخل الفلسطيني.
06 مايو 2014
+ الخط -

عراقيل كثيرة وضعتها الشرطة الإسرائيلية في طريق المتجهين إلى قرية لوبية المهجرة قضاء طبريا، مساء الثلاثاء، ضمن نشاطات مسيرة العودة السابعة عشرة التي نظمتها "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين"، والتي تحط كل عام في بلدة مختلفة.

وبالرغم من أن تقديرات المنظمين تشير إلى مشاركة نحو 30 ألفاً من فلسطينيي الداخل في المسيرة، إلا أن الآلاف وصلوا بعد انتهاء المهرجان الذي أعقب المسيرة، وذلك بسبب الأزمة المرورية الخانقة التي تسببت بها الشرطة، وإشارة ضوئية يُعتقَد أنها عُطِّلت بشكل مقصود لإعاقة دخول السيارات إلى لوبية.

الكثيرون من العالقين على الطريق، منهم محمد خطيب الذي رفع العلم الفلسطيني فوق سيارته، قالوا لـ"العربي الجديد" إن الشرطة تعمدت ذلك للحد من حجم المشاركة، وحولت طريقهم إلى جحيم، ما جعل مسافة العشر دقائق، تحتاج منهم أكثر من ساعتين ونصف الساعة للوصول.

وأفاد شهود عيان بأنهم تعرضوا للشتائم من قبل بعض الإسرائيليين، لمجرد رفعهم العلم الفلسطيني فوق سياراتهم، ووصفوهم بالمخربين، فيما تعمد آخرون مزاحمة العرب على الطريق، بسيارات رفعوا عليها الأعلام الإسرائيلية كرد على رفع الإعلام الفلسطينية واستفزازاً لمشاعر المتجهين إلى المسيرة.

وتحمل المسيرة عادةً شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وتنظم في اليوم نفسه الذي تحتفل به المؤسسة الإسرائيلية بما تسميه "عيد الاستقلال". إلا أن مسيرة العام الحالي حملت شعار "من اليرموك عائدون إلى لوبية"، دعماً لأهالي مخيم اليرموك الذين تعصف بهم المآسي على يد النظام السوري، لا سيما أن غالبية أهالي المخيم هم أصلاً من سكان لوبية المهجرة.
المهرجان الذي أعقب المسيرة، حمل أيضاً بعض الكلمات الدافئة الموجهة إلى أهالي مخيم اليرموك التي تحثهم على الصمود وتعطيهم أملاً بالعودة يوماً ما، كما أكد جميع المتحدثين بأنه لا عودة عن حق العودة.

احتفال الإسرائيليين حفّز العرب

وتحدث نايف حجو، الذي ولد في قرية لوبية لـ "العربي الجديد"، مؤكداً أن المسيرة السابعة عشرة غير مسبوقة من حيث عدد المشاركين، "فهي الأضخم منذ سنوات طويلة". ويرى حجو أن "التطورات السياسية والتصعيد الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين في الداخل وحتى في الضفة وغزة، بالإضافة إلى عمليات عصابات "تدفيع الثمن" ضد فلسطينيي 48، والأجواء المشحونة، ساهمت إيجاباً في الحشد للتظاهرة وفي تحفيز العرب".

غير أنه يستدرك بأن "العامل الأكثر تأثيراً في تحفيز المشاركة كان إقدام اليمين الإسرائيلي على تنظيم احتفال على أراضي لوبية في اليوم نفسه والساعة عينها، لكن من جهة مختلفة من القرية، مما جعل العرب يقبلون على المشاركة بشكل أكبر تأكيداً على هوية المكان، وبالفعل، كانوا هم بضع مئات، وكنا نحن نحو 30 ألفاً وكانت الغلبة لنا".

"نجحنا رغماً عن الشرطة"

من جانبه، أشار سليمان فحماوي، عضو "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين"، إلى أن نجاح المسيرة فاق التوقعات من حيث عدد الحضور غير المسبوق، على حد تعبيره. وأضاف فحماوي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "هذه المشاركة تدل على وعي شبابنا ومهجرينا تجاه العودة وحق العودة، وهذا دليل على تمسكنها بها".

وأوضح أن شرطة الاحتلال حاولت عرقلة المسيرة "وبذلنا منذ شهر ونصف الشهر جهداً كبيراً حتى حصلنا على ما يسمى ترخيصاً للمسيرة حتى لا نترك للشرطة ذريعة للاعتداء على جماهيرنا واعتقال أبناء شعبنا بحجة أن المسيرة غير مرخصة". ولفت إلى محاولات عديدة لإحباط المتجهين إلى لوبية، إذ شهدت الطرقات ازدحامات كبيرة، كان يمكن للشرطة الحد منها لو أرادت، لكنها سعت إلى إعاقة وصول المشاركين ولذلك تأخر الكثيرون، لكننا في نهاية الأمر أنجحنا نشاطاتنا".

صحيح أن المسيرة المركزية كانت إلى لوبية، لكن عدداً كبيراً من أبناء القرى المهجرة الذين يسكنون في بلدات أخرى في الداخل الفلسطيني، قاموا صباح الثلاثاء، كما في كل عام في مثل هذه الفترة عشية ذكرى النكبة، بزيارة قراهم والتجول فيها، بمشاركة كبار السن والأبناء والأحفاد الصغار.

المساهمون