"دروس الدجاج" تُثير الجدل على "فيسبوك"

"دروس الدجاج" تُثير الجدل على "فيسبوك"

07 ابريل 2015
(يوتيوب)
+ الخط -
لم يترك "فيسبوك" الكثير لخيال الأشخاص عن معتقدات "الآخرين" وتوجهاتهم العامة. نقلت مواقع التواصل الاجتماعي معتقدات وطقوسا كانت غريبة على البعض إلى الضوء كما هي دون تعديل أو تجميل، وبات بالإمكان مشاهدتها ونقدها والتعليق عليها.

بات سهلاً الاطلاع على "الطقوس" أو العادات الدينية للطوائف المتنوعة في العالم العربي. كان خطاب البعض أو تصرفاته فاقعة في التشدد أو التطرف أو الغرابة، لكنها كانت حقيقية لدرجة إثارة التساؤلات والاستفسارات وحتى الشكوك. وأهم ما في الأمر أنه أحال هذه المعتقدات إلى طاولة نقاش داخلي في كل بيئة من البيئات، بقيت نتائجها مرتبطة بمدى التبعية والولاء أو حتى القدرة على النقد الذاتي الموضوعي.

وقد استنكر البعض في الآونة الأخيرة نشر فيديوهات مسربة من داخل مجالس خاصة لطرق صوفية عديدة، يتخللها رقص أو تقديم أحد الشيوخ لدرس ديني للدجاج! وتنوعت أشكال التبريرات بين اتهام المسرب في نيته، أو إلصاق تهمة "التعديل" أو "النقل خارج المحتوى"، وبات كل منشور مرفقاً ببيان رسمي لمكتب الشيخ فلان يوضح ويبرر وينفي.

واتخذ النقاش بين الأفراد الذين تمترسوا خلف مدارسهم الفكرية أشكالاً متعددة، من النقاش الهادئ والرصين إلى تبادل الاتهامات بـ "توهين روح المسلمين" أو "استسهال التعرض للقامات الدينية". وأصبح بإمكان المتابع فهم جزء من تركيبة الانتماءات الإسلامية، وطبيعة ولاء الأفراد فيها، والتي أظهرتها النقاشات متفاوتة بين التبعية العمياء والتسليم بالمقدس، سواء كان هذا المقدس شخصاً أو فكرةً أو نصاً، وصولاً إلى التحلل من كافة قيود التبعية وطرح الأفكار الدينية.

وظهرت هذه النماذج جلية مع انتشار فيديو للشيخ الصوفي السوري رجب ديب، أثناء إعطاء درس ديني في قاعة مغلقة. يَعرض الفيديو المجتزأ من الدرس الكامل مقطعاً لديب؛ وهو يعلن "إعطاء درس للدجاج في القن أمام المنزل صباح كل يوم أثناء إطعامهم". يتحدث ديب بلغة جدية ورصينة عن "نقر الديك رأس إحدى الدجاجات التي حاولت التقاط حبة قمح أثناء إلقاء الدرس، فنجح الديك في تأديب كل الدجاجات اللاتي أصبحن يتابعن الدرس بإصغاء".

انتشر الفيديو في أوساط عديدة على مواقع التواصل، وحظي بتعليقات ساخرة سرعان ما تلقفها الناشطون الإسلاميون بوصف نشر الفيديو "هجمة علمانية على الإسلام". لكن تداول الفيديو بين الناشطين الإسلاميين "غير الصوفيين"، نقل النقاش إلى داخل الصف الإسلامي الافتراضي. ونقله البعض في إطار سياسي كون الشيخ سورياً، وكونه "يعطي دروسا للدجاج والمجازر تفتك بالشعب السوري".

إقرأ أيضاً: لبنان: التعذيب المليشياوي خطّ أحمر

وبعد مسارعة أنصاره إلى الرد تارةً بدعوة الناس إلى "التأدب قبل التحدث"، أو "احترام فضل الشيخ"، أو ربط الأمر بـ "الكرامات التي يخص الله بها بعض عباده". أتبع الشيخ هذه الردود بنشر بيان منمق يتهم ناشر الفيديو باجتزاء الدرس، وأنه "حدث عندما كان عمري 14 عاماً، وكان من باب التمرس في فن الخطابة وكسر رهبة الحديث أمام جمهور".
هكذا برر الشيخ الفيديو، وترك جمهوره المنتشر بين لبنان وسورية وبلدان الاغتراب في نشر البيان والتبليغ عن ناشري الفيديو الذي حذفته إدارة موقع "فيسبوك" عن عدد من الحسابات.


المساهمون