"صمت انتخابيّ" يواكب المنعطف الليبيّ الأخير نحو الديمقراطية

"صمت انتخابيّ" يواكب المنعطف الليبيّ الأخير نحو الديمقراطية

بنغازي

هشام الشلوي

avata
هشام الشلوي
25 يونيو 2014
+ الخط -

دخلت ليبيا مرحلة الصمت الانتخابي، يوم الثلاثاء، بعد سباق محموم بين مرشحي المجلس النيابي، في كل المدن الليبية، عدا مدينة درنة، لعدم سيطرة السلطة المركزية عليها. بينما شنّ الطيران التابع لقوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، هجوماً استهدف موقعين في مدينة بنغازي.

وأعلنت "المفوضية العليا للانتخابات الليبية" عن بدء فترة الصمت الانتخابي لمرشحي مجلس النواب. وأوضحت أنه "لا يجوز للمرشح في هذه الفترة بأي شكل من الأشكال ممارسة أي نوع من أنواع الدعاية، في أي قناة من قنواتها وحتى يوم الاقتراع المقرر له، غداً الأربعاء".
وينتخب الليبيون 200 عضو في مجلس النواب، منهم 32 مقعداً خُصصت للنساء، بالنظام الفردي، وسيحلّ المجلس محل "المؤتمر الوطني العام" (البرلمان) أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد.

ويمنع قانون انتخابات مجلس النواب الليبي الصادر العام 2014، عن "المؤتمر"، الأحزاب من تقديم مرشحيها في شكل قوائم حزبية، بعد حملات إعلامية منظمة قادتها وسائل إعلام تابعة لحزب "تحالف القوى الوطنية" ضد الأحزاب.

وستغيب الانتخابات عن مدينة درنة الساحلية، شرقي بنغازي، بسبب رفض جماعات مسلّحة إقامة الانتخابات بالمدينة. وتجدر الإشارة إلى أن "درنة لم تُمثل داخل هيئة الستين لكتابة الدستور، بسبب تفجير أربعة مراكز اقتراع بها".

وذكر مصدر في "المفوضية" أن "النتائج الأولية سيتم الإعلان عنها في 27 من يونيو/حزيران الجاري، على أن تُعلن النتائج النهائية في منتصف يوليو/تموز المقبل".
وسيتقدم لعملية الاقتراع قرابة 1.5 مليون ليبي من أصل 3 ملايين، للاختيار بين 1628 مرشحاً للانتخابات، في 1601 مكتب انتخاب على مستوى 17 دائرة انتخابية ليبية.


وتأتي انتخابات مجلس النواب الليبي، في ختام المرحلة الانتقالية الثالثة، التي بدأت مع "المجلس الوطني الانتقالي"، الذي قاد الثورة بعد انطلاقها، ثم "المؤتمر الوطني العام"، الذي وصل إلى السلطة بعد انتخابات 7 يوليو/تموز 2012، وفي الوقت الذي تعكف فيه هيئة الستين على كتابة الدستور الليبي الجديد، الذي سيُمهّد الطريق إلى الاستقرار في البلاد.

وكان مجلس الأمن الدولي، أعرب في بيان له عن أمله في أن "تنهي الانتخابات البرلمانية الليبية العنف في البلاد، وتمهّد الطريق إلى الانتقال الديموقراطي السلمي، وتنبذ الإرهاب".

وجدّد المجلس دعمه لبعثة الأمم المتحدة الخاصة بليبيا، بعد ضغوط مارستها أطراف سياسية على البعثة، ورئيسها الوزير اللبناني السابق، طارق متري، بسبب مقاربة سياسية تقدم بها تهدف لجمع الفرقاء الليبيين للتفاوض.

وتأتي انتخابات مجلس النواب الليبي على وقع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات تابعة لحفتر ومسلحين مؤيدين لـ"المؤتمر" في بنغازي، التي اندلعت في 16 من مايو/أيار الماضي، ضمن عملية أُطلق عليها "الكرامة"، لـ"تطهير" مدينتي درنة وبنغازي من الإسلاميين المتشددين، بحسب زعم حفتر.

ودخل الطيران الحربي على خط معارك بنغازي، مستهدفاً أحياء المدينة، وبعض ضواحي مدينة درنة كان آخرها، أمس الاثنين، حين قصفت طائرة تابعة لقوات حفتر موقعين في ضاحية درنة الغربية.

وأسفرت الاشتباكات بين قوات حفتر وتنظيم "أنصار الشريعة"، قرب معسكر "17 فبراير"، أمس الإثنين، عن مقتل شخص على الأقل، وإصابة اثنين آخرين، فيما استهدف مسلحون منطقة بنينا بصواريخ "غراد" بشكل عشوائي، وأسفر القصف عن إلحاق أضرار مادية بالمنازل القريبة.

على صعيد آخر، ستقلع، مساء الثلاثاء، طائرة الخطوط الجوية الأفريقية من مطار الأبرق شرقي مدينة البيضاء، وعلى متنها الأتراك المتواجدون بالشرق الليبي وهو اليوم الأخير، من المهلة التي منحها لهم المتحدث الرسمي باسم حفتر لمغادرة مدن الشرق الليبي، بعد تحذيرهم والقطريين باتخاذ إجراءات ضدهم لم يُكشف عن طبيعتها.

ذات صلة

الصورة

سياسة

تستمر قوات الاحتلال في اقتحام البلدات والمدن الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية، في وقت يخوض فيه مقاومون فلسطينيون اشتباكات مع تلك القوات المقتحمة.
الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.

المساهمون