"روبن هود" يخسر كروياً: الريال بطلاً (فيديو تكتيكي)

"روبن هود" يخسر كروياً: الريال بطلاً (فيديو تكتيكي)

أحمد مختار

avata
أحمد مختار
26 مايو 2014
+ الخط -

 

 

النهايات السعيدة في القصص والروايات، أما كرة القدم فالواقعية هي السمة الغالبة لها خلال السنوات الأخيرة. أتليتكو حاول وآمن بحلمه وقاتل من أجله حتى اللحظات الأخيرة، لكن الريال أنهى كل شيء في النهاية وخطف العاشرة من فُم الأسود الذين نالوا استحسان وتقدير الجميع من العدو قبل الصديق.


رجال "الشولو" سيميوني حاولوا استعادة أساطير الأبطال، جودين تقمّص شخصية روبن هود وسرق الشوط الأول لصالح الطبقة الفقيرة في اللعبة، لكن راموس أعطى رأس المال قبلة الحياة في الأمتار الأخيرة قبل أنّ يتكفل زملاؤه بإنهاء كل شيء ليكتب التاريخ بطولة جديدة للميرنجي ولتتحدث كتب كرة القدم عن العمل البطولي الذي قام به رفاق الحالم الأرجنتيني خلال هذا العام.


فنياً، بدأ كل مدرب بخطته المعروفة، دييجو بطريقة لعب 4-4-2 مع تواجد فقط راؤول جارسيا مكان توران الغائب، وكارلو بطريقة لعب 4-3-3 مع المراهنة على خضيرة عوضاً عن الموقوف ألونسو.. ومع اللحظات الأولى، تحّدى دييجو كوستا الجميع وشارك رغم أنف إصابته، التي لم تتركه أبداً في حاله وقررت أن تعاقبه وتُخرجه بعد دقائق قليلة من البداية.


وهذا الحظ العاثر هو من أجبر سيميوني على تغيير أوراقه وقلب طريقة اللعب إلى 4-5-1 بنزول أدريان على اليسار وتحول كوكي إلى العمق قليلاً رفقة ثنائي الإرتكاز جابي وتياجو مع بقاء جارسيا في مكانه على الطرف الآخر، وثبات فيا في قلب الهجوم... لم يظهر الريال بالشكل الممّيز بسبب سوء حالة خضيرة البدنية والفنية، الألماني ضعيف في التمرير وأضعف في التمركز، لذلك كان خروج الكرة من الخلف إلى الأمام أشبه بالعملية القيصرية للكتيبة المدريدية.


وكما فعلها في الكامب نو، كررّها في ملعب النور، الأوروجوياني يطير فوق الجميع ليصبح ناطحة سحاب حقيقية، تقهر كل من يقف في طريقها، لتضع فريقها الصغير في وضع البطل ولو لدقائق قليلة... الأتليتي يحقق الجديد ويتقدم ليُنهي الشوط الأول لصالحه بهدف نظيف، ليقترب الحلم أكثر فأكثر .


"لقد جئت لك بكارلو، إنه رائع في قيادة الأوركسترا، لكنّه لا يعرف كيف يقرأ النوتة الموسيقية"... هكذا قال المالك بيرلسكوني إلى القائد أريجو ساكي حينما تعاقد مع أنشيلوتي لكي ينضم إلى كتيبة ميلان التاريخية التي غيّرت شكل اللعبة في ثمانينيات القرن العشرين. والإيطالي يبدو وكأنّه قرأ النوتة التكتيكية بشكل سليم خلال الشوط الثاني.


لم ينتظر كثيراً ليدخل إيسكو ومارسيلو بدلاً من خضيرة وكونتيراو... هنا تحولت طريقة اللعب إلى 4-1-3-2 بتواجد لوكا مودريتش كإرتكاز خلفي أمامه كلاً من إيسكو في العمق، دي ماريا على اليمين، بيل على اليسار، وفي الهجوم بنزيما ورونالدو... الملكي يهاجم بكل قوة ممكنة والأتليتي لا خيار أمامه سوى الدفاع، الكبير الذي يريد العودة يتربص بالشاب الذي يحلم بفجر جديد، وكأن الخيال يتحدى الجبروت .


هجمة هنا وأخرى هناك، فريق سيميوني لا يستطيع عمل المرتدة التي يتميز بها والسر في غياب كوستا وتوران، وخروج جارسيا ونزول البطيء سوسا، بينما الريال يهاجم بكل ما أوتى من قوة، من اليمين واليسار عن طريق عرضيات أجنحته، ومن العمق عن طريق مهاجميه وصناع لعبه.


وبينما يفشل الملوك في التسجيل ويقترب الهنود الحمر من التتويج، يخرج راموس كعادته في المباريات الأخيرة وينقض برأسه على عرضية قادمة من الركنية، وكأنه يلعب كرة القدم على الطريقة الإنجليزية، في الهواء يفعل كل شيء... هدف قاتل يُعيد المباراة إلى نقطة البداية ويترك مصيرها إلى الأشواط الإضافية.


وفي لحظات الحسم، يظهر الأفضل على الإطلاق، ولا أفضل من دي ماريا هذا الموسم. الأرجنتيني هو الجناح المركزي الذي ينطلق من العمق ليتحول إلى الأطراف ويضرب دفاعات الخصم بالانتشار العرضي سواءً من المركز إلى الجناح أو من الطرف إلى عمق الهجوم، إنّه الخارق الذي يرواغ المنافسين وكأنّه يرقص كالفراشة ويلسع كالنحلة، ولسعته هذه المرّة كانت قاتلة بحق.


دي ماريا يراوغ ثنائياً مستغلاً إصابة فران الذي يُكمل المباراة بشجاعة يُحسد عليها، ويسدد كرة ينقذها كورتوا لكنّ جاريث بيل يسجل هدفاً بقيمة 85 مليون يورو، الهدف الذي يُعطي الريال الأفضلية ويُخرج أتليتكو من المباراة تماماً، بعدها انتهى كل شيء ليسجل الريال ثالثاً ورابعاً ويفوز بالنهائي، ويحقق لقب دوري الأبطال أخيراً .


هي مباراة نهائيات، حُسمت في الأوقات الفاصلة وبالتفاصيل الدقيقة، نتيجتها لا تعبّر أبداً عن مستوى الفريقين، صحيح أن الريال أبلى بشكل حسن لكن الأتليتي أيضاً لا يستحق ابداً الخسارة بهذه النتيجة، لكنّ في النهاية هذه هي كرة القدم، والنظرة البراجماتية تضع كلمتها الأخيرة في النهاية، المنطق يحكم.

ذات صلة

الصورة
مالودا من أفضل اللاعبين في تاريخ تشلسي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكد الفرنسي فلوران مالودا (43 عاماً)، أن الصعوبات التي تجدها الفرق الفرنسية للتتويج مجدداً بدوري أبطال أوروبا، تُعتبر منطقية بالنظر إلى قوة المسابقة.

الصورة
سانيا خاض الكثير من التجارب (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكد الفرنسي، باكاري سانيا، أن فريقه السابق أرسنال يقدم مستويات رائعة مع بداية الدوري الإنكليزي لكرة القدم، وهو سعيد بمشاهدة الفريق يلعب بشكل جيد ويحقق نتائج إيجابية مع انطلاق الموسم.

الصورة
جمهور سلتيك يدعم القضية الفلسطينية (العربي الجديد/Getty)

رياضة

كتبت جماهير فريق سيلتك الاسكتلندي، الأربعاء، صفحة جديدة من صفحات الانتصار للقضية الفلسطينية العادلة، ونجحت في جلب الاهتمام إلى ما يُعاني منه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة منذ أكثر من أسبوعين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

الصورة
Getty/ العربي الجديد

رياضة

يستعد اللاعب عيسى العيدوني لخوض مواجهتين مهمتين مع منتخب تونس، ضد بوتسوانا يوم الخميس ضمن الجولة الختامية من تصفيات بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم، ومن ثم مصر ودياً يوم 12 يونيو/ حزيران الجاري.

المساهمون