"دعشنة" الإخوان

"دعشنة" الإخوان

13 سبتمبر 2014
+ الخط -

كما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على مساحات من الأراضى العراقية والسورية، تعادل حجم المملكة المتحدة، كما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، سيطر، أيضاً، على مساحات شاسعة من حديث العالم. فبينما يجتهد الأميركيون في إيجاد تحالف دولي للقضاء على تنظيم داعش ومحاربة الإرهاب، من خلف الستار يعملون على إعادة ترتيب مفاتيح السيطرة على المنطقة، وتوزيع الأدوار فيها.

اجتهد باحثون وكتّاب كثيرون في فهم حقيقة داعش، وأسباب وجودها ومن يدعمها ويمولها، وأعداد قواتها وعدتها، وكيف سيطرت على تلك المساحات الشاسعة؟ وكذا أعداد المقاتلين الأجانب فى صفوف داعش، وخاصةمن مواطني دول الاتحاد الأوروبي، والتي جاءت فرنسا في مقدمتها، بتسعمائة مقاتل، تليها بريطانيا ثم ألمانيا.

وتظهر بوادر التخوف من انتشار داعش وغزوها عقول أبناء الأمة الإسلامية، وملامحه في النظر إلى الواقع الذي أحدثه الانقلاب العسكري على أول تجربة ديمقراطية في مصر، وانتشار الظلم والطغيان وسفك الدماء، وانتهاك الحرمات واعتقال الشرفاء، مع عدم القصاص من قتلة الثوار. كذلك الإحساس المنتشر بين أبناء التيار الوسطي بخيبة الأمل واليأس، ممزوجاً بالمظلومية. هذا من دون إنكار الدور الاستخباراتي، الداخلي والخارجي، في خنق الحالة الثورية، وتأزيمها وتوجيهها نحو ما يشبه المشهد السوري. إضافة إلى الدور الدولي والإقليمي في رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، وإعادة ترسيم حدوده وتقسيم المقسم فيه.

والمتتبع المنصف لمسار التاريخ الإخواني منذ نشأة الجماعة، يجد المسار السلمي الإصلاحي التصالحي نهجها وديدنها. وتكتمل الصورة بعد مذبحتي ميداني رابعة العدوية والنهضة، والتي تعد الأبشع في تاريخ الإخوان وتاريخ مصر، حيث أن بعد هذه المجزرة، والتي شهدها العالم، كانت الجماعة، ولا تزال، تحتفظ بسلمية منهجهها ووسائلها، على الرغم من فداحة خسائرها وتنظيمها من قتل لأفرادها واعتقال لقادتها وأبنائها وتشريد ومطاردة مناصريها ومحبيها.

ثم يبقى سؤال: لمصلحة من يتم الدفع وبقوة فى اتجاه دعشنة الإخوان؟

avata
avata
محمد حسن الصعيدي (مصر)
محمد حسن الصعيدي (مصر)