"ملتقى بابل".. ألعاب للموتى ومسرح للأحياء

08 اغسطس 2015
من عروض "مهرجان المسرح العراقي الأول ضد الإرهاب"
+ الخط -

"بالمسرح ندحر الإرهاب" شعار أطلقته مبادرة "ملتقى بابل المسرحي" التي أطلقها "نادي المسرح" في مدينة الحلّة، وتقدّم عروضها يومي 12 و 13 الشهر الجاري على خشبة مسرح "نقابة الفنانين".

تظل مسألة قدرة المسرح وأثره موضع جدل تاريخي، لكن ذلك لا ينفي أهمية الفن في أوقات الحرب والعنف. بل إن الكثير من المسرحيات العظيمة كتبتها أجيال المبدعين العالميين الذين شردتهم الحربان العالميّتان أو اجتاحت بلادهم حروب أخرى.

كما أن استخدام الفن كوسيلة احتجاج ليس جديداً أيضاً، فالفن نفسه وسيلة لقول لا وللمقاومة والإبقاء على الأصوات الأقرب إلى الإنسان والأبعد عن الهويات الضيقة. ومن هنا نشأت حركات الـ "آرتيفيزم" التي يعمل من خلالها فنانون ومبدعون على مقاومة الحرب والعنف والإرهاب والتطرّف وإعادة الاعتبار للقيم الإنسانية والقضايا العادلة.

من هنا، جاءت فكرة الملتقى الذي سيقدّم أربعة عروض من محافظات بابل والبصرة والديوانية، فربما لا يعرف كثيرون أن النشاط المسرحي لم يتوقف في العراق، رغم الظروف التي تمر فيها البلاد منذ احتلال بغداد في 2003. إضافة إلى صعوبة تقديم مسرحية في المدن العراقية، يجد المتابع العربي صعوبة في العثور على الخبر الثقافي العراقي في الصحافة العربية.

إذن سنتعرّف في الملتقى على جماعة "المسرح المعاصر" من البصرة، إذ تشارك بعرض "تومين" من كتابة وإخراج همّام عبد الجبار. هناك أيضاً جماعة "شابلن للفنون" القادمة من الديوانية والتي ستشارك بـ "أدمن" وهو عرض من كتابة وإخراج أنس زاهي.

كما تشارك "رابطة المبدعين العراقيين للفنون الجميلة" بمسرحية "عباءات وألعاب للموتى" من تأليف علي الخياط وإخراج علي الشجيري. أمّا "نادي المسرح" في بابل، الذي ينظم الملتقى، فيعرض مسرحية "بيتنا" من تأليف وإخراج الناقد المسرحي بشار عليوي، رئيس اللجنة المُنظمة للمُلتقى ورئيس النادي.

اللافت أن النصوص كلها من تأليف كتاب عراقيين، ولم يقتبس أي منهم عن نص أجنبي، كما أن المسرحيات يخرجها كاتبها (عدا واحدة) وهذه ظاهرة عالمية يبدو أنها تشق طريقها أكثر فأكثر في العمل المسرحي العربي، الأمر الذي لم يكن شائعاً في العقود السابقة.

فكرة الملتقى يمكن أن تكون شقيقة لـ "مهرجان المسرح العراقي الأول ضد الإرهاب" الذي أقيم حزيران/ يونيو الماضي، وقد تتوسع وربما تنتشر بين المدن العراقية، علّها تكون نموذجاً لبديل ثقافي وجمالي في مدن كانت منارات ثقافية قبل أن يجتاحها العنف والتطرف.

دلالات

المساهمون