تنطلق فعاليات الدورة الرابعة من "الملتقى الوطني للآداب والفنون" بعد غدٍ الأربعاء في مدينة قفصة التونسية (350 كلم جنوب العاصمة)، وتتواصل حتى التاسع من الشهر الجاري ضمن توّجه يحافظ عليه المنظّمون منذ تأسيس التظاهرة بالاحتفاء بأحد المثقفين في البلاد.
الدورة الحالية تكرّم أحد أبناء المدينة؛ المفكر سليم دولة (1953) الذي قدّم بدايات مشروع فكري فريد في بداية مسيرته نهاية الثمانينات، قبل أن يتعرّض إلى إقصاء أكاديمي بسبب ضغوط سياسية، قادته إلى التخلّي عن الفلسفة لصالح كتابة شذرات شعرية، وبدا بعيداً عن الضوء حتى عام 2011، حيث ظهر في عدد من المقابلات الصحافية أو في أمسيات ثقافية، لكن لم يجر استعادة كتاباته أو إعادة إصدارها على أقل تقدير.
وضع صاحب "ما الفلسفة؟" مجموعة من المؤلّفات؛ من بينها: "ما الثقافة؟"، و"الجراحات والمدارات: فلسفة التدقيق والتحقيق"، و"الثقافة.. الجنسوية الثقافية"، و"بيان بغداد السقراطي: مقالات في الفكر السياسي"، و"أمة حّنت فصولها، في نقد الشأن اليومي"، إلى جانب مجموعاته الشعرية "السلوان والمنجنيقات"، و"ديلان شقيق الورد"، و"كتاب كليمنسيا الجميلة".
يعقد الملتقى ثلاث مداخلات تحت عنوان "سليم دولة الكاتب الحر والفيلسوف الشاعر"؛ الأولى "ترنيمة الحياة أو العشق أو بعض من هذيانات شاعر فيلسوف: كتاب كليمنسيا" يقدّمها عبد الوهاب ملوح، والثانية "صورة المرأة في شعره" تلقيها سامية الأمين، والثالثة "الصفاء الشعري الخالص" يشارك فيها مصطفى كمال فرحات، ويبدو مستغرباً أن الجهة المنظّمة اختارت أن تسلّط الضوء على قصائده وليس على فكره، كما سيقدّم دولة قراءات شعرية بمرافقة الموسيقي زكرياء القبّي.
يتضمّن البرنامج لقاء بعنوان "ما لم يحترق من كتاب الصداقة" يشارك فيه صابر سميح بن عامر وأحمد حاذق العرف، ومائدة مستديرة بعنوان "إضاءات في عتمة الأيام" يتحدّث خلالها عدد من الشعراء والروائيين والناشرين منهم: حسن بن عثمان، وسوف عبيد، ووليد الزريبي، وعبد الوهاب ملوح، ووليد أحمد الفرشيشي، ونور الدين بلطيب، وزينب العوني، ومنصف الشابي، وشكري الباصومي، ورياض الشرايطي، وسمير بن علي المسعودي، وسالم الشعباني.
إلى جانب ذلك تنظّم قراءات شعرية لكلّ من آدم فتحي وعشتار بن علي وسامية الأمين ونفيسة التريكي والهادي دانيال وكوثر خليل وفضة خليفة، ومعرض للفنانين التشكيليين زكرياء الشايبي وسماح بن داوود وإيمان خماجة.
