"لوفيغارو": السعودية تسعى لاستبدال سعد الحريري بشقيقه وعائلته رافضة

"لوفيغارو": السعودية تسعى لاستبدال سعد الحريري بشقيقه بهاء وعائلته رافضة

11 نوفمبر 2017
غموض يلف مصير سعد الحريري(Getty)
+ الخط -



كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، في مقال لها نشرته اليوم السبت، أن السلطات السعودية تسعى لأن يترأس بهاء الحريري الحكومة اللبنانية بدلاً من شقيقه سعد، مؤكدةً في الوقت نفسه، أن عائلة الحريري رفضت الأمر.

وأكدت الصحيفة الفرنسية أن مستقبل الحريري هو محل مساومات بين حلفاء سعوديين وفرنسيين، لافتةً إلى أنّ "الرياض تريد تعويضه بأحد إخوانه". 

ونقل كاتب المقال، جورج مالبرونو، عن مصدر فرنسي في بيروت، قوله إن "الرياض اقترحت على عائلة الحريري تعيين بهاء، شقيق سعد، لمواصلة حمل المشعل السياسي"، ولكنه أكد بالوقت نفسه، أن أرملة رفيق الحريري، نازك الحريري؛ وشقيقة رفيق، بهية الحريري، وأحمد الحريري (نجل بهية) رفضوا المقترح السعودي.

وأوضح مالبرونو، أن الغموض الذي يلفّ مصير رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري هو الذي دفع باريس للتحرك، بداية من خلال إرسال سفير فرنسا في الرياض، فرنسوا غوييت، يوم الخميس الماضي، للقاء الحريري.

وفي هذا الشأن، نقل مالبرونو عن مصادر الإليزيه أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى الرياض، إنّ "الحريري لا يوجد تحت الإقامة الجبرية". لكن مالبرونو شكك في تطمين محمد بن سلمان، بخصوص الحريري، لأن لقاء السفير الفرنسي مع الحريري في الرياض، حسب مصدر فرنسي في بيروت، تم في ظل حضور موظفين رسميين سعوديين، "لم يكونوا بعيدين".


وفي الوقت نفسه، رأى الصحافي الفرنسي أنّ غياب الحريري، خلق شبه إجماع بين السياسيين اللبنانيين على المطالبة بعودته، وأن السعودية عززت من شعبيته.


ويخشى الكثيرون في لبنان، كما يرى مالبرونو، من إقدام السعودية، الغاضبة من هيمنة "حزب الله" على الشؤون اللبنانية، على شن حرب اقتصادية، من خلال تجفيف مالية لبنان، التي تتميز بتبعيتها، بشكل واسع، للخليج العربي.

ويعترف مالبرونو أن هذا السيناريو يربك فرنسا، لأن باريس منشغلة باستقرار لبنان وبإيجاد حل سياسي في أسرع وقت. ولعلّ إيجاد حلّ لقضية الحريري، سيكون ضمن ما سيبحثه وزير الخارجية الفرنسي، جان ــ إيف لودريان، في زيارته للرياض، يوم الخميس المقبل.

كما يرى كاتب المقال أن التوترات المفاجئة التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الصاروخ الذي ضرب الرياض انطلاقاً من اليمن والاستقالة المفاجئة لرئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري منح الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون فرصة دعوته لزيارة الرياض من قبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

وأضاف أن "الرئيس الفرنسي، كان في ذهنه لبنان؛ الذي دفعت به استقالة سعد الحريري، التي انتزعتها منه الرياض على ما يبدو، إلى حالة من عدم اليقين". ونقل عن مصدر في الإليزيه أن محمد بن سلمان قال للرئيس الفرنسي إنه لا يتمنى حرباً في لبنان، وذكّر بأنه متعلّق باستقرار البلد.

من جهة أخرى، لفت الصحافي الفرنسي إلى أن الموضوع الإيراني كان محور المحادثات بين ماكرون ومحمد بن سلمان، مبيناً أن ماكرون يتقاسَم مخاوف السعودية، حين تتحدث عن "محاولات الهيمنة الإيرانية" في العراق وسورية ولبنان وفي اليمن.

لكن الصحافي يتدارك ويتحدث عن "نوع من الهوس لدى المسؤولين السعوديين تجاه إيران"، وأورد مارلبرونو ما قاله الرئيس الفرنسي أثناء تواجده بالإمارات العربية، وقبل ساعات من سفره للرياض، من سماعه "لمواقف قاسية جداً" عبّرت عنها المملكة العربية السعودية تجاه إيران "لا تنسجم مع ما أفكر فيه".

ونقل الصحافي الفرنسي ما قاله، أيضاً، مصدر في الإليزيه بأن "رئيس الجمهورية وضّح ما هو عقلاني للأمير بن سلمان"، وكان الرئيس ماكرون قد ذكّر في دبي: بـ"عدم اتباع سياسة متطرفة قد تأتي لتخلق كثيراً من عدم التوازنات، بل وصراعات في المنطقة".

وفي الشأن اليمني، بقدر ما دان الرئيس الفرنسي إطلاق الصاروخ على الرياض، بقدر ما عبرّ في "خطاب قوي" عن "قلق حقيقي" من قرار السعودية إغلاق المطارات والموانئ اليمنية.

وختم مالبرونو مقاله بأن ماكرون خاطب المسؤولين السعوديين بصراحة لم يتعودوا عليها. لأن ماكرون "راهَنَ على أن لغةَ الحقيقةِ مثمرةٌ في منطقة الخليج التي تسود فيه عبادة الزعيم".