"لوموند" و"ذي غارديان": رحيل المالكي ضروري

"لوموند" و"ذي غارديان": رحيل المالكي ضروري

21 يونيو 2014
أسلوب المالكي الطائفي سيجلب الخراب للمنطقة بأسرها (أرشيف/Getty)
+ الخط -

واصلت الصحف الدولية نشر التحليلات والمقالات لعدد من كبار الكتّاب المختصين بالشؤون الخارجية، حول التطورات العراقية الأخيرة، إذ أجمعت العديد منها على ضرورة الضغط على رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، للتنحي وتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل تجنيب العراق والمنطقة كارثة أكبر ممّا تشهده الآن.

وتحت عنوان: "نهاية القوة العظمى"، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، مقالاً للخبير في العلاقات الدولية والسياسية الخارجية، ديلفين لاكرنج، أكد خلاله أن العراق "يمر باختبار سوف يحدد مدى الهيمنة الأميركية خلال العقود المقبلة".

وشدد الكاتب على أن أزمة العراق ليست أزمة تحكّم القطب الواحد "بل أزمة الدور المركزي للولايات المتحدة في المجال الدولي"، مشيراً إلى أن أعداء الولايات المتحدة تفوقوا عليها في استخدام النظام العالمي الجديد لصالحهم. وهو ما جعل الولايات المتحدة تفقد قدرتها على المراقبة الدولية رغم إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية.

وحول الدور الفرنسي، أوضح لاكرنج أن فرنسا ليس لها دور سوى مساندة الولايات المتحدة في دورها السلبي الذي يزيد الموقف التباساً. وبدا واضحاً أن السياسية العربية لفرنسا انتهت بنهاية عصر الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، باستثناء الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وشدد على ضرورة عمل فرنسا من خلال انتمائها للاتحاد الأوروبي على تصحيح موقفها المتخاذل تجاه العراق.

كما نشرت الصحيفة تحليلاً لرئيس معهد "هدسون" للدراسات، كينيث وينشتاين، حول تبعات الانسحاب السريع للولايات المتحدة من العراق.
وقال وينشتاين إن استيلاء المسلحين على الموصل هو علامة فارقة على تدهور الأحوال الأمنية في المنطقة بأسرها وليس العراق فقط، لافتاً إلى أن العراق لا يزال يعاني من كارثية القرارات التي اتخذتها السلطة المؤقتة عام 2003 من تفكيك للجيش والتي أدت إلى حرب أهلية.

وأوضح الكاتب أن السلطات حاولت السيطرة على الأمور منذ عام 2007 من خلال تشكيل "مجالس صحوات الأنبار"، التي ساعدت على استعادة الاستقرار، إلا أن قرار واشنطن بالانسحاب من العراق عام 2011 أدى إلى حدوث فراغ في الحياة السياسية، ما سمح للكثير من الأطراف الاجنبية بالتدخل، نظراً لعدم كفاءة القادة العراقيين.

وأشار وينشتاين إلى أن فوز المالكي برئاسة الحكومة جاء بسبب انتشار الاستبداد والطائفية، إذ عملت حكومة الأخير على تقويض كل تقدم أحرزته قوات التحالف منذ صحوة الأنبار، ما سمح للمسلحين بالتسلل إلى العراق وزعزعة أمن المنطقة بأسرها.

وأكد الكاتب أن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ركزت على مدى ست سنوات على الشأن الداخلي الأميركي، من رعاية صحية وبناء المساكن ومواجهة الأزمة المالية العالمية، وتجاهلت تماماً الشأن الخارجي، وتجنبت خوض أي اشتباكات جديدة في المنطقة.

وأكد وينشتاين أن الحل الوحيد هو أن تضغط الولايات المتحدة والقوى الغربية على المالكي حتى يرحل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطياف الموجودة على الساحة العراقية، مشدداً على ضرورة حدوث ذلك بسرعة قبل أن يزداد الوضع سوءاً.

أما صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، فقد كتبت عن كيفية انهيار علاقة المالكي بواشنطن، وقالت إن العلاقة بدأت بالتدهور عندما رفض الأخير تمديد وجود القوات الأميركية في العراق عام 2011.

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من حدوث عدة ثورات في إطار الربيع العربي، إلا أن المالكي اتجه إلى عقد شراكات استراتيجية مع ايران. وأصرّ على اتّباع سياسات طائفية، إذ قام باعتقال زعماء التيار السني، وبإعطاء الشيعة مميزات أكثر، مشيرة إلى تولي الشيعة لمعظم المناصب الهامة في كافة المؤسسات حتى يضمن المالكي بأن لا تذهب السلطة إلى أحد غيره.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية حاولت تغيير هذا الأساس الطائفي في التعامل، ولكن المالكي أصر على نهجه، ما جعل واشنطن تفقد الثقة فيه.

وختمت الصحيفة حديثها بالقول إن الولايات المتحدة كانت تنظر إلى المالكي باعتباره الرجل الذي سيقود البلاد إلى الوحدة، "أما الآن وبعدما ساعدته على أن يقبض على السلطة، فإنه أثبت أنه ديكتاتور".
وشددت على أن أسلوب المالكي الطائفي سيجلب الخراب إلى المنطقة بأسرها، وأن من واجب واشنطن الإطاحة به إذا أرادت أن تستمر في لعب دورها في المجتمع الدولي.

وفي مقال آخر، أكدت الصحيفة ضرورة سماع وجهة نظر العراقيين بخصوص ما يجري.

ودانت الصحيفة التغطية العالمية للحرب. وأوضحت أن السكان لهم وجهة نظر أخرى، مشيرة إلى أن الكثير من العراقيين لا يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، وأن الجيش العراقي انسحب ولم يدافع عن السكان المحليين.
وأكدت الصحيفة أن أهم الأمور ضرورة معرفة ما يريده الشعب العراقي وليس ما ترغب فيه القوى العالمية حتى لا تحدث إراقة للدماء مثلما حدث عام 2003 عندما غزت قوات التحالف العراق.