"عزب".. رمز لمعاناة الطلاب في دولة العسكر وينتظر إعدامه

"عزب".. رمز لمعاناة الطلاب في دولة العسكر وينتظر إعدامه

18 مارس 2014
+ الخط -

تثير قضية الطالب في كلية الصيدلة، جامعة المنصورة، إبراهيم عزب، المحكوم عليه غيابياً بإحالة أوراقه إلى مفتي الجمهورية، حالة من الاستياء والاحتجاج لدى طلاب الجامعات المصرية، الذين ما لبثوا أن انطلقوا في تدشين حملات تضامنية مع الطالب، ونظموا فعاليات احتجاجية كان آخرها تلك المسيرة، التي انطلقت، اليوم الثلاثاء، تجاه منزل النائب العام هشام بركات، للمطالبة بالإفراج عنه.
تعود قصة إبراهيم عزب، كما يرويها أخوه، عبد الرحمن، في تسجيل مصور بثته شبكة رصد الإخبارية، إلى سبتمبر 2009، عندما توجهت قوات من جهاز أمن الدولة لاعتقاله من منزله، ووجهت له النيابة تهمة تصنيع متفجرات وصواريخ بغرض استهداف السفن المارة بقناة السويس، وقصف المقار الأمنية، وعرفت القضية باسم "خلية السويس"، واحتجز، عزب، في مقار أمن الدولة ستة أشهر، ذاق خلالها أقسى ضروب التعذيب لإجباره على الاعتراف بالتهم الموجهة له.

خلال تلك الأثناء، عرضت قضية إبراهيم على محكمة مدنية مصرية، وأمرت بإخلاء سبيله، إلا أن إبراهيم، ظل معتقلاً داخل مقار أمن الدولة في مدينة نصر بعد الامتناع عن تنفيذ الحكم وإصدار أوامر باستمرار اعتقاله، وفي شهر مارس 2011 بعد تنحي الرئيس الأسبق، حسني مبارك، أمر وزير الداخلية في ذلك الوقت، منصور العيسوي، بإخلاء سبيله إنفاذاً للحكم القضائي.

وخرج إبراهيم، وعاد إلى الجامعة ومارس حياته بشكل طبيعي، إلى أن اشتعلت أحداث 30 يونيو، وبدأ يتلقى رسائل تهديد من ضباط في جهاز الأمن الوطني واعتقل مرة ثانية، وفي 7 مارس الجاري، ألقت قوات من الشرطة والأمن الوطني القبض على إبراهيم، بعد أن استدرجته في مكالمة تلفونية كاذبة تستعطفه لعلاج أحد الأطفال، حيث نصب كمين وقبض عليه، واقتيد إلى مكان غير معلوم.

ولفق له جهاز الأمن الوطني، أمن الدولة سابقاً، تهماً عديدة بخلاف اتهامه في قضية خلية السويس، كان أبرزها تفجير سيارات ضباط الشرطة، وقتل رقيب شرطة واستهداف المقار الأمنية بالمتفجرات.

وتداولت الفضائيات الحكومية والخاصة، مقطع فيديو يظهر فيه الطالب، إبراهيم عزب، في حالة يرثى لها، حيث ظهر متورم الوجه، ويظهر عليه آثار تعذيب واضحة في رقبته وكدمات في رأسه وأنفه، وبدأ في الاعتراف بالتهم كافة الموجهة إليه، فيما بدا أنه يقرأ من ورقة مكتوبة له من المحققين في جهاز الأمن الوطني.

وفي هذا الشأن يؤكد، عبد الرحمن عزب، أن شقيقه تعرض للتعذيب والضرب والصعق بالكهرباء لإجباره على الاعتراف بالتهم الموجهة إليه، مضيفاً: ليس عندي ذرة شك واحدة أن يكون هذا الكلام كلام إبراهيم؛ لأن هذا ليس أسلوبه ولا تعبيراته ولا ألفاظه، كما أن أخي لم يشاهده أحد إلى الآن، فقط المحامي هو من قابله.

وقد أصدرت محكمة الجنايات في شمال القاهرة، غيابياً، حكمها بإرسال أوراق القضية المتهم فيها عزب، إلى مفتي الجمهورية، وذلك لاتهامه بارتكاب جرائم إنشاء وإدارة جماعة إرهابية تستهدف الاعتداء على حرية الأشخاص، والإضرار بالوحدة الوطنية والمجرى الملاحي لقناة السويس، وحددت جلسة 19 مارس للنطق بالحكم فى القضية.

ومن جانبه يقول، إبراهيم جمال، المتحدث الإعلامي باسم طلاب ضد الانقلاب في الجامعات المصرية، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": إن الحركة الطلابية قدمت منذ 30 يونيو نحو 170 شهيداً، وها هي اليوم، تقدم شهيداً جديداً حكم عليه بالإعدام ظلماً من قضاء غير عادل تختل معه موازين العدالة.

ويضيف جمال، أن قضية، إبراهيم عزب، صارت رمزاً طلابياً يعبر عن مدى السياسات القمعية التي باتت تستهدف رافضي الانقلاب في الجامعات، ومدى الاستهانة بأرواح الطلاب لدى قضاة السلطة، الذين يؤكدون أن قتل الطلاب ليس فقط في ساحات التظاهر على أيدى رجال الأمن والبلطجية، بل أيضا في أروقة المحاكم على أيدي قضاة الانقلاب العسكري.

فيما تشهد جامعات الأزهر والقاهرة وعين شمس، فعاليات تضامنية للإفراج عن، إبراهيم عزب، وتتضمن التظاهرات الاحتجاجية المنددة بالانقلاب العسكري هتافات تطالب بالإفراج عنه، كما ترفع صوره وشعار "أنقذوا إبراهيم من الإعدام". ودشن النشطاء من الطلاب على صفحات التواصل الاجتماعية حملات تعريفية وتضامنية حشداً للمطالبة بالإفراج عنه، فيما نظم طلاب ضد الانقلاب اليوم مسيرة احتجاجية مفاجئة في محيط منزل النائب العام المصري في مصر الجديدة، مطالبين بالتدخل العاجل للإفراج عنه.

 

دلالات