"شباب من أجل الأيتام" ترفّه عن أطفال الضفة

"شباب من أجل الأيتام" ترفّه عن أطفال الضفة

16 ابريل 2014
+ الخط -

دفعت الإنسانية مجموعة شباب من مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة إلى أن يقودوا قطار الابتسامة بحثاً عن الأيتام في دور الرعاية من أجل إدخال الفرحة إلى قلوبهم، وإشعارهم بالسعادة ولو ليوم واحد، بعدما حرمهم القدر من حنان أُم، أو من حُضن أب.

قبل حوالي ثلاثة أعوام، في منتصف العام 2011، قررت مجموعة من طلاب ومتخرجي "جامعة القدس" وبقليل من الإمكانات تأسيس فريق "شباب من أجل الأيتام" الذي يهدف إلى رسم ابتسامة على وجوه الأيتام في دور الرعاية في مختلف المدن الفلسطينية، من خلال تنظيم زيارات شهرية وأيام مفتوحة للأطفال بغرض الترفيه عنهم، ودمجهم في الأنشطة التفاعلية.

يهدف الفريق إلى تعزيز الروح التطوعية بين الشباب في المجتمع الفلسطيني دون الحاجة إلى الدعم أو التمويل، الذي يمكن أن تقدمه المؤسسات المحلية أو الغربية، بهدف جعلهم يشعرون بالانسانية عن قرب، إلى جانب عشرات القصص والحكايات التي تعيش مع كل طفل في دور الايواء.  

الاختصاصية الاجتماعية حنين بزبز من مؤسسي فريق "شباب من أجل الأيتام" قالت لـ"العربي الجديد": "لدينا فريق تطوعي يضم مجموعة من الشباب من الجنسين يحمل هدفاً بسيطاً بمفعول كبير، هو رسم البسمة على وجه الطفل اليتيم، ونحن ننفذ أنشطة بإمكانات بسيطة ومتواضعة، لكننا نشعر كثيراً بتأثيرها الكبير على الأيتام". 

بداية الفريق كانت صعبة، والأنشطة التي ينفذونها كانت على فترات زمنية متفاوتة نظراً لقلة الإمكانات وضعفها، كون التحدي الاول هو تنفيذ نشاطات من دون الاعتماد على أي تمويل أو دعم، بل على تغطية التكاليف من أعضاء الفريق ومصروفهم، حيث يقومون بجمع كل مستلزمات النشاط المادية من جيبهم الخاص ثُم ينفذونه. وقد استمروا على هذا الحال لمدة ثلاث سنوات.

يقول المهرج مجاهد العصا أحد اعضاء الفريق: "استطعنا التغلب على كل العقبات التي تواجهنا، ونحن اليوم ومن مصروفنا الخاص، نملك فريقاً للمهرجين، وآخر يرتدي أزياء الحيوانات التي يحبها الأطفال كثيراً".

ينفذ فريق "شباب من أجل الأيتام" الذي يضم أعضاء من غالبية مدن الضفة الغربية أياماً مفتوحة للأطفال في مختلف دور الرعاية، وبعض القرى والمناطق المهمشة في الضفة الغربية. وتشتمل فقراتهم على الألعاب الترفيهية والمسابقات، ووجبة إفطار ثابتة، وفقرة الحلويات.

من جهته، تحدث الاداري في الفريق محمد أبو فخيدة عن الصعوبات التي يواجهها الفريق خلال التنسيق وتنفيذ الزيارات، وأوضح أن "بعض دور الأيتام قد لا تتقبل النشاطات، وقد يصل الأمر أحياناً إلى فرض قيود وشروط على الفريق، بالإضافة إلى أن الأيتام أنفسهم قد يكونون مُعنفين، أو غير معتادين على زيارات الشباب لهم، ويجب التعامل مع هذا الأمر بصورة صحيحة".

أضاف أبو فخيدة: "ننفذ فعالياتنا كلها مهما كانت الصعوبات، لدينا عشرات الفقرات الترفيهية والتعليمية، ونغني دوماً للوطن كي يبقى حاضراً في قلوب الأطفال المعزولين مجتمعياً، ولدينا خطة قادمة سنضيف إليها عدداً من الفقرات التعليمية والوطنية".

وأكدت غالبية أعضاء الفريق لـ"العربي الجديد" أنهم في بعض الأحيان يضطرون للتضحية بعملهم، وبدوامهم الجامعي، وبجلساتهم العائلية في شهر رمضان المبارك من أجل رسم الابتسامة "وهذا بحد ذاته لا يعتبر عادياً". كذلك عبروا عن حجم الفخر بالرسالة الانسانية التي يؤدّونها.

المساهمون