ضمن سلسلة "دراسات فكرية" التي تنشرها "جامعة الكوفة"، صدر حديثاً "كتاب اللادولة" لعالم الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار (1946-2018)، بترجمة حسني زينة، وتحرير علي حاكم صالح وحسن ناظم.
العمل هو الجزء الثاني من كتابٍ صدر الجزء الأول منه بعنوان "كتاب الدولة: اللوياثان الجديد" عن "منشورات الجمل" عام 2017. وبحسب حسن ناظم "لم يُمهل القدر عبد الجبار ليكمل تنظيم كتابه هذا، وتبويبِه، ومراجعته، وتصحيحه، فرحل عاجلاً، في 26 شباط 2018 ببيروت إثر نوبة قلبية، وهو يحاول أن يقول آخر كلماته في أوضاع الدولة واللادولة".
يتابع ناظم في تنويه عن الكتاب نشره على صفحته في فيسبوك: "طلبتْ إلينا فاطمة المحسن، الكاتبة وزوجة الراحل أن نقومَ بتحرير الكتاب، فعمدنا إلى تنظيمه وتبويبه ومراجعته وتصحيحِه".
ويضيف أن عبد الجبار "عاش بين الدولة واللادولة، وختم حياته بـ"كتاب اللادولة"، ويا له من حيف وحسرة أن يختتم المهموم ببناء الدولة حياته بـ كتاب اللادولة".
ومع ذلك، يردف ناظم: "كان فالح يرى متفائلاً في حالة اللادولة هذه طريقاً، وإن طال، لبناء الدولة، وأرادنا، كما يعبّر في خاتمة هذا الكتاب، أن نفهمَ سياقَ تكوّن الدولة وبناء الأمة، وأن نتعلّم المزيد من الدروس من الحالة العراقية، وأنّ عملية الولادة القيصرية تستحقُّ العناء".
يبدأ "كتاب اللادولة" بما قبل العام 2003، ولا سيّما الفترة الزمنية 1991 - 2003. فهذه فترة العقوبات والحصار الاقتصادي، كانت الممهّد للادولة ما بعد 2003، ثمّ يشرع في تفصيل وتحليل مسهبيْن وتجريبييْن للوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لسنوات ما بعد 2003.
يتوقّف عند العوامل الرئيسة المؤثّرة في تشكيل هذه السنوات، والصراعات التي اكتنفتها، ويقدّم رؤيته لمآلات الحالة العراقية الممكنة، فيشرع في تسليط الضوء على المؤسّسات الدينية والطقوس والتدين الشعبي والحركات السياسية ودور النجف الأشرف.
ومن خلاصاته أنّ مآل الطائفية متغير، فهي فضاء ثقافيّ أُشبعَ تسييساً قبل حرب 2003 بعقود، وتأرجح بعدها بين العسكرة وانحسارها، وأن الحركات الإسلامية العراقية الشيعي منها والسني، هي حركات تتبنّى "لاهوت الدولة من دون أن تتمكّن من تحقيقه في دولة اللاهوت".