"فوتوكوبي" للموشكين على الانقراض

"فوتوكوبي" للموشكين على الانقراض

03 مايو 2018
يتقاسم البطولة محمود حميدة وشيرين رضا (لقطة من الفيلم)
+ الخط -
بالرغم من رفعه سريعاً من دور العرض المصرية، لمصلحة نوعيات أخرى من الأفلام الأقل جودة؛ فإن فيلم "فوتوكوبي"، للمخرج تامر عشري، لا يزال يحصد الجوائز، ويحظى بإعجاب الجمهور والنقاد في المهرجانات الفنية. آخر الجوائز التي حصل عليها، كانت جائزة أفضل فيلم روائي في "مهرجان طرابلس للأفلام".
"
فوتوكوبي" هو العمل الأول للمخرج الشاب تامر عشري، وأيضاً العمل الأول للمؤلف الشاب هيثم دبور، قام ببطولته الفنانون محمود حميدة وشيرين رضا وبيومي فؤاد وعلي الطيب وفرح يوسف.

وقد شارك في العديد من المهرجانات العربية، وفاز من قبل بجائزة أفضل فيلم في "مهرجان الجونة السينمائي" وغيرها من الجوائز، مثل الفنان أحمد داش الذي حاز جائزة الإبداع الفني عن دوره في فيلم "فوتوكوبي" من "مهرجان المركز الكاثوليكي"، كما كان الفيلم منافساً قوياً في مهرجانات أخرى، مثل "مهرجان جمعية الفيلم" في مصر.

الإعلان عن الفيلم جاء بمصاحبة وسم "زي الديناصورات أنت على وشك الانقراض"، وهي عبارة محورية تعبر عن موضوع الفيلم الذي تدور أحداثه حول قصة حب بين شخصيتين مسنتين، يعيشان في منطقة العباسية؛ الأول رجل وحيد بالمعاش هو "محمود فوتوكوبي"، وامرأة أرملة مريضة هي "الست صفية" هجرها ولدها الوحيد منشغلاً بحياته الخاصة.



يحاول الفيلم أن ينقل حالة إنسانية جديدة لمجتمع الطبقة الوسطى الموشكة على الانقراض، ومحاولة إنقاذ ما تبقى من الحياة عن طريق الحب. الفيلم، وفقاً للمؤلف هيثم دبور، هو مساحة هادئة لإعادة اكتشاف العلاقات الإنسانية التي بدواخلنا من منظور جديد.

يرى صناع الفيلم أن مردود شريطهم لدى الجماهير يمثل الإنجاز الأكبر لعملهم. وهو ما يمكن أن نرى آثاره في تعليقات الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تقول وفاء بسيم: "فوتوكوبي فيلم من نوع السهل الممتنع، كأنه نسمة طرية في ليلة صيف، أو عطر زهر الليمون في فجر ربيعي... فيلم يجعلك تشعر أن الدنيا ما زالت بخير، وأن الطيبين ما زالوا يعيشون بيننا، وأن الحياة حلوة وتستحق أن تعاش... أداء رائع للفنان محمود حميدة وحضور مميز للفنانة شرين رضا".

من جهتها، اقتطفت فاطمة حجازي من سيناريو الفيلم عبارة حوارية لمحمود حميدة مع شرين رضا: "أنا لو مت يا ست صفية ما فيش حاجة هاتفضل من بعدي، كأني مجتش... أنا كل اللي طالبه شوية وَنَس، وحد يفتكرني بعد ما أموت... تتجوزيني يا ست صفية؟!".
أما عيد علي فقال: "هتحسوا بأمل وسعادة ودفا، هتضحكو وهتحسوا إن الحياة فجأة احلوت! هتشوفوا تصوير وألوان تحفة، وكل كادر عبارة عن لوحة مرسومة بدقة. ريحة زمان اللي مالية الفيلم... السيناريو وأداء الممثلين والإخراج... روحوا شوفوا الفيلم؛ هتتفاجئوا وهتنبسطوا جداً". 

بعيداً عن قرب القصة من الجمهور، وأداء الممثلين؛ فمن ناحية فنية، نجد أنّ الفيلم، أيضاً، تميّز بتصويره، وديكوره، والأزياء التي لبسها الممثلون التي قاربت طبيعة الشخصيات والطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها بشكل لافت. ويعالج العمل، كذلك، مسألة أولئك الناس الذين وصلوا إلى سنّ معينة، وبدأ العالم يصبح غريباً من حولهم، بسبب العولمة وطغيانها؛ فيتعرّفون إلى الفالنتاين، متفاجئين بأن للحبّ عيداً، كذلك يتعرّفون أكثر إلى الحاسوب، وشبكات التواصل الاجتماعي وعالمها الغريب جداً بالنسبة لهم.

المساهمون