"مسجد" بشرق القاهرة يستهلك كهرباء 3 آلاف منزل

"مسجد" بشرق القاهرة يستهلك كهرباء 3 آلاف منزل

25 فبراير 2014
+ الخط -

 

قال المهندس، جابر الدسوقى، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر في تصريحات خاصة لـ"العربى الجديد"، إن مجمع مسجد "الرحمن الرحيم"، في منطقة الدراسة يستهلك 30 ألف كيلووات شهريا في المتوسط، بما يعادل استهلاك 3 آلاف منزل من الشريحة الادنى، والتى لا يتجاوز حجم استهلاكها الشهري 10 كيلووات فى الشهر.

ويمثل مجمع مسجد "الرحمن الرحيم" الواقع في حي الدراسة في جنوب شرق القاهرة، نموذجا حيا لما تعانيه مصر، من عدم قدرة على ترشيد استهلاك الكهرباء على الرغم من العجز الكهربائي، الذى تعاني منه البلاد، وتزداد حدته مع قرب فصل الصيف.

أضاف الدسوقى "هذا المجمع الخيرى على الرغم من دوره الديني الحيوي، لكنه يمثل واحدا من أكثر المواقع استهلاكا للكهرباء لتعدد المناسبات الاجتماعية، التى تعقد فيه على مدار اليوم، بما يرفع من حجم استهلاك المكيفات والكهرباء الداخلية والأجهزة المستخدمة، بالإضافة إلى الإنارة الليلية المتواصلة في المسجد".

ويقع مجمع مسجد "الرحمن الرحيم" الذى أقامته مجموعة شركات العربى للأجهزة المنزلية على طريق صلاح سالم أمام دار الأسلحة والذخيرة على مساحة 4200 متر مُربع فى منطقة الدراسة شرق القاهرة.

ويتكون المجمع من مكتبة الراوي و3 قاعات ودور مُناسبات للاحتفالات، تضم قاعة الروضة وتسع من 700 إلى 1000 مقعد، وقاعة الصفا من 450 إلى 650 مقعداً، قاعة المروة من 250مقعداً إلى 350 مقعدا، بالإضافة إلى مركز الأمل الطبي، ويشتمل على 10 عيادات مُتخصصة لاستقبال المرضى ويقع على مساحة 325 متر مربع، مصلى للسيدات، فرع لجمعية العربي لتنمية المُجتمع.

قال المهندس، أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية السابق لـ"العربى الجديد"، إن مسجد "الرحمن الرحيم" مثل كثير من الأماكن التى تعبر عن غياب ثقافة ترشيد الطاقة، وضرورة المحافظة عليها، لأنها بلا شك ستكون ذات قيمة، لم توظف فى مواقع حيوية مثل المستشفيات أو المصانع الإنتاجية. 

أضاف كمال "هذا المجمع وغيره يمكن أن يدار ويشغل بالطاقة الشمسية، التى تمثل واحدة من البدائل المفتقدة مع رخص أسعار الكهرباء العادية لدعم الوقود الذى تقدمه الحكومة، ويأتى على حساب أولويات أخرى للمواطن مثل التعليم والصحة والإسكان والمرافق".

وفى رأي الوزير المصري السابق، فإن ترشيد استهلاك الكهرباء حل مهم لتجاوز أزمة انقطاع التيار الكهربائي، والذى تعاني منه مصر حاليا فى الشتاء والصيف، مشيراً إلى ضرورة أن يكون ذلك فى كل الاستخدامات التى تتيح إمكانية توفير الكهرباء، مثل المساجد وإنارة الشوارع والمنزل.

وأوضح أن ترشيد 15% من استهلاك مصر سنويا من الطاقة كفيل بتوفير 20 مليار جنيه من فاتورة الوقود، التى تتزايد سنويا من دون أن يدرك كثيرون السلبيات الناجمة عن ذلك من تضخم في فاتورة دعم المنتجات البترولية.

وكشف كمال عن تجاوز دعم "فاتورة المنتجات البترولية 128.3 مليار جنيه في نهاية العام المالي 2012-2013 وهو رقم ضخم للغاية يعبر عن فداحة الاستمرار فى هذا السيناريو".

قال وزير البترول السابق: إن ترشيد 10% فقط من الاستهلاك المنزلي قادر على توفير 60 مليون جنيه يوميا، يمكن أن تخصص لتمويل مشاريع صحية وتعليمية، موضحا أنه لا يمكن قبول تشغيل 6 أجهزة تكييف فى منزل واحد من دون محاسبته بتسعير مختلف عن المواطن البسيط، الذى لا يتجاوز استهلاكه 10 كيلو وات.

وأوضح، أن المواطن العادي عليه دور البدء بنفسه فى ترشيد الطاقة سواء فى المنزل أو العمل لتوفير الكهرباء والاستثمارات اللازمة لتمويل إقامة محطات توليد كهرباء جديدة.

قال وزير البترول السابق "إن كل محطة بقدرة 1000 ميغاوات تكلف الدولة 7 مليارات جنيه، ما يعادل مليار دولار على الأقل، وهو رقم ضخم فى ظل وضع مصر الحالي، خاصة وأنها تستهلك وقوداً تصل قيمته بالأسعار العالمية الى نحو 600 مليون جنيه، لو تم توفير 10% منها فقط فإن الدولة ستحصل على 60 مليون جنيه يمكن إنفاقها فى مجالات أخرى خدمية وتعليمية.

وكانت وزارتا الأوقاف والكهرباء والطاقة قد وقعتا فى مايو الماضى، خلال حكومة، هشام قنديل، السابقة برتوكول توعية المواطنين بأهمية ترشيد الاستهلاك عبر المساجد التابعة لوزارة الأوقاف.

وقال وزير الكهرباء والطاقة المصري المهندس، إمام أحمد إمام، إن مصر تحرق يوميا وقودا يبلغ 100 مليون متر مكعب مكافئ ممثلا فى المازوت والغاز الطبيعى.

وحسب بيانات صادرة عن وزارة الأوقاف المصرية، فإن هناك أكثر من 135 ألف مسجد وزاوية منتشرة فى مصر تغيب عنها البيانات الخاصة بحجم استهلاك الوقود والذي تحصل على قيمته مدعوما من وزارتي الكهرباء والمالية.

وينص البرتوكول الموقع بين وزارتي الكهرباء والأوقاف على أن تعقد وزارة الكهرباء دورات تدريبية للدعاة ومهندسي وزارة الأوقاف فى مجال توعية المواطنين بأهمية ترشيد الاستهلاك بمراكز التدريب التابعة للوزارة، ومد الأوقاف بالمواصفات الفنية لمهمات الإضاءة عالية الكفاءة وأجهزة التكييف الموفرة للطاقة فضلا عن عمل الاختبارات اللازمة طبقا للمواصفات القياسية للمبات الموفرة للطاقة والكوابح الالكترونية بمعامل الإضاءة التابعة لها.

دلالات

المساهمون